الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الغابات وغرس الأشجار
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص617ــ620
2025-10-01
102
يجدر بالمسلمين ألا يتقاعسوا عن غرس الأشجار ورعايتها، لأنّ لها دوراً كبيراً في المحافظة على الهواء نقياً من أي تلوّث. وعناية الإسلام بغرس الأشجار وانتثار البذور أو الزراعة بالعقل أمر مشهود تماماً في النصوص الدينية، بحيث أن زرع شجرة يرقى أحياناً إلى مستوى أفضل أعمال الخير وأقدسها؛ كما يبين ذلك الحديث الشريف للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): سَبْع يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ وَهُوَ فِي قَبْرِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا أَوْ أَجْرَى نَهْرًا أَوْ حَفَرَ بِئْرًا أَوْ غَرَسَ نَخْلاً أَوْ بَنَى مَسْجِدًا أَوْ وَرَثَ مُصْحَفًا أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ(1). وقد أمر الإسلام بالمحافظة على الأشجار وسقيها ونهى عن قطعها. وأيضاً عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): مَنْ سَقَى طَلْحَةً أَوْ سِدْرَةً فَكَأَنَّما سَقَى مُؤْمِناً مِنْ ظَمَإٍ(2).
كما روي عنه (صلى الله عليه وآله) نهيه عن قطع الأشجار بقوله: مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً صَوَّبَ اللَّهُ رَأْسَهُ فِي النَّار(3).
وقال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): لا تُقَطِّعُوا الثَّمَارَ فَيَصُبَّ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الْعَذَابَ صَبّا(4). وعن الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) أَنَّه قال: وَمِمَّا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ تَرْكُ الأذَى وَتَوْقِيرُ الشُّيُوخِ وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَأَنْ يُحْتَرَزَ عَنْ قَطْعِ الْأَشْجَارِ الرَّطْبَةِ إِلَّا عِنْدَ الضَّرُورَةِ وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ وَحِفْظُ الصَّحة...(5)، وعن الإمام جعفـر الصادق (سلام الله عليه): مَكْرُوهٌ قَطْعُ النَّخْلِ(6)؛ وقـد بـين (سلام الله عليه) أن المحافظة عـلى الأشجار في المناطق الصحراوية والبوادي نفعه كثير، حيث قال (سلام الله عليه): إِنَّمَا يُكْرَهُ قَطْعُ السِّدْرِ بِالْبَادِيَةِ، لِأَنَّهُ بِهَا قَلِيل(7). كما روي عن الإمام الرضا (سلام الله عليه) أنه لا ضير من قطع الأشجار (عند الضرورة) والتعويض عنها قائلاً: قَالَ: سَأَلْتُ أبا الحَسَنِ (سلام الله عليه) عَنْ قَطْعِ السِّدْرِ، فَقَالَ: سَأَلَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِكَ عَنْهُ فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ: قَدْ قَطَعَ أَبُو الْحَسَنِ (سلام الله عليه) سِدْراً وَغَرَسَ مَكَانَهُ عِنَبا(8).
أهمية غرس الأشجار
يكفي في أهمية غرس الأشجار ما جاء في حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله): ... إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمُ الْفَسِيلَةُ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا(9).
وقال (صلى الله عليه وآله):... نِعْمَ الشَّيْءُ النَّخْلُ، مَنْ بَاعَهُ فَإِنَّمَا ثَمَنْهُ بِمَنْزِلَةِ رَمَادِ... إِلَّا أَنْ يُخَلِّفَ مَكَانَها...(10).
وروي عن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (سلام الله عليه) كَانَ يَخْرُجُ وَمَعَهُ أَحْمَالُ النَّوَى، فَيُقَالُ لَهُ: يَا أَبَا الْحَسَنِ! مَا هَذَا مَعَكَ؟ فَيَقُولُ: نَخْلُ، إِنْ شَاءَ اللهُ، فَيَغْرِسُهُ فَلَمْ يُغَادِرْ مِنْهُ وَاحِدَة(11).
ملاحظة: تعدّ النخلة المزروعة في البيئة المناسبة من الباقيات الصالحات؛ ولكن لا يختص ذلك بأشجار النخيل فقط، بل غرس أي شجرة في أي بيئة مفيدة ومناسبة لتلك البيئة هو من الباقيات الصالحات.
غرس الأشجار: خصائصه وآثاره
1. حلالاً طيباً: قال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): ... ازْرَعُوا وَاغْرِسُوا، فَلا وَالله مَا عَمِلَ النَّاسُ عَمَلاً أَحَلَّ وَلا أَطْيَبَ مِنْهُ...(12).
2. محصوله صدقة: روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: مَا مِنْ مُسْلِمٍ... يَغْرِسُ غَرْساً فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ او إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إلا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَة(13). وفي حديث آخـر قال (صلى الله عليه وآله): مَنْ زَرَعَ زَرْعًا، فَأَكَلَ مِنْهُ طَيْرُ ... كَانَ لَهُ صَدَقَةٌ(14).
3. الثواب على قدر المحصول: وكذلك عنه (صلى الله عليه وآله): مَا مِن رَجُلٍ يَغرِسُ غَرساً إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ قَدرَ مَا يَخْرُجُ مِن ثَمَرِ ذلِكَ الغَرسِ(15).
4. دوام الثواب بدوام الاستفادة: وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: من غَرَسَ غرساً بِغَيْرِ ظُلْمٍ وَلَا اعْتِدَاءٍ، كَانَ له أَجْراً جَارِيَاً؛ مَا انْتَفَعَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ الرَّحِمنِ(16).
5. دوام الثواب بعد الموت: وقال (صلى الله عليه وآله): خَمْسَةٌ فِي قُبُورِهِمْ وَثَوَابُهُمْ يَجْرِي إِلَى دِيوَانِهِمْ: مَنْ غَرَسَ نَخْلاً ...(17).
ملاحظة: طبعاً كما ذكرنا فإنّ الحالات التي ذُكرت عبارة عن حصر إضافي ونسبي وليس مطلقاً ونفسياً، وعليه، فكلّ عمل صالح باقٍ يقوم به الإنسان يسجّل ثوابه في صحيفة أعماله ما دام أثر ذلك العمل جارياً.
قال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): سِتُّ خِصَالٍ يَنْتَفِعُ بِهَا الْمُؤْمِنُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ : ... غَرْسٌ يَغْرِسُه...(18).
ملاحظة: لا تقتصر الفضائل والثواب المذكور للباقيات الصالحات في هذه الروايات على الأمور الفردية فقط، لينعم الفرد بها وحده، وإنما هي تشجيع على القضايا الاجتماعية ليحظى الآخرون بفوائد هذه الأعمال أيضاً، وفي نفس الوقت ينعم صاحبها بالثواب.
عدم التغوط تحت الأشجار
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أَنه نَهَى أَنْ يَضْرِبَ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَلاهُ تَحْتَ شَجَرَةٍ أَوْ نَخْلَةٍ قَدْ أَثْمَرَتْ، لَكَانِ المَلائِكَةِ المُوَكَّلِينَ بِهَا...(19). وورد في حديثين شريفين آخرين: تَوَقَّ... مَسَاقِطَ الثَّمَارِ؛ ... نَهَى رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) أَنْ يُتَغَوَّطَ ... تَحْتَ شَجَرَةٍ عَلَيْهَا ثَمَرُهَا(20)؛ كما نهى (صلى الله عليه وآله) أَنْ يَبُولَ أَحَدٌ تَحْتَ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ(21).
___________________________
(1) كنز العمال، ج 15، ص 953 - 954.
(2) تفسير العياشي، ج 2، ص 86.
(3) بحار الأنوار، ج 63، ص 113.
(4) وسائل الشيعة، ج 19، ص39؛ انظر: الكافي، ج 5، ص 264.
(5) بحار الأنوار، ج 73، ص319.
(6) الكافي، ج 5، ص 264.
(7) الكافي، ج 5، ص 254؛ انظر: اسلام ومحیط زیست، ص273.
(8) الكافي، ج 5، ص 263 - 264.
(9) مستدرك الوسائل، ج 13، ص 460.
(10) الكافي، ج 5، ص 261.
(11) الكافي، ج 5، ص 75.
(12) الكافي، ج 5، ص 260.
(13) مستدرك الوسائل، ج 13، ص 26.
(14) كنز العمال، ج 3، ص892.
(15) الجامع الصغير، ج 2، ص 514.
(16) مستدرك الوسائل، ج 2، ص 501.
(17) جامع الأخبار، ص 105؛ بحار الأنوار، ج 101، ص 97.
(18) الأمالي الصدوق، ص 169؛ بحار الأنوار، ج6، ص 293.
(19) الفقيه، ج 2، ص32.
(20) تحف العقول، ص 411؛ كتاب الخصال، ص 97.
(21) الفقيه، ج 4، ص 4.
الاكثر قراءة في البيئة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
