أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-02-11
![]()
التاريخ: 2025-03-03
![]()
التاريخ: 2024-03-03
![]()
التاريخ: 2024-05-20
![]() |
ومما يلفت النظر في هذه اللوحة بروز اسم الملكة «أحمس نفرتاري»، ممَّا يدل على الأهمية العظمى التي كانت تمتاز بها الوارثة الملكية في الأسرة الفرعونية في هذا العهد، والواقع أن الأثري «ويجول» قد وجد اسمها منقوشًا وحده في محجر مرمر في وادي أسيوط. (1) وقد كُشِف لها عن عدة تماثيل صغيرة تمثِّلها، مع أنه يُعثَر لزوجها «أحمس» على تمثال واحد حتى الآن، هذا وقد وُجِد لها تمثال ضاع رأسه في «معبد الكرنك «(2).
ومن المدهش أن هذه الملكة كانت تُقدَّس أكثرَ من زوجها، وقد بقي تقديسها على مر السنين أكثرَ من أي ملك آخَر، فقد وُجِدت آثارٌ تدل على ذلك حتى عهد الأسرة الواحدة والعشرين. والواقع أنها كانت تُعَدُّ في نظر المصريين إلهةً مثل آلهة طيبة العظام، وكان لها طائفة خاصة من الكهنة تقوم على خدمتها، كما كان لها محراب مقدَّس يُوضَع على سفينة مقدَّسة، يُحمَل على الأكتاف في الاحتفال بالأعياد العظيمة، وقد كان القوم يدعونها بصيغة القربان المعروفة (3)، وتُلقَّب على الآثار بالابنة الملكية، والأخت الملكية، والزوجة الملكية العظيمة، والأم الملكية، والحاكمة العظيمة، وسيدة الأرضين؛ فهي بذلك تضارع الملكة «أعح حتب» أم «أحمس» الأول في نفوذها؛ إذ كانت وصية عليه أيام حداثته كما أسلفنا. والظاهر أنها عاشت مدة طويلة بعد وفاة زوجها الذي مات في سن الأربعين، وقبرها مجهول مكانه حتى الآن، ولكن وُجِد تابوتها في خبيئة الدير البحري، وهو موجود الآن بالمتحف المصري، ويبلغ طوله أكثر من عشرة أقدام، وقد عمل الغطاء على هيئة صور الملكة، وتلبس التاج والريشتين الطويلتين، المميزتين للمليكة أو الإلهة، وذراعاها مثنيتان، وفي كل يدٍ من يدَيْها رمزُ الحياة، وقد وُجِد في تابوتها موميتان: إحداهما حقيرة في منظرها، والثانية التي كانت موضوعة في تابوت ثانٍ محفوظة حفظًا جيدًا ومحنطة تحنيطًا متقنًا؛ والظاهر أن أصحاب الشأن في المتحف المصري، قد ظنوا أن الجسم الذي كان في التابوت هو جسم «أحمس نفرتاري»، وأن الجسم الثاني كان دخيلًا وضعه الكهنة عندما كانوا ينقلون الجثث الملكية في مخدعهم الأخير؛ ولذلك حُفِظ في مكان خاص، غير أنه تأثَّرَ في هذا المكان بالرطوبة، فتصاعدت منه رائحة كريهة، فدُفِن في الحال في حديقة المتحف؛ ولكن أخذ الشك يخامر «مسبرو« (4) بعدُ في أن الجسم الذي دُفِن في الحديقة هو جسم الملكة «نفرتاري»؛ ولذلك أخذ الأثريون يندبون النهاية المحزنة التي لاقتها جثة الملكة «أحمس نفرتاري»، غير أن «مسبرو» على ما يظهر أكَّدَ لنا أن الجسم لم يُفقَد قط، وأنه الآن في مكانه بالمتحف المصري، ولكن الدكتور «إليت سمت» عندما أخذ يفحص الأجسام التي وُجِدت في خبيئة الدير البحري أكَّد بأن واحدًا من الجسمين يُحتمَل أنه جسم الملكة؛ لأنه كان جسم امرأة قد حُفِظت على الطريقة التي كانت متَّبَعة في عهد باكورة الأسرة الثامنة عشرة، وتدل نواجز فكها الأعلى البارزة التي كانت من مميزات الأسرة على أنها «نفرتاري»، فإذا كان هذا هو الواقع، فإن جسمها هو الذي يحمل رقم 61055 (5) في متحف القاهرة. ويمكن الإنسان أن يقول: إنها عند مماتها كانت امرأة طاعنة في السن هزيلة الجسم تكاد تكون صلعاء، وقد غطَّتْ هذا الصلع بجدائل من الشعر المستعار، ولا بد أن نلفت النظر هنا إلى أنها كانت أكبر من أخيها «أحمس» بسنين عدة، وقد لفظت النفس الأخير في عهد ابنها «أمنحوتب الأول «.
.........................................
1- راجع: A. S, XI, p. 176.
2- راجع: Wiedemann, “Gesch”. p. 316 .
3- راجع: Petrie, “History”, II, p. 37. Ff.
4- راجع: Maspero, “Guide” No, 1173. Bis.
5- راجع: Catalogue of Cairo Museum, No. 61. 55.
|
|
حقن الذهب في العين.. تقنية جديدة للحفاظ على البصر ؟!
|
|
|
|
|
"عراب الذكاء الاصطناعي" يثير القلق برؤيته حول سيطرة التكنولوجيا على البشرية ؟
|
|
|
|
|
جمعية العميد تعقد اجتماعها الأسبوعي لمناقشة مشاريعها البحثية والعلمية المستقبلية
|
|
|