الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
الدنيا و أهلها
المؤلف:
محمد مهدي النراقي
المصدر:
جامع السعادات
الجزء والصفحة:
ج2 , ص40-42.
5-10-2016
2724
شبه بعض الحكماء حال الإنسان و اغتراره بالدنيا ، و غفلته عن الموت و ما بعده من الأهوال وانهماكه في اللذات العاجلة الفانية الممتزجة بالكدورات : بشخص مدلى في بئر، مشدود وسطه بحبل ، وفي أسفل ذلك البئر ثعبان عظيم متوجه إليه ، منتظر سقوطه ، فاتح فاه لالتقامه ، وفي أعلى ذلك البئر جرذان أبيض و أسود ، لا يزالان يقرضان ذلك الحبل شيئا فشيئا ، ولا يفتران عن قرضه آنا من الآنات ، و ذلك الشخص ، مع أنه يرى ذلك الثعبان و يشاهد انقراض الحبل آنا فآنا ، قد أقبل على قليل عسل قد لطخ به جدار ذلك البئر و امتزج بترابه و اجتمعت عليه زنابير كثيرة ، و هو مشغول بلطعه منهمك فيه ، ملتذ بما أصاب منه ، مخاصم لتلك الزنابير عليه ، قد صرف باله بأجمعه إلى ذلك ، غير ملتفت إلى ما فوقه و إلى ما تحته , فالبئر هو الدنيا ، و الحبل هو العمر، و الثعبان الفاتح فاه هو الموت ، و الجرذان الليل و النهار القارضان للعمر، و العسل المختلطة بالتراب هو لذات الدنيا الممتزجة بالكدورات و الآلام ، و الزنابير هم أبناء الدنيا المتزاحمون عليها.
وشبه بعض العرفاء الدنيا و أهلها ، في اشتغالهم بنعيمها و غفلتهم عن الآخرة ، و حسراتهم العظيمة بعد الموت ، من فقدهم نعيم الجنة بسبب انغمارهم في خسائس الدنيا : بقوم ركبوا السفينة ، فانتهت بها إلى جزيرة فأمرهم الملاح بالخروج لقضاء الحاجة ، و حذرهم المقام فيها و مرور السفينة و استعجالها ، فتفرقوا في نواحي الجزيرة ، فقضى بعضهم حاجته ، و بادر إلى السفينة ، فصادف المقام خاليا ، فأخذ أوسع الأماكن و أوفقها بمراده , و بعضهم توقف في الجزيرة ، و اشتغل بالنظر إلى أزهارها و أنوارها و أشجارها و أحجارها و نغمات طيورها ثم تنبه لخطر فوات السفينة فرجع إليها ، فلم يصادف إلا مكانا ضيقا ، فاستقر فيه , و بعضهم ، بعد التنبه لخطر مرور السفينة ، لما تعلق قلبه ببعض أحجار الجزيرة و أزهارها و ثمارها ، لم تسمح نفسه بأهمالها ، فاستصحت منها جملة و رجع إلى السفينة فلم يجد فيها إلا مكانا ضيقا لا يسعه إلا بالتكلف و المشقة ، و ليس فيه مكان لوضع ما حمله ، فصار ذلك ثقلا عليه وبالا فندم على أخذها ، ولم يقدر على رميها ، فحملها في السفينة على عنقه متأسفا على أخذها , و بعضهم اشتغل بمشاهدة الجزيرة ، بحيث لم يتنبه أولا من خطر مرور السفينة و من نداء الملاح حتى امتلأت السفينة ، فتنبه أخيرا و رجع إليها ، مثقلا بما حمله من أحجار الجزيرة و حشائشها ولما وصل إلى شاطئ البحر سارت السفينة ، أو لم يجد فيها موضعا أصلا ، فبقى على شاطئ البحر , و بعضهم لكثرة الاشتغال بمشاهدة الجزيرة و ما فيها نسوا المركب بالمرة ولم يبلغهم النداء أصلا ، لكثرة انغمارهم في أكل الثمار و شرب المياه و التنسم بالأنوار و الأزهار و التفرج بين الأشجار، فسارت السفينة و بقوا في الجزيرة من دون تنبههم بخطر مرورها فتفرقوا فيها ، فبعضهم نهشته العقارب و الحيات و بعضهم افترسته السباع ، و بعضهم مات في الأوحال ، و بعضهم هلك من الندامة و الحسرة و الغصة ، و أما من بقي على شاطئ البحر فمات جوعا ، و أما من وصل إلى المركب مثقلا بما أخذه ، فشغله الحزن بحفظها والخوف من فوتها ، و قد ضيق عليه مكانه ، فلم يلبث إن ذبلت ما أخذه من الأزهار، وعفنت الثمار، و كمدت ألوان الأحجار، فظهر نتن رائحتها ، فتأذى من نتن رائحتها ولم يقدر على إلقائها في البحر لصيرورتها جزءا من بدنه ، و قد أثر فيه ما أكل منها ، و لم ينته إلى الوطن إلا بعد إحاطة الأمراض و الأسقام عليه لأجل ما لم ينفك عنه من النتن ، فبلغ إليه سقيما مدنفا فبقى على سقمه أبدا ، أو مات بعد مدة ، و أما من رجع إلى المركب بعد تضيق المكان ، فما فاته إلا سعة المحل ، فتأذى بضيق المكان مدة ، و لكن لما وصل إلى الوطن استراح ، و من رجع إليه أولا و وجد المكان الأوسع فلم يتأذ من شيء أصلا و وصل إلى الوطن سالما , فهذا مثال أصناف أهل الدنيا في اشتغالهم بحظوظهم العاجلة ، و نسيانهم وطنهم الحقيقي ، وغفلتهم عن عاقبة أمرهم , وما أقبح بالعاقل البصير أن تغره بأحجار الأرض و هشيم النبت ، مع مفارقته عند الموت وصيرورته كلا و وبالا عليه.