" العولمة" هي مصطلح يشير المعنى الحرفي له الى تلك العملية التي يتم فيها تحويل الظواهر المحلية والقيم الحضارية الى أبعد من ذلك . ويمكن تعريفها بأنها عملية يتم من خلالها تعزيز الترابط بين الشعوب في إطار مجتمع واحد والعولمة كمصطلح حسب الدراسات والبحوث التي تناولت هذا المصطلح فهي مشتقة من "عالم" ومصطلح العولمة يعود في الاصل الى كلمة انكليزية " global" والتي تعني عالمي .وتهدف العولمة الى أختلاط ثقافي يساعد على تلاقح الافكار والحضارات وخلق بيئة لمجوعة افكار جديدة ناتجة عن هذا التلاقح اما اجتماعيا فتهدف الى الانفتاح والتسامح وبث روح الانسانية والمعايشة السلمية هكذا عرفها البعض ولكن هل اصبح المجتمع بعد تفشي هذه الظاهرة اكثر تسامحا فعلا . هل أحترمت المجتمعات المتلاقحة فكريا كما يبدو روح التعايش . ما الذي جناه المجتمع العربي من هذا الانفتاح وماهي النظرة الاسلامية لما يدورحول هذه الظاهرة .
على الرغم من انتشار الواسع الذي حققته العولمة إلا ان هناك دراسات تشير على انها للآن غير واضحة المعالم لا من حيث المفهوم ولا من حيث اختبارها على ارض الواقع . ومن خلال تصفحي لبعض الدراسات لاحظت تأثر بعض الباحثين في هذا الموضوع والانحياز بين الرفض والقبول وحسب المفهوم المجتمعي للكاتب فالبعض متخوف من انتشارها والبعض الآخر لايرى اي سبب لهذا التخوف بل على العكس اذ يرى في اندماج الشعوب تجددا في القيم والفكر والثقافات أي حسب الثقافة البيئية والمجتمعية للكاتب .
إن الهدف الاساس من هذه الظاهرة والتي جائت بثمار هيمنتها يكمن في إزالة الحواجر بكل أنواعها بين شعوب العالم وهي محاولة لخلق نمطية جديدة في الحياة والسلوك والثقافة والترويج لذلك من خلال الثورة المعلوماتية التي ساعدت العولمة على حدوث قفزة هائلة في ظل ثورة الانترنيت التي عمقت ظاهرة العولمة إجتماعيا إذ ان هذه الظاهر تهدف لجعل العالم مدينة واحدة وهذه النقطة قد تبدو غير مرحب بها في عالمنا الاسلامي لانها قد تؤدي الى تلاشي خاصية من خصوصيات المجتمعات والاديان وهذا شيء مناقض لما جاءت به شريعتنا الاسلامية التي أحترمت خصوصيات الشعوب والامم من خلال قوله تعالى :" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " وهنا يجب التطرق الى نقطة مهمة وهي ان الاديان أعمق تاريخيا وحضاريا من هذه الظاهرة ، وان الاسلام على وجه الخصوص يتجه نحو العالمية منذ نزوله وأسس للتعايش السلمي وتلاقح الثقافات وانفتاح الحضارات فيما بينها ولكن كشعوب على العكس من الاندماج الذي تهدف اليه العولمة . إذ عايش الاسلام مختلف الديانات وتسامح معها تسامحا واضحا .فهو يعترف بالقيم المشتركة بين الحضارات وحث على الفهم المتبادل لقيم الشعوب ودعا الى الحوار بين الديانات وإزالة ماطرأ منها من تحريف كقوله تعالى " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ " .
وما لايمكن انكاره هنا هو الجانب الايجابي لهذه الظاهر من تداول التقنية ورفع المستوى الثقافي والحضاري والحس الانساني الذي تدعو إليه لذلك يجب مناهضة ماهو سلبي في هذه الظاهرة والآثار السلبية التي خلفتها من ازمات مالية وأستهتار بالبيئة بسبب الرغبة بالتطور الصناعي . وسلبيات العولمة السياسية المتمثلة في سياسة الادارة الامريكية على الساحة العربية ، والتأثر الاوربي المناقض لما تهدف اليه العولمة من خلال الاختراق الفكري والتثقيف لظاهرة الهجرة غير الشرعية .







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN