1

بمختلف الألوان
رِسالةٌ إلى قَلبِكَ (الرَّحمَةُ) عِندَما تَضِيقُ بِكَ الدُّنيا، وَعِندَما تَتَسَاءَلُ: أينَ الفَرجُ مَتَى تَنكَشِفُ الغُمَّةُ تَذَكَّرْ هذهِ الآيَةَ العَظيمَةَ: {مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات ثقافية
وقفة بلاغية ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا)
عدد المقالات : 45
((قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)) سورة الحجرات : الآية ١٤
يقدم لنا هذا النص القرآني خطابا  له الحضور الدائم  والسلطة النصية الأكثر جريانا  حتی عصرنا الراهن
لنلاحظ  الأمور الآتية:
  الأعراب: مصطلح ارتبط بالبداوة والتصحر والابتعاد عن التحضر والخضوع لسلطة الدولة التي أسس لها رسول الله الأعظم منذ وصوله الی المدينة المنورة،وارسائه القوانين المُدَعَّمة بالنص القرآني التشريعي التفصيلي المتجسد بالسور المدنية،وخط الأعراب والأعرابية ظل مستمرا الی عصرنا هذا ،بل قوي واشتد وبات أكثر وضوحا عن سابقه، فعلی الرغم من التطور المادي الذي شهدته الحياة عموما،إلا أن التصحر الروحي المعنوي بات أشد وأكثر تمظهرا وإيذاء للإنسان الآخر.
النص يبين ادعاء الأعراب الإيمان،ويأمر الرسول الأعظم بفعل الأمر المباشر(قل)  لم تؤمنوا، ولم أداة جزم ونفي وقلب،أي أنها قلبت دلالة الفعل المضارع ،أي أنكم لم تؤمنوا الآن، ولم تؤمنوا سابقا
ثم استمر السياق ليقدم واقع حال لوضعهم، فقال: قولوا  أسلمنا، ولما يدخل الإيمان في قلوبنا
إذن وضع لي النص دفتين هما الإسلام والإيمان، والإسلام متحقق من قبلهم بدلالة النص القرآني (قولوا أسلمنا) ثم نفی عنهم الإيمان بأداة النفي والجزم (لما) التي تفيد استمرارية النفي من زمن الحدث الی زمن التكلم،  فأفاد بذلك استمرارية نفي الإيمان عنهم
وبخطاب مباشر وصريح(في قلوبكم)وهذه الكلمة توحي  الی المتلقي أن إسلامهم كان عن طريق اللسان وحسب ،وليس عن طريق القلب، ولو كان عن طريق القلب لأصبح إيمانا راسخا ينعكس علی سلوكهم ،إذن بين الإسلام والإيمان نسبة عموم وخصوص مطلق:
١- ليس كلُّ مسلم  مؤمنا
٢- وكلُّ مؤمن مسلمٌ
وعلی كلا المعادلتين تترتب النتائج، فالإسلام  المنتشر الآن، والمسلمون كذلك ينتمون الی الخط الأول أو المعادلة الأولی، لذلك الأمة الإسلامية تعيش حالة تقهقر ورجعية، وصار الإسلام مقترنا بأعمال القتل والذبح والاستباحة وتكفير الآخر، ففقد أهم سمة ألا وهي الأنسنة.
من أنسن الحياة العربية
الإسلام منهج حياة، واُريدَ له أن يكون دستورا يرتقي بالإنسان ويسعی الی كماله،وهذا لايكون إلا عن طريق التنظيم والتحول من البداوة الی التحضر، ومن القبلية الی الدولة، وهذا يحتاج الی سلطة تنفذ القوانين، ويحتاج أيضا الی روح القانون،فالإسلام دين رحمة ومحبة ومساواة، وعلی هذا أخذ رسول الله ونفسه العلية علي بن أبي طالب علی عاتقهما أن  يؤنسنا الحياة، ويقيما دولة الإنسان وينهيا عهد التصحر والبداوة والتفكك والقبلية،إلاّ أن  الذي حصل وبعد رحيل الرسول الأعظم(صلی الله عليه وآله)شطت الأمة عن الحق،فعادت الی جاهلية أقسی وأشد من سابقتها
عصبية قبلية،وعرقية ،وقومية ،وتصفيات جسدية وفكرية وتسقيط باسم حروب الردة و... الخ
إذن، صار المفهوم السائد هو الإسلام وليس الإيمان
فالمسلمون يرتبطون بالدين بوساطة الشهادتين وحسب
أما السلوك الذي أراده الرسول فقد غُيَّب، وحوصر وحورب من يريد التمسك به،فقُتل من قُتل، ونُفي من نُفي
إذن ،فقد المسلمون الإيمان، فما هو الإيمان ومن هو الإيمان من زاوية أخری
قال رسول الله (صلی الله عليه وآله) في معركة الخندق:((برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه)) ورسول الله  حين يتكلم ليس كسائر البشر، فهو لاينطق عن الهوی، ثم قوله يخضع لقصدية وهدف منشود،فعلي بن ابي طالب هو الإيمان، ومن دونه يكون الإسلام إسلاما شكليا،وهذا ينطبق تماما علی واقعنا الآني
فحين ابتعد المسلمون عمن أنسن الإسلام وسعی لبناء  الإنسان من  الداخل ، فُرِّغ الدين من محتواه
وتتمة الآية  تثبت ما ذكرناه،فشريطة القبول هو طاعة الله وطاعة رسوله، والرسول قد وضع للأمة منهاجا واضحا وقال:((إنّي تاركٌ فيكم الثقلين ما إن تَمَسَّكتم بهما لن تضلّوا بعدي: كتابَ اللَّه وعترتي أهلَ بيتي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوضَ))
فهناك شرطان أساسيان ليكون الدين فاعلا مثمرا سليما، متحققا  ،قولا وفعلا، كتاب الله، وهو دستورنا الشامل الذي يغطي تفاصيل الحياة ويواكبها
والآخر: هو  أهل بيت النبوة، ومن دون هذين الشرطين ستظل الأمة  حبيسة قوله تعالی:(لاتقولوا آمنا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ...))
إذن: الإسلام  بدايةٌ ومفتاح يؤدي الی الإيمان  الذي يعود علی الفرد بالثمار الاجتماعية المطلوبة، التي تليق بخليفة الله في الأرض، وتجعل من العبادات سلوكا فعّالا ،يعصم الفرد ثم يحمي الأسرة كلها،ثم يبني المجتمع كله.
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 15 ساعة
2025/06/09م
خَنَقَني المَعنَى لِسِنينَ، وَلَم أَكُن أَعرِفُ اسمَهُ سَنَواتٌ مِنَ المُعاناةِ الصّامِتَةِ، كَأَنَّ في حَلقي شيئًا عالِقًا، لا يُهضَمُ ولا يُزاح، يُثْقِلُ النَّفْسَ، وَيَخنُقُ الكَلِمَةَ، وَيُورِثُني شُعورًا دائِمًا بِالاخْتِناقِ المَعْنَوِيّ. لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يُدرِكُ ما أُعانِيهِ،... المزيد
عدد المقالات : 117
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 15 ساعة
2025/06/09م
لماذا أكتب رغم كل شيء يطرح كل كاتب هذا السؤال بين وقت وآخر: لماذا أكتب ما هو الدافع الحقيقي وراء هذه الكلمات التي أضعها رغم الشك والتعب هل أكتب لأكون مشهورا أو ليعرف اسمي في الصحف والمجلات لو كان هذا كل ما أسعى إليه، فلا أظنني كاتبة بحق فالشهرة شيء زائل لا يروي الروح ولا يشبع العطش الداخلي. فالكتابة... المزيد
عدد المقالات : 23
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 15 ساعة
2025/06/09م
((قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)) سورة الحجرات : الآية ١٤ يقدم لنا هذا النص القرآني... المزيد
عدد المقالات : 45
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 6 ايام
2025/06/04م
في عام 1995 قرر الاتحاد العراقي المشاركة في التصفيات الاولمبية بعد ان غاب العراق عن تصفيات 1991 لظروف كثيرة وكان الاتحاد الاسيوي قد فرض المشاركة تحت سن 23 اعتبار من تصفيات 1991 لذلك كان على العراق تشكيل منتخب اولمبي لاول مرة تحت سن 23 ليشارك في اتصفيات اولمبياد اتلانتا وقد انيطت بالمدرب الكبير انور جسام مهمة... المزيد
عدد المقالات : 8
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 15 ساعة
2025/06/09م
ظمأ وعشق ( قصة مبعوث الحسين مسلم بن عقيل ) *( رسائل ومبعوث) لَحِقَ الأمَّةَ عارٌ بعد تسلّم يزيد الخلافة ممَّا دعا أهل الكوفة الى إرسال الرسائل المتكررة لابن بنت رسول الله في المدينة أرسلوا له الدعوة يحملونه المسؤولية أَمام الله والأمَّة إنْ تأخر عن إنقاذهم من ظلم الأمويِّين وعُنفهم. تمهل الإمامُ... المزيد
عدد المقالات : 380
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2025/06/02م
بقلم زيد علي كريم الكفلي جلست وحدي في غرفتي الصغيرة وجلس معي طيرا توقف عن الطيران... شاهدت بصيص شعاع نور أنار ظلامي أخذت أتأمله طويلا... سمعت صوته يحوم في أزقة أفكاري إلى متى وأنت تجلس في هذا الظلام بحثت عنه في كل الظلمات... في وراء النجمات... في أوراق الزمن الماضي... رأيت صورته المعلقة على جدران قلبي... المزيد
عدد المقالات : 75
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/05/30م
أرض الأحلام قصيدة للشاعر/حمدي الروبي ................ يتجمدُ .. كلُّ الماءِ العذب تتناثرُ .. كلُّ حروفِ الحب تتدافعُ عبراتُ الأشواق طوفانًا يجتاحُ العشَّاق وأحملُ أوراقكِ ، أوراقي وأُخبئكمُ .. في أحداقي وأسعى .. في معراج الوجد إسراءً .. في أرض الأحلام أتطايرُ .. فوقَ الأوهام حيث .. لا ظلم ولا وهم حيث ..... المزيد
عدد المقالات : 31
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/05/30م
بقلم زيد علي كريم الكفلي هذا الذي تعرف البطحاء وطأته... والبيت يعرفه والحل والحرمُ.....هذا ابن خير عباد الله كلهم.....هذا التقي النقي الطاهر العلمُ........إذا رأته قريش قال قائلها: إلى مكارم هذا ينتهي الكرم. قال عنه السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة: كان الفرزدق سيدا جوادا فاضلا ، وجيها عند الخلفاء والأمراء،... المزيد
عدد المقالات : 75
علمية
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء السادس: العبور الطاقي كمفهوم في الفيزياء الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي في هذا الجزء من سلسلة "مفاهيم في الفيزياء"، نقترب من فكرة جوهرية طالما شكّلت حجرَ أساسٍ في فهم سلوك الأجسام: مفهوم "العبور الطاقي". من... المزيد
الإنفلونزا من الأمراض التنفسية التي تتكرر كل موسم وتسبب مشاكل صحية كبيرة حول العالم. رغم وجود لقاحات تُعطى سنوياً للحماية منها، إلا أن الفيروس يتغير باستمرار، مما يجعل من الصعب تقديم لقاح فعال يدوم لفترة طويلة ويحمي من جميع أنواع الفيروس. فيروس... المزيد
هي شريط أو جسر إرسابي ضيق يتكون غالباً من الرواسب الرملية أو الحصوية البارزة على سطح البحار الضحلة ويختلف عن الحاجز الرملي (Sand Bar) في اتصاله باليابسة من طرف واحد وينشأ غالباً من تقابل تیارین بحريين يسيران تقريباً في نفس الاتجاه وتسربت حمولتهما من... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
عظمة أهل البيت (عليهم السلام) وحدود القياس...
السيد رياض الفاضلي
2025/02/20م     
النخب والمفاهيم النمطية الموروثة
عبد الخالق الفلاح
2024/11/16م     
ميدان الأوّلويّات
السيد رياض الفاضلي
2024/10/14م     
اخترنا لكم
إصدارات
2025/05/04
أصدر قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، كتابًا بعنوان "قلوب بلا مأوى". يضمّ الكتاب مجموعة قصصية إنسانية...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)
2025/05/04
( صاحب النعمة يجب أن يوسع على عياله )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com