استعرَضَ متحفُ الكفيل للنفائس والمخطوطات في العتبة العبّاسية المقدّسة، أهمّ الأُسُس العلميّة لحفظ وصيانة المقتنيات المتحفيّة، وذلك عبر عقده الندوة الثانية ضمن سلسلة ندواته المتحفيّة التخصّصية الهادفة إلى التعريف بالتراث، وكيفيّة المحافظة عليه والإسهام في بثّ روح الثقافة المتحفيّة.

الندوة التي كانت بعنوان: (الأُسُس العلميّة لحفظ المجاميع المتحفيّة) احتضنتها قاعةُ الإمام الحسن (عليه السلام) في العتبة العبّاسية المقدّسة، وقدّمها الأستاذُ محمد قاسم المعمار من الهيأة العامّة للآثار والتراث في وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقيّة، وسط حضورٍ من الباحثين والأكاديميّين والمختصّين بالشأن المتحفيّ.

وقال المعمارُ لشبكة الكفيل: "إنّها لخطوةٌ جيّدة خطاها متحفُ الكفيل تُحسب لإدارته والقائمين عليه، فدَورُ المتاحف لا يجب أن يكون فقط لتخزين التحف والمقتنيات، بل هناك جانبٌ آخر لا يقلّ أهمّيةً عنه، هو التعريف وإشاعة الثقافة والوعي المتحفيّ خارج أسوار المتحف، والسعي إلى تأصيله باتّباع عدّة آليّات وطرائق، منها الندوات والمحاضرات والمؤتمرات وهذا ما جسّده متحفُ الكفيل".

وأضاف أنّ "الندوة التي قدّمناها كانت بعدّة محاور، أهمّها: (مفهوم المقتنيات المتحفيّة والإطار المتحفيّ لها - كيفيّة الحفاظ على المقتنيات المتحفيّة بشكلٍ عامّ - عمليّات التوثيق وأهمّيتها للحفاظ على المقتنيات - اختيار الموادّ والآليّات المتّبعة في أعمال الصيانة والترميم - الحداثة للمتحف واتّصاله مع المجتمع بما يعزّز ثقافة ارتياد المتاحف)".

وبيّن المعمار "كان هناك تفاعلٌ جيّد من قِبل الحاضرين من خلال إثرائهم جوّ الندوة، بمجموعةٍ من المداخلات والأسئلة والاستفسارات القيّمة".
بدوره بيّن رئيسُ قسم المتحف الأستاذ صادق لازم أنّ "المتحف متواصلٌ بإقامة هذه الندوات بشكلٍ دوريّ حسب محاور تُوضع مسبقاً، مع إعطاء أولويّةٍ للمحاور ذات الأهمّية التي تلامس الواقع المتحفيّ الذي نعيشه وتسهم في الارتقاء به، ونهدف من هذا إلى تسليط الضوء على دور المتاحف الرئيس، من خلال قيامها بجمع وحفظ وعرض وصيانة التراث الحضاريّ والتاريخيّ الإنسانيّ والطبيعيّ، على مرّ العصور التاريخيّة المختلفة".

موضّحاً "نأمل من هذه الندوات أن تشجّع الحراك المتحفيّ وتسلّط الضوء عليه، من خلال طرحٍ موضوعيّ مبسّط ذي صبغةٍ علميّة، وقد تناولنا اليوم آليّات وأُسُس الحفاظ على المقتنيات المتحفيّة فضلاً عن تعزيز ثقافة التواصل المتحفيّة، التي كان متحف الكفيل سبّاقاً لترجمة هذا المفهوم واقعيّاً".

يُذكر أنّ عقد هذه الندوات هو ثمرةٌ من ثمار مؤتمر متحف الكفيل الدوليّ الثالث، التي حثّت على الاهتمام بالجانب التثقيفيّ المتحفيّ وتذكيراً واستدراكاً لما لم نذكره من الماضي حفاظاً على هذا التراث، سواء كان مادّياً أو فكريّاً أو ثقافيّاً، وتراث المتاحف سواءً في متحف الكفيل أو غيره من المؤسّسات المجتمعيّة.