أنهى المجمع العلمي للقرآن الكريم التابع إلى العتبة العباسية المقدسة فعالياته القرآنية في زيارة الأربعين. وتضمّنت الأنشطة والفعاليات القرآنية أكثر من (67) محطةً لتعليم القراءة الصحيحة للقرآن الكريم، وُظِّف فيها المئات من المتخصّصين في العمل القرآني، فضلًا عن إقامة عدد غير مسبوق من المحافل القرآنية، مشفوعة بالفعاليات التثقيفية والمسابقات والمسرحيات ذات الأهداف القرآنية، حتى تجاوز عدد المستفيدين من هذه الأنشطة (400000) ألف مستفيد، وهو رقم غير مسبوق، ينمّ عن عناصر جذب خاصّة تضمنتها هذه المحطات حيال الزائرين. وأكّد رئيس المجمع العلمي الدكتور مشتاق العلي، أنّ "النشاط القرآني لهذا العام كان نشاطًا قرآنيًّا نوعيًّا ومميزًا، كونه جاء متضمنًا أنشطة وفعاليات نوعية تندرج في مجال تثبيت الهوية القرآنية والإسلامية أمام المشاريع التي تشتغل على توهين ذلك، ولاسيّما الدولية منها، لذا وبدعم لا محدود من المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة (دام عزه)، عكفنا على إعداد خطة نوعية وخاصة تتسق والحدث الأهم (الزيارة الأربعينية المباركة)، وتشتغل على استدعاء التلازم بين الثقلين (القرآن الكريم وآل البيت) في نفوس الزائرين الكرام".
وقال العلي إنّ "آلية عمل المجمع العلمي للقرآن الكريم لهذه المناسبة العظيمة، تضمنت نشر أعداد غير مسبوقة من المحطات القرآنية على طول طرق الزائرين المؤدية إلى كربلاء المقدسة، الرئيسة منها والفرعية، وفي معظم المحافظات، ناهيك عن تنوع عمل هذه المحطات، إذ إنها لم تكتف بتعليم القراءة الصحيحة للقرآن الكريم، بل تعدّت ذلك إلى التعريف بالأنشطة القرآنية النوعية، كعرض ما خُطّ وطُبِع من طبعات للقرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة، فضلًا عن تخصيص محطة لخطّ المصحف بأيدي الزائرين، دون أن نغفل عن إقامة المجالس والمحافل القرآنية وتطعيمها بالأجواء العاشورائية". من جهته، كشف المعاون التربوي لرئيس المجمع العلمي الدكتور إبراهيم التميمي أنّ "ما ميّز هذا الموسم القرآني هو العمل الإرشادي والتربوي الذي أطلقه المجمع بالتزامن مع بدء عمل مركز الإرشاد التربوي القرآني فيه، وكانت باكورة ذلك إقامة محطة إرشادية قرآنية في طريق الزائرين عند نقطة مجمع الشيخ الكليني (قدس سره) على محور (بغداد ـ كربلاء)، إذ أخذت على عاتقها توظيف المثل التربوية والأخلاقية القرآنية وعكسها على سلوك الزائرين، ما جعلهم يتفاعلون بشكل كبير مع هذه الخدمات، خصوصًا أنها أُسِّست لارتباط روحي بينهم وبين القرآن الكريم، وعبّرت عن وثاقة التلازم بين ركني الثقلين؛ كتاب الله المبارك والعترة الطاهرة". وأضاف أنّ "حضور عدد من الأكاديميين المتخصّصين في العمل التربوي والإرشادي والنفسي في هذه المحطة، جعل من عملها لافتًا والحضور عندها مميزًا، خصوصًا وأنّ هؤلاء الأكاديميين قد عمدوا إلى بذر بذار القيم التربوية في نفوس الزائرين وتوأمتها مع القيم الدينية الدافعة لهم على المسير المبارك، وبذلك فقد حققت هذه المحطة الفتية أهدافها وشكلت تغيرًا واضحًا في عملنا القرآني، وشكلت دافعًا لنا في التخطيط لزيادة عمل هكذا محطات في المناسبات القادمة، بل والشروع في إعداد كرّاسات وبروشورات ومطبوعات خاصة بذلك".