كان سالم رجلاً لا يرى في الحياة سوى ما يجمعه من نقود. يعمل في دكان صغير، وتكفيه تجارته ليعيش ميسورًا، لكنه كان يمسك المال بقبضةٍ لا تلين. أما زوجته وأطفاله الثلاثة، فكانوا يعيشون تحت ظل بخله، يقتاتون على القليل، ويعتادون الحرمان يومًا بعد يوم.
وذات مساء، اشتدّت الحمى على ابنته الصغيرة. توسلت زوجته إليه أن يأخذها إلى الطبيب، لكنه ردّ ببرود:
"الدواء غالٍ… وستتحسن من تلقاء نفسها."
لم تحتمل الأم انتظارًا، فخرجت بطفلتها إلى الجيران، الذين سارعوا لمساعدتها.
مرّت أيام قليلة، وفي ليلة ماطرة سمع سالم صوتًا غريبًا قرب دكانه. خرج على عجل ليتفقد الأمر، وفي طريقه عثرته الأرض الزلقة فسقط بقوة مغمىً عليه. وعندما أدركه الصباح، وجده الجيران ممددًا على الطريق، ممسكًا بمفاتيح دكانه، بينما كان باب الدكان مكسورًا وصندوق النقود داخله قد سُرق.
نُقل سالم إلى المستشفى، لكنه قد فارق الحياة.
وبعد رحيله، عاشت أسرته أيامًا أكثر هدوءًا، وتعلم الناس من قصته أن المال الذي لا يُصرف في موضعه لا يحفظ صاحبه، وأن القلب إذا قسا ضاق حتى على أهله.
قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاباً يوثق تاريخ السدانة في العتبة العباسية المقدسة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)