المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


واجبات الطلاب الذاتية  
  
143   02:41 صباحاً   التاريخ: 2024-09-18
المؤلف : السيد مرتضى الحسيني الميلاني
الكتاب أو المصدر : الى الشباب من الجنسين
الجزء والصفحة : ص 221 ــ 223
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

أـ على الطالب الإستعداد نفسياً للدراسة والتحصيل العلمي، وأولى الخطوات في ذلك تزكية النفس وتطهير القلب. وهذه العملية تشبه إلى حد كبير حراثة الأرض وإعدادها لموسم البذار، ذلك أن المعارف والعلوم النافعة لا تثبت في القلوب المثقلة بالأمراض والميل إلى المشاكسة وحب التمرد على التعليمات والنظام. إن قلوباً من هذا النوع تكون صدئة مليئة بالأدران. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) (1).

ولكي يكون الطالب ذكياً وذاكرته قوية أوصى علماء الأخلاق باجتناب المحرمات والابتعاد عن كل إثم. ذلك لأن المعاصي والذنوب تدمر الأرضية الصالحة لحفظ ورسوخ العلوم والمعارف النافعة. فنجد الطالب يحفظ أسماء الممثلات والمغنيات وأسماء دور السينما وأسماء الرياضيين أكثر من حفظه لدرسه وما هو مطلوب ومقرر في المنهج المدرسي. ويذكر بهذا الصدد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دخل المسجد ذات يوم فوجد رجلاً جالساً وحوله الناس يسألونه وهو يجيبهم. فسأل عنه فقالوا له: إنه رجل عارف بحروب العرب وغزواتهم وأشعارهم و.... فقال (صلى الله عليه وآله): (ذلك علم لا ينفع من علمه ولا يضر من جهله).

ب- إن على جميع الطلاب أن لا يهدروا أفضل مرحلة في حياتهم ألا وهي مرحلة الشباب. ففي هذه المرحلة يبلغ الإنسان أوج قدراته الجسمية والفكرية وهي أفضل المراحل لاكتساب المعرفة. كما أن الطالب في هذه المرحلة لم يتحمل من المسؤوليات الحياتية والاجتماعية ما يشغل ذهنه. وقد جاء في بعض الروايات عن النبي (صلى الله عليه وآله): (مثل الذي يتعلم العلم في صغره كالنقش على الحجر، ومثل الذي يتعلم في كبره كالذي يكتب على الماء) (2).

كما أن تقدم الإنسان في العمر يضعف من قابلياته وقدراته، وقد ذكر القرآن الكريم: {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ} [يس: 68].

ومع أن التعلم واكتساب المعرفة ممكن في كل مراحل الإنسان الحياتية، إلا أن فترة الطفولة والفتوة والشباب هي المراحل الأساسية حيث تتبلور شخصية الإنسان العلمية والفكرية فيها.

ج. على الطلاب إجتناب كل ما من شأنه أن يشغل الذهن عن تحصيل العلوم واكتساب المعرفة مثل الإهتمام بنوعية الطعام أو التطلع إلى آخر الموديلات في الملابس أو طريقة الحلاقة ونوع الحذاء أو أحداث الفلم الفلاني والمسلسلة الفلانية. فإن الإهتمام بمثل هذه الأمور لا يبقي مساحة للعلم في ذهن الطالب، وتبقى اهتماماته غير العلمية، لأنه إستغرق وقته وشغل ذهنه بمثل هذه الأمور.

د- على الطلاب إعادة النظر في علاقاتهم الإجتماعية واختيار أصدقاء يحترمون العلم ويتطلعون إلى مستقبلهم المشرق. فإن بعض الأصدقاء يميل إلى البطالة وقتل الوقت فيما لا يسمن ولا يغني من جوع، أو نجده عبثياً غير جاد أو يجر أصدقاءه إلى مزالق ومهاوٍ لا تحمد عقباها. ولمثل هؤلاء الأصدقاء تأثير بالغ السلبية على الطلاب، وربما صديق سوء يعم أثره السيء على جميع من في الصف أو على كل المجموعة التي يخالطها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحار الانوار، 58 / 23.

2ـ منية المريد، 225. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.