لقد انطلقت ثورة تقنية النانو، وانطلقت معها بعض الدول، فأنشأت المعاهد والجامعات المتخصصة؛ للبحث عن أسرار هذه التقنية الواعدة. ونظرًا للدور الرئيس المتوقع أن تؤديه تلك التقنية المتقدمة؛ للنهوض بالاقتصاد العالمي، ودورها الرائد في تطور الصناعات الرئيسة، ومنتجاتها المختلفة، فقد لقبت بأنها تقنية القرن الحادي والعشرين، حيث بدأنا في عقده الثاني. ومن الخطأ فعل ما يفعله كثيرون، وهو الابتعاد عن هذه التقنية؛ وذلك خوفاً من عدم فهمها، أو لصعوبة استيعابها، على الرّغم من بساطتها، وشئنا أم أبينا، فهذه التقنية قادمة، وتطبيقاتها ستكون محور حياتنا اليومية في المستقبل القريب.

ومما لا شك فيه أننا بحاجة إلى مرور بعض الوقت حتى نرى تطبيقات هذه التقنية أكثر فاعلية على أرض الواقع. ويبدو أننا أيضًا في حاجة إلى فترة زمنية تتراوح ما بين 10 إلى 15 عامًا حتى يلمس الشخص العادي النتائج الفعلية لتلك التقنية والتي ستكون حتمًا مذهلة، ومفيدة للبشرية جمعاء بإذن الله.

وتقنية النانو لا ينتهي الحديث عنها، وعما ستقدمه للبشرية في المستقبل القريب، وعلى الرغم من ضالة المواد النانوية فإنها تمتلك من الخواص الفيزيائية والميكانيكية ما لا تمتلكه المواد ذات الحجم العادي. وقليل من الدول تمتلك هذه التقنية الآن، وذلك بسبب تكلفتها العالية، ولكن تطبيقاتها الرائعة تشجع الإنفاق عليها بسخاء. وفي اعتقادي الشخصي سيكون العقد القادم عقد تقنية النانو وبعد استطلاعنا كل ما طرح في هذا الكتاب الذي يعدّ مدخلاً ميسرًا لعلم تقنية النانو، حيث حاولت عبره أن أقدم إلى القاري فكرة عامة وشاملة عن ماهية تلك التقنية، وكيفية إنتاجها، وأهم تطبيقاتها الحالية والمتوقعة في المستقبل القريب – إن شاء الله تعالى – فما علينا إلا أن نقف مذهولين أمام هذه التقنية العجيبة التي تتجلى فيها قدرة الله – سبحانه وتعالى – في دقتها، وخواصها الجديدة المذهلة. وفي اعتقادي أن الدولة التي لا تملك زمام المبادرة للبحث في تلك التقنية خلال السنوات القادمة، ستصبح دولة متخلفة، ولن تكون ذات أهمية، بل ستضحى عالة على غيرها من الدول الأخرى صاحبة السبق في تقنية النانو

ومن توفيق الله – تعالى – أنّ هذه التقنية تعتمد إلى حد كبير على العامل البشري، والثروات الطبيعية، وهذان العاملان متوافران لمعظم الدول العربية وخاصة الدول الخليجية، وهذا الأمر يعطي أملاً كبيرا للدول العربية؛ إذ يجب أن يكون لها السبق في هذه التقنية الواعدة.