تناول الدكتور نزار ناجي محمد من مديرية تربية محافظة البصرة، سيرة الإمامَينِ الحسنَينِ(عليهما السلام) في رؤية الاستشراق الإيطالي. وطُرِح البحث بعنوان (سيرة الإمامين الحسنين "عليهما السلام" في رؤية الاستشراق الإيطالي)، ضمن فعّاليات اليوم الثالث من المؤتمر العلميّ الأوّل الموسوم بـ (الحسن والحسين "عليهما السلام" إمامان قاما أو قعدا)، الذي تقيمه الأمانة العامّة للعتبة العباسية المقدسة وتُشرف عليه جامعةُ العميد وجمعيةُ العميد العلمية والفكرية. ويُقام أسبوع الإمامة الدوليّ الأوّل تحت شعار (النبوّة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (الإمامة نظام الأمّة). وتناول البحث ما كتبته المستشرقة لورا فيشيا فاجلييري إحـدى الكاتبات الإيطاليّات، عـن الإمامين الحسنين(عليهما السلام) في دائرة المعارف الإسلامية (موسوعة الإسلام)، وكيف كانت تلك الصورة المقدّمة في ظـلّ اعتمادها على الروايات التأسيسية المشوّهة في المصادر الإسلامية. وتطرّق البحث إلى الجدل بين الباحثين حول الدراسات الاستشراقية ومدى جدّية ومنهجيـة تلـك الدراسات، ومحاولة تقصّي البعـد الفـكـريّ والمعرفيّ فيها، لما لها من أهميةٍ في مجال الدراسات التي تُعنى بالحضارة الإسلامية ورموزهـا، فضلاً عن أنها تمثّـل رؤية الآخـر لتراثنا الحضاري، وما تحويه تلك الدراسات في الجانب الآخر مـن صورةٍ موضوعيّة وغير موضوعيّة. وتناول الباحث ما دوّنـه الاستشراق عـن الشرق سواءً كان سلباً أو إيجاباً، وفي ظـلّ تنوّع العوامل التي كانت ولا تزال تحرّك الظاهرة الاستشراقية، وتطلّب الأمر إلى تكثيف دراساتهم عـن التشيّع بصـورة عامة وأهـل البيت(عليهم السلام) بصورة خاصّـة، لما لهم مـن دورٍ وتأثير في الأحداث التاريخية في مراحل الإسلام المبكّرة، بالإضافة إلى الاهتمام بما رافـق الـشـرق مـن تطوّر للأحداث السياسية المعاصرة وسطوع نجم التشـيّع، خاصّةً بعد الثورة الإسلامية في إيران.
وأشار إلى الصورة المشوّهة التي دوّنت عن الإسلام ورموزه خلال العصور الأوربية الوسطى، وأثرت على عقلية الفرد الغربي والأوربي بصورة خاصّة تمّ الاعتياد عليها، وجعلها الـصورة الحقيقية عن الواقع التاريخي الإسلامي، وهذا لا يعني رفض كلّ جهود الاستشراق والمستشرقين لما لهـم من دورٍ في الحركة الفكرية.