أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2016
![]()
التاريخ: 22-1-2018
![]()
التاريخ: 2025-03-27
![]()
التاريخ: 2025-03-29
![]() |
حفل تاريخ أميركا بالرواد الذين اهتموا بهذا الأمر ومنهم وليام هوراس فليتشر illam Horace Fletcher 1849 - 1919)، رغم أن اسمه لم يرد في موسوعة بريتانيكا Britannica Encyclopedia» .
غير أنه كان أول من باشر بتطبيق هذه التقنية التي دعيت باسمه (الفليتشرية Feltcherism) في العقد الأخير من القرن التاسع عشر وهو أول من تكلم عن تأثير المضغ على الصحة والتقدُّم في العمر من منظار علمي وجاء في تصريح له: يساهم المضغ في تقوية جهاز المناعة والشفاء من الإدمان على الكحول، وحالياً تعتبر هذه المقولة هامة جداً للأشخاص الذين يعانون من مختلف الأمراض.
اختبر فليتشر آثار المضغ الجيد بنفسه، فعندما بلغ الأربعين من عمره، بدت عليه ملامح الشيخوخة المبكرة (زيادة الوزن - الشيب والوهن). دفعه ذلك إلى مباشرة بحثه الجديد.
فهم فليتشر العلاقة بين الصحة والتغذية التي تأتي من الطعام الذي نمضغه، وأنَّ الفم هو المدخل الأول والأهم للطعام، علاوة على كون المضغ هو المرحلة الأولى لعملية الهضم ولهذا باشر دراسته بدءاً بالفم وعملية المضغ ودور اللعاب، وعندما طبق بنفسه المضغ الجيد البطيء، وجد أن كثيراً من مشاكله الصحية قد زالت وعلى أثر ذلك بدأ يعلم ما توصل إليه من نتائج والجدير بالذكر أنَّ فليتشر كان رياضياً مشهوراً ورجل أعمال ناجحاً.
بعد مضي خمسة أشهر من تطبيق التجربة على نفسه، قال فليتشر: أشعر بصفاء ذهني ونشاط جسدي وأتمتع برياضة المشي، وقد مضى عليَّ خمسة أشهر دون أن أصاب بالزكام، علاوة على ذلك خسر فليتشر خمسة عشر كيلوغراماً من وزنه واستعاد حيويته الرياضية، وهكذا جدد شبابه.
فلنلق نظرة على وظائف هذه العملية:
1- يعمل المضغ على تفتيت الطعام: حيث ينبغي أن تفتت الأطعمة الصلبة إلى قطع صغيرة جداً.
يتألف جزء كبير من نظامنا الغذائي من الكربوهيدرات ولكن هناك نوعين من الكربوهيدرات يعامل الجسم كل نوع منهما بصورة مختلفة، تعتبر الحبوب والبذور واللوزيات من أهم أنواع الأطعمة التي نتناولها وهي تمضغ في القسم المركزي من الفم الذي يفرز كمية غزيرة من اللعاب، يحتوي اللعاب على انزيم بتيالين الهضمي Ptyalin Enzyme الذي يعمل على تفكيك الكربوهيدرات المعقدة إلى سكريات بسيطة، تتحول بدورها إلى الغلوكوز (Glucose)، إذا تناولنا السكريات البسيطة مباشرة تعالج على رأس اللسان وتُحل باللعاب وتبلع بدون مضغ.
لا يستطيع البتيالين أن يخترق الحبوب غير الممضوغة جيداً، وبالتالي لا يتحول النشاء إلى غلوكوز والمعدة لا تفرز عصارة هضم تفكك الكربوهيدرات فالحال هنا شبيهة بعملية تخمّر فاشلة إذ لا يمكن أن تتم هذه العملية ما لم يمتزج الكربوهيدرات بالبتيالين أما النتيجة فشعور بالانزعاج داخل المعدة إضافة إلى فائض من الغازات.
يفرز البنكرياس كمية غير كافية من الانزيمات الهضمية، فيتجه الطعام الذي لم يهضم إلى الطرف الأخير من القناة الهضمية، يمكنك أن تكتشف بنفسك آثار المضغ وذلك بابتلاع حبتي ذرة مطبوختين ثم التحقق في اليوم التالي من البراز فستجد الحبتين كاملتين لم تجر عليهما عملية الهضم.
2ـ ينشط المضغ الجهاز الهضمي: ما ينعكس إيجاباً على سائر مراحل الهضم، إنَّ النشاط في الفم والفكين ينشط المعدة والأمعاء ومختلف أعضاء الهضم كما يفرز البنكرياس مزيداً من العصارة الهضمية، ليرسل الكبد مزيداً من الصفراء إلى المعي الاثني عشري.
3ـ يزيد المضغ إفراز اللعاب: لقد ذكرنا أنَّ اللعاب يؤدي دوراً هاماً في عملية الهضم، ولكن تأثيراته الإيجابية تذهب أبعد من ذلك هنالك، ستة أزواج من الغدد اللعابية في النمو أو ما مجموعه ست الأطعمة غدد تستجر الأطعمة والمذاقات المختلفة هنالك أنواع متعددة من اللعاب تفرزها مختلف الغدد.
4- يزيد المضغ مذاق الطعام لذة: فكل لقمة تحتوي على ثلاث مذاقات، مذاق البداية، مذاق الوسط، مذاق النهاية، يمكنك أن تميز تلك المذاقات الثلاثة بفضل المضغ الجيد، إنَّ للحبوب مذاقاً لذيذاً عند الجميع من دون استثناء إلا أنَّ معظم الناس لا يدركون هذه اللذة لأنهم قلما يمضغون الحبوب لأنواع كثيرة من الأطعمة الفاخرة مذاق لذيذ في الثانية الأولى من مضغها ولكنها تفقد أي مذاق بعد ذلك إذ لم تمضغ جيداً.
5- يفضي المضغ إلى اختيار الجيد من الأطعمة.
غالباً ما نعتقد عندما نتناول الأطعمة الدخيلة والغريبة أنَّ مذاقها طيب ورائع فتصبح هي أطعمتنا المفضلة نتيجة الأبحاث الغذائية أو التبادل الثقافي أو الدعاية، ولكن إذا مضغنا طعامنا جيداً نعيد حاسة التذوق لدينا إلى حالتها الطبيعية علاوة على ذلك، نجد في عالمنا اليوم أن بعض الأطعمة يحتوي مواد سامة، وتناول هذه الأطعمة يُشكل خطراً جسيماً، فإذا مضغت جيداً، يظهر المذاق الغريب الذي يحذر بأنَّ الطعام رديء ويجب بصقه قبل ابتلاعه.
6- يمنع المضغ من الإفراط في الأكل: الذي يشكل سبباً لأمراض السكري والسمنة وغيرها.
يعتبر المضغ علاجاً للحد من الشهية المفرطة وللوقاية من الأمراض عندما نمضغ طعامنا جيداً تمتلى المعدة بنسبة 80 إلى 90 بالمئة من سعتها وهذه الطريقة هي الأمثل للحفاظ على الصحة.
يشعر من يقوم بنشاط فكري كبير وبجهد جسدي قليل بالشبع عندما يملأ الطعام ما بين 70 و 80 في المئة من سعة المعدة، وإذا استطاع المرء أن يباشر بالعمل بعد تناول الوجبة على الفور أي من دون أن يأخذ استراحة أو قيلولة فهذا دليل على أنه قد تناول القدر الكافي من الطعام.
ولتخفيف الوزن الزائد ينصح بمضغ الطعام مرتين أكثر من المعتاد، وتتمثل الطريقة الأسلم لطرد فائض المياه من الجسم بفرز اللعاب عن طريق المضغ ومن المفيد في هذه الحالة أن يشعر المرء ببعض العطش، وبدلاً من أن يشرب الماء يجعل فائض اللعاب يمتزج بالأطعمة ويعود إلى الجسم أما إذا لم يخسر الشخص الوزن الزائد فهذا دليل على أنَّه لم يمضغ طعامه، وقتاً كافياً ويتوجب عليه إذ ذاك أن يمضغ كل لقمة ثلاث أو أربع مرات أكثر ليحقق النتيجة المرجوة.
7- يحمي المضغ من الأمراض.
إنَّ السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بأمراض المعدة بسيط وهو الإفراط في الأكل وابتلاع قطع طعام كبيرة واستعمال البهارات ذات الطعم الحاد وتناول كميات كبيرة من السكر والكحول والقهوة والملح والمشروبات الساخنة جداً أو حتى الأكل في منتصف الليل كل هذه عادات سيئة، خاصة إذا ترافقت مع المضغ السيئ الذي يؤدي إلى بقاء قطع طعام كبيرة داخل المعدة وقتاً طويلاً فتفرز المعدة مزيداً من الحمض ما يؤدي إلى التخمر السيئ في المعدة الذي ينجم عنه تراكم الغازات والتجشؤ Belch ومن هذه المشاكل البسيطة تنشأ الحالات الأكثر خطورة.
يتطلب الخبز والمأكولات المنتفخة مزيداً من المضغ لطرد محتواها من الهواء.
الجزء الأساسي من الأمعاء الدقيقة معد لامتصاص الطعام للهضوم جيداً وإبعاد المواد غير المهضومة لهذا السبب لا تصاب الأمعاء الدقيقة بالأمراض إلا نادراً.
وترسل جميع أنواع الأطعمة غير المهضومة إلى القولون فيبدأ اضطرابات القولون التي تتخذ أشكالاً عدة تعتبر الأكثر تعقيداً تلائم الألياف الغذائية القولون بينما لا تلائمه قطع اللحوم غير المهضومة إذ تتكاثر الجراثيم التي تفكك البروتين والتي من شأنها أن تؤذي جدار الأمعاء والأنسجة الأخرى.
تدخل جراثيم (الكوليرا، الزحار، التيفوئيد) إلى الجسم عن طريق الفم فتسبب اضطرابات هضمية، كما تدخل فيروسات (التهاب النخاع السنجابي poliomyelitis والتهاب الكبد Hepatitis) بالطريقة ذاتها، وبما أنَّ حمض الهيدروكلوريك القوي الذي تفرزه المعدة لا يستطيع أن يخترق قطع الطعام الكبيرة إذا يجب أن تمضغ المأكولات جيداً، فإن للعاب ميزة خاصة في قتل الجراثيم الموجودة في الطعام.
8- يعدل المضغ كمية له في الطعام.
يشكل الماء حوالي 70 في المئة من جسم الإنسان وتختلف نسبة المياه في الأطعمة لكنها في نهاية عملية الهضم تتساوى مع نسبة المياه في الجسم وتكمن مهمة الفم في تأدية هذا الدور إذ يُعدل هذه النسبة وإلا أدَّى هذا الخلل في المعادلة إلى تضرر المعدة والأمعاء.
9ـ يساهم المضغ في تقوية الأسنان واللثة: كما تساهم ممارسة الرياضة في تقوية أجسامنا، وبما أنَّ الإنسان هي الأداة الأساسية في عملية المضغ فإنَّ سلامتها ضرورة لسلامة الجسم وبقائه.
يفرز اللعاب هرموناً مخصصاً لحماية الأسنان وبما أنَّ اللثة تحمل الأسنان فتقويتها أمر ضروري لنمو أسنان قوية.
10- المضغ يجعل الجسم أكثر شباباً.
تفرز المعدة النكافية parotide Gland هرمون الباروتين Parotin تمتص الأوعية اللمفاوية هذا الهرمون في الفم في أثناء المضغ ويدخل بعدئذ مجرى الدم وإذا وصل هذ الهرمون المعدة تقضي عليه العصارة المعدية.
ينشط الباروتين Parotin عملية التحول الغذائي Cell Metabolism ما يؤدي إلى تجدد خلايا الجسم وإطالة العمر.
أثبت الدكتور توموزابوروا اوغاتا Tomozauro Opata وزملاؤه تأثير هرمون الباروتين على الشباب وكان باستطاعتهم أن يشرحوا آلية إفرازه وامتصاصه، وقد توصل اوغاتا إلى حقن أشخاص متقدمين في السن بكمية باروتين مستخرجة من لعاب البقر. فيبدو أصغر بعشر سنوات مما كانوا عليه إلا أنَّ هذا العلاج لا يلبث أن يفقد فاعليته لدى استعماله على نحو متكرر، وما من طريقة سحرية تؤمن الصحة وكذلك العمر المديد.
أصبح باستطاعتك الآن أن تدرك أهمية المضغ وهنا بعض تقديرات للوقت اللازم المضغ كل وجبة.
يُنصح الأشخاص الأصحاء بمضغ كل لقمة 50 مرة تقريباً أي ما يعادل 30 دقيقة في الوجبة، وقد تطول هذه الفترة إلى ساعة كاملة أو أكثر إذا تخللت الوجبة أحاديث عابرة(1).
استعمال أفران المايكروويف:
جاء في دراسة علمية قام بها د. (هانز هرتل) ثبت من خلالها أنَّ للمايكروويف نتائج سلبية على الإنسان وذلك أن حرارة الجهاز تؤدي إلى تغيير الطعام وإفساده وهو ما يؤثر على نمو الإنسان وخصوصاً دمه حيث إنه يأكل طعاماً مضراً.
وقد ذكر البعض أنَّ لهذا الجهاز تأثير على أعصاب الإنسان حيث يميل نحو الغضب والانفعال السريع(2).
___________________________
(1) الطب البديل، عدد 7.
(2) مجلة الطب البديل عدد 4، ص 74.
|
|
حقن الذهب في العين.. تقنية جديدة للحفاظ على البصر ؟!
|
|
|
|
|
"عراب الذكاء الاصطناعي" يثير القلق برؤيته حول سيطرة التكنولوجيا على البشرية ؟
|
|
|
|
|
جمعية العميد تعقد اجتماعها الأسبوعي لمناقشة مشاريعها البحثية والعلمية المستقبلية
|
|
|