بقلم / مجاهد منعثر منشد
التجربة على مدار خمسة وعشرون عاما وأكثر تبين لنا أهمية اغتنامك الفرصة لزيارة نسابة ومؤرخ عشيرتك لا سيما في وقتنا المعاصر وسط ركام فوضى المطبوعات ووسائل التواصل الاجتماعي والادعاءات الموهومة وغياب التقيد بالأصول والتنافس على كلمة (الشيخ ) الذي وصل إلى حد التقاتل والحقد وحمامات الدم التي لامبرر لها .
وكل دعوات فوضى البروز المذكورة نفخة كاذبة وماهي إلا كفقاعة أو بالون ينفجر بوخزة إبرةفعند وفاة القائمين على تلك الدعوات تنطوي صفحاتهم مع نهاية مجلس الفاتحة وكأنهم من الذين لم يذكرهم ذاكر .
إن حديثنا عن ما يحقق الهدف المطلوب وسلامة الدارين لما يدعو له القران الكريم من مبدأ إسلامي( الدعوة إلى الآباء وصلة الأرحام ) .
وهذا المبدأ له أصوله وقواعده التي من بين فروعه الجزء العلمي المنحصر بالتدوين والتحقيقات والأرشفة التي هي من مهام الباحث النسابة والمؤرخ ففي السابق يقال المجالس مدارس لتعلم الناس من أصحاب الحكمة والدراية كيفية الشهرة والاستفاضة من خلال التعريف بالأشخاص ففي ما مضى من الزمن الجميل كان الآباء يصطحبون أبناءهم في المناسبات المتنوعة بين صلة الأرحام والعشيرة والأصدقاء وبين القبائل واكثر من ذلك يأمر ولده بحمل دلة القهوة أو الشاي ويوزع للضيوف فالغاية كانت الناس تتمتع بسرعة البديهية فتسأل من أبن هذا
لقد أنقرض هذا الأسلوب المحنك ويكاد قد فقد أثره تماما بل هذه الطريقة الكلاسيكية لا علاقة لها بما نتحدث عنه إنما كما ذكرنا هي للشهرة والاستفاضة الداخلية أو للتعريف بفرد( هذا ابن فلان من آل فلان) بمعنى المسألة بعيدة عن وسيلة وآلية الباحث.
إنّ أهمية زيارتك للباحث بمثابة ضمان لتراث تاريخ ونسب أجيال أجيالك فهناك من ضيع هذا التراث لأسباب شتى فعاد يبحث عن أصوله في تخبط وسط كثرة ادعاء المؤرخين ومطبوعاتهم وبين أناس لا خبرة لهم بمعرفة هذه المسائل وبالتالي يكون غير مطمئن حتى بالنتيجة
إذن ماهي الطريقة السليمة التي تحقق الضالة المنشودة
ـ التخطيط المسبق للموضوع لا سيما الذين يجهلون انتسابهم إلى الفرع من القبيلة وحتى من يعرف الفرع أو الفخذ لابد له من عبوره مراحل التخطيط فمع زيارة شيخ العشيرة والتواصل مع شيخ القبيلة المقابلة الشخصية مع الباحث بين الحين والآخر وتبادل إجابة الاستفسارات لتكوين صورة وافيه عن أنتسابك وتاريخك سيجعل من المؤرخ أن يعطي قيمة تحريرية لهذا اللقاءات من خلال التدوين .