الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
خسائس صفات الدنيا
المؤلف:
محمد مهدي النراقي
المصدر:
جامع السعادات
الجزء والصفحة:
ج2 , ص37-40.
5-10-2016
2963
للدنيا صفات خسيسة قد مثلت في كل صفة بما تماثله فيها فمثالها في سرعة الفناء و الزوال و عدم الثبات : مثل النبات الذي اختلط به ماء السماء فاخضر، ثم أصبح هشيما تذروه الرياح ، أو كمنزل نزلته ثم ارتحلت عنه ، أو كقنطرة تعبر عنها و لا تمكث عليها , و في كونها مجرد الوهم و الخيال ، و كونها مما لا أصل لها و لا حقيقة ، كفيء الظلال ، أو خيالات المنام و أضغاث الأحلام ، فإنك قد تجد في منامك ما تهواه ، فإذا استيقظته ليس معك منه شيء.
وفي عداوتها لأهلها و إهلاكها إياهم : بامرأة تزينت للخطاب ، حتى إذا نكحتهم ذبحتهم.
فقد روى : «أن عيسى (عليه السّلام) كوشف بالدنيا فرآها في صورة عجوز شمطاء هتماء عليها من كل زينة ، فقال لها : كم تزوجت؟ , قالت : لا أحصيهم ، قال : فكلهم مات عنك أو كلهم طلقك؟ , قالت : بل كلهم قتلت ، فقال عيسى (عليه السّلام) : بؤسا لأزواجك الباقين ، كيف لا يعتبرون بالماضين؟ , كيف تهلكينهم واحدا واحدا و لا يكونون منك على حذر؟!».
وفي مخالفة باطنها لظاهرها : كعجوز متزينة تخدع الناس بظاهرها , فإذا وقفوا على باطنها و كشفوا القناع عن وجهها ، ظهرت لهم قبائحها .
وروي : «أنه يؤتى بالدنيا يوم القيامة في صورة عجوز شمطاء زرقاء ، أنيابها بادية ، مشوه خلقها ، فتشرف على الخلائق ، و يقال لهم : تعرفون هذه فيقولون : نعوذ باللّه من معرفة هذه! فيقال : هذه الدنيا التي تفاخرتم عليها ، و بها تقاطعتم الأرحام ، و بها تحاسدتم و تباغضتم و أغررتم ، ثم يقذف بها في جهنم ، فتنادي : أي رب! أين أتباعي و أشياعي؟ , فيقول اللّه - عز و جل : ألحقوا بها أتباعها و أشياعها».
وفي قصر عمرها لكل شخص بالنسبة إلى ما تقدمه من الأزل و ما يتأخر عنه من الأبد : كمثل خطوة واحدة ، بل أقل من ذلك ، بالنسبة إلى سفر طويل ، بل بالنسبة إلى كل مسافة الأرض أضعافا غير متناهية.
ومن رأى الدنيا بهذه العين لم يركن إليها ، ولم يبال كيف انقضت أيامه في ضيق وضر أو في سعة و رفاهية ، بل لا يبني لبنة على لبنة , توفي سيد الرسل (صلّى اللّه عليه و آله) وما وضع لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة.
ورأى بعض أصحابه يبني بيتا من جص ، فقال : «أرى الأمر أعجل من هذا».
وإلى هذا أشار عيسى (عليه السّلام) حيث قال : «الدنيا قنطرة ، فاعبروها ولا تعمروها».
وفي نعومة ظاهرها و خشونة باطنها : مثل الحية التي يلين مسها و يقتل سمها , وفي قلة ما بقى منها بالإضافة إلى ما سبق : مثل ثوب شق من أوله إلى آخره ، فبقى متعلقا في آخره فيوشك ذلك الخيط أن ينقطع.
وفي قلة نسبتها إلى الآخرة : كمثل ما يجعل أحد إصبعه في اليم ، فلينظر بم يرجع إليه من الأصل.
وفي تأدية علائقها بعض إلى بعض حتى ينجر إلى الهلاك : كماء البحر كلما شرب منه العطشان ازداد عطشا حتى يقتله.
وفي تأدية الحرص عليها إلى الهلاك غما : كمثل دودة القز كلما ازدادت على نفسها لفا كان أبعد لها من الخروج حتى تموت غما.
وفي تعذر الخلاص من تبعاتها و استحالة عدم التلوث بقاذوراتها بعد الخوض فيها : كالماشي في الماء ، فإنه يمتنع ألا تبتل قدماه.
في نضارة أولها و خباثة عاقبتها : كالأطعمة التي تؤكل ، فكما أن الطعام كلما كان ألذ طعما و أكثر دسومة كان رجيعة أقذر و أشد نتنا ، فكذلك كل شهوة من شهوات الدنيا التي كانت للقلب أشهى و أقوى ، فنتنها و كراهيتها و التأذي بها عند الموت أشد ، و هذا مشاهد في الدنيا.
فإن المصيبة والألم والتفجع في كل ما فقد بقدر الالتذاذ بوجوده و حرصه عليه و حبه له ، و لذا ترى أن من نهبت داره و أخذت أهله و أولاده ، يكون تفجعه و ألمه أشد مما إذا أخذ عبد من عبيده ، فكل ما كان عند الوجود أشهى عنده و الذ ، فهو عند الفقد أدهى و أمر، و ما للموت معنى إلا فقد ما في الدنيا.
وفي تنعم الناس بها ثم تفجعهم على فراقها : مثل طبق ذهب عليه بخور و رياحين ، في دار رجل هيأه فيها ، و دعا الناس على الترتيب واحدا بعد واحد ليدخلوا داره ، و يشمه كل واحد و ينظر إليه ، ثم يتركه لمن يلحقه ، لا ليتملكه و يأخذه ، فدخل واحد و جهل رسمه ، فظن أنه قد وهب ذلك له ، فتعلق به قلبه ، لما ظن أنه له ، فلما استرجع منه ضجر و تألم ، و من كان عالما برسمه انتفع به و شكره و رده بطيب قلب و انشراح صدر , فكذلك من عرف سنة اللّه في الدنيا ، علم أنها دار ضيافة سبلت على المجتازين لينتفعوا بما فيها ، كما ينتفع المسافر بالعواري ثم يتركوها و يتوجهوا إلى مقصدهم من دون صرف قلوبهم إليها ، حتى تعظم مصيبتهم عند فراقها ، و من جهل سنه اللّه فيها ، ظن أنها مملوكة له ، فيتعلق بها قلبه ، فلما أخذت منه عظمت بليته و اشتدت مصيبته.
وفي اغترار الخلق بها و ضعف إيمانهم بقوله تعالى في تحذيره إياهم غوائلها : كمفازة غبراء لا نهاية لها ، سلكوها قوم و تاهوا فيها بلا زاد و ماء و راحلة ، فأيقنوا بالهلاك ، فبيناهم كذلك إذ خرج عليهم رجل و قال : أرأيتم إن هديتكم إلى رياض خضر و ماء رواء ما تعملون؟ , قالوا: لا نعصيك في شيء.
فأخذ منهم عهودا و مواثيق على ذلك ، فأوردهم ماء رواء و رياضا خضراء ، فمكث فيهم ما شاء اللّه ، ثم قال : الرحيل! قالوا : إلى أين؟ , قال : إلى ماء ليس كمائكم ، و إلى رياض ليست كرياضكم , فقال أكثرهم : لا نريد عيشا خيرا من هذا ، فلم يطيعوه , و قالت طائفة - و هم الأقلون - : ألم تعطوا هذا الرجل عهودكم و مواثيقكم باللّه ألا تعصوه و قد صدقكم في أول حديثه؟ , فو اللّه إنه صادق في هذا الكلام أيضا! فأتبعه هذا الأقل ، فذهب فيهم إلى أن أوردهم في ماء و رياض أحسن بمراتب شتى مما كانوا فيه أولا ، و تخلف عنه الأكثرون ، فبدرهم عدو، فأصبحوا من بين قتيل و أسير.