: محمد الطالب
لكل عادة جذور نفسية ولكل صورة نقيض على وجه العموم . لو نقبت بأغوار ذاتك عن جذور الجمال بداخلك لوجدت أسس لحضارات من الجمال لم تكتشف للآن والغريب في الامر لايوجد من يستطيع التنقيب عنها غيرك ؛ لان هذه الأسس ممتدة بعمق أرشيفك الاسري الموجود في باطن قناعاتك إلا أن الصفات البيئية المكتسبة من ظواهر دخيلة خلقت بداخلك قناعات سلبية تراكمت فوق تلك الأسس . لابأس فالجمال مازال موجود في داخلك . والقناعة ماهي إلا تبرير لحدث على انه ممكن أو غير ممكن وماعليك كخطوة أولى للتنقيب إلا أن تدرك أن كل شيء ممكن حدوثه اذا توفرت أسبابه وبتوفرها لايوجد شيء مستحيل وهذا أمر إيجابي . اذاً علينا أولا التأكد من قناعاتنا ومن ثم تغيير السلبية منها الى إيجابية .
عرف مجتمعنا العراقي بحرصه على التقاليد والعادات النبيلة ذات الجمال التي كانت أساس العلاقات الإجتماعية فيه والتي توارثها السلف عن الخلف فمن هذه العادات التي وثقت الروابط الاجتماعية التحية والفن الجميل رد التحية بأجمل منها ، قال أنس : "كنت عند الحسين (عليه السلام )، فدخلت عليه جارية فحيّته بطاقة ريحان ، فقال لها : أنت حرة لوجه الله ، فقلتُ : تجيئك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها .قال : كذا أدّبنا الله ، قال الله : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) أنها ثقافة التراحم والمحبة فهذا الحسين صاحب المروءة والهمة العالية يتعلم من القرآن بل هو القرآن الناطق ويتأدب بتعاليم ربه وزيادة يستنبط موقفاً قرآنياً يطبقه على الفور . كذلك الهدايا على سبيل المثال وتاريخ الهدايا غير معَرف إلا ان مجتمعنا الاسلامي كان يتعامل بها لما لها من وقع نفسي إيجابي يجلب السرور والبهجة فهي جزء من نظام إجتماعي ، قال تعالى : (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ. فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُون) . لو نلاحظ أن هاتين العادتين من مجمل العادات الموروثة في مجتمعنا والتي أضفت نكهة الحياة لما تحتويه من جمال . ولا ننسَ انها عززت الروابط الاجتماعية . فهي مفتاح لحل الكثير من المشاكل الاسرية وهي رد الفعل الذي يعكس الشعور بالجمال تعبيرا عن الاخلاق وإن نبينا الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم ) كانت تهدى اليه الهدايا من الناس فيتقبل هديتهم .
يطول الحديث عن الجمال ، تلك الهبة التي وهبها الله لنا فمن مِنا لا يُحب الجمال من مِنا لا يتمنّى أن يكون بنظر غيرهِ جميلا وما أجمل من شعورك بأنك جميل، فالجمال يوقض الروح ويزيد الثقة بالنفس .والجمال نصيب المتأملين ومن عرف ربهُ رأى كل ما في الحياة جميلاً. فالله يحب الجمال وأراد ان يكرم الانسان فجاء بالجمال .
وشروط الجمال كثيرة وأهمها الابتسامة وزينة العقل والفضيلة فرب وجه حسن أخفى نفسا خبيثة وكما قيل :
ليس الجمال بأثواب تُزيننا ... إنّ الجمال جمال العِلم والأدبِ
اذاً فلنبدأ بالأبتسامة .







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN