المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علم الاحياء
عدد المواضيع في هذا القسم 11583 موضوعاً
النبات
الحيوان
الأحياء المجهرية
علم الأمراض
التقانة الإحيائية
التقنية الحياتية النانوية
علم الأجنة
الأحياء الجزيئي
علم وظائف الأعضاء
المضادات الحيوية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



المصادر البشرية للتلوث الجوي  
  
178   11:53 صباحاً   التاريخ: 2025-04-01
المؤلف : أ.د. إمحمد عياد محمد مقيلي
الكتاب أو المصدر : مشاكل البيئة الحديثة والمعاصرة (الطبعة الأولى 2025)
الجزء والصفحة : ص122-124
القسم : علم الاحياء / البيئة والتلوث /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-03-08 336
التاريخ: 25-11-2015 10393
التاريخ: 17-8-2021 2650
التاريخ: 20-2-2018 2351

وهذه كثيرة وأشد خطورة من الطبيعية، وتتطور مع زيادة السكان ومع التطور التكنولوجي. ليس هناك نشاط يقوم به الإنسان على وجه الأرض لا يتسبب في حصول تلوث، فحتى مجرد التنفس يستهلك الأكسجين من الهواء ويعطيه بدلا منه  ثاني أكسيد الكربون، ويمكن ملاحظة هذه الظاهرة عندما ندخل فجأة غرفة مغلقة مزدحمة بالناس فنجد رائحتها عفنة تستدعي فتح النوافذ لأجل تجديد الهواء. جميع أنشطة الإنسان في الصناعة والنقل والترفيه والزراعة وحتى المنزلية تتطلب حرق الوقود التي يصاحبها دائما طرد مخلفات غازية وصلبة تلوث الهواء. ومن أهم الغازات الصناعية الملوثة للجو والمزعجة للإنسان نذكر على وجه الخصوص أول وثاني أكسيد الكربون وأكاسيد الكبريت والنيتروجين والهيدروكربونات العضوية أما الجسيمات الصناعية فهي تشمل حبيبات الغبار والرصاص من مصانع الإسمنت والجير، ومن مصانع صهر وطلاء المعادن، كما أن هناك ملوثات جديدة تعتبر ثانوية تظهر نتيجة تفاعل الملوثات الأصلية مع بعضها البعض ومع الأكسجين في وجود طاقة الإشعاع الشمسي مثل الأوزون والهباب.

ويعد بخار الماء أكبر منتج ثانوي يطرد بكميات هائلة إلى الجو، فالماء يستخدم بكميات هائلة في عمليات تبريد المحركات ومولدات الطاقة حيث ترتفع درجة حرارته ويتبخر. عموما لا نعتبر بخار الماء من الملوثات الجوية إلا في حالات نادرة عندما يساعد على تكون الضباب قرب المصانع وبداخل المدن المكتظة بالسيارات والسكان، حيث تلتحم جزيئات أكاسيد الكبريت والنتروجين مع قطيرات الضباب محولة إياها إلى محلول حامضي يلهب الرئتين الذي تظهر أعراضه في شكل ضيق في التنفس وسعال حاد.

جذور مشاكل التلوث الجوي منبعثة من ذلك الاعتقاد الخاطئ بأن الهواء ملك مشاع لكل شخص أو جهة معينة، يمكن استغلاله بالطريقة التي تراها تحقق لها أكبر الفوائد دون الأخذ في الاعتبار مصالح الآخرين مبدأ الغاية تبرر الوسيلة فمند أقدم العصور تطورت نظم اجتماعية تحترم ملكية الأرض والسكن والطعام والشراب، أما الهواء فترك في المشاع. نحن نحترم حقوق الآخرين في الأرض والماء ولكن فيما عدا حق التنقل الجوي لا زال استعمال الهواء حراً. فأجهزة حماية البيئة تحرق القمامة للتخلص من وجودها على سطح الأرض لكي تحولها إلى قمامة في صورة أخرى بالجو، والمصانع تضخ الأدخنة والغبار إلى الجو وكل ما تفكر فيه هو تحقيق أكبر مردود مادي، ولا يدخل في حساباتها تكاليف التلوث والأضرار التي تسببها للبيئة وللسكان، وسائق السيارة أو الدراجة النارية المتهالكة كل ما يهمه هو تحقيق مشاويره الخاصة حتى وإن كانت الأغراض تافهة، ولا يلقي بالاً للأدخنة المزعجة التي يلوث بها الشوارع التي يتنفس هوائها الآخرون. وكمثل آخر للأنانية المفرطة التي تسيطر على الإنسان في استغلاله للهواء أذكر أن المزارع لا يحرق قمامة بيته وقش مزرعته إلا إذا كانت الرياح التي ستنقل الدخان متجهة بعيدا عن اتجاه منزله، ولا يكترث للمضايقات التي يسببها للآخرين الذين سيتجه الدخان إلى بيوتهم الأنانية واللامبالاة لا تقتصر على ممارسات الأفراد والشركات بل تعدت ذلك إلى مستوى الدول، فمجمعات تكرير النفط والحديد والصلب المقامة بشمال شرق الولايات المتحدة تبعث الملوثات الغازية والصلبة إلى الأجواء الكندية، مسببة مشاكل الأمطار الحمضية المدمرة للتربة والغابات والبحيرات والمنشآت الحضرية بها. وتتكرر المشكلة نفسها في الدول الإسكندنافية التي تستقبل التلوث الصناعي القادم من بريطانيا، والأسوأ من ذلك معارضة الولايات المتحدة الأمريكية لاتفاق كيوتو (اليابان) الذي وقعت عليه جميع دول العالم والناص على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المتسبب في ظاهرة الاحترار العالمي. فهي لم تعارض القرار انطلاقا من عدم رغبتها في تحسين الجو بل لأن هذا القرار متعارض مع مصالح شركاتها الصناعية المسؤولية عن نسبة كبيرة من هذا التلوث في العالم، إنها الأنانية في أجل صفاتها.

وبالإضافة إلى الأنانية البشرية كمسبب للتلوث الجوي، فإن هناك مسبب آخر متمثل في إدراكنا الخاطئ بأن الهواء مورد غير محدود الكمية ولا يمكن أن يتلوث في يوم من الأيام. ولكن في الحقيقة أن الهواء مثل الماء مورد محدود ويمكن أن يتلوث خاصة في ظروف الاستقرار الجوي المرتبط بأنظمة الضغط المرتفع ضد الاعصارية المتكونة على أودية محصورة بين جبال مرتفعة. فهنا تضعف حركة الخلط التي تنشر التلوث وتمنع تركزه بالقرب من السطح. ففي تلك الظروف تختفي الحركة الأفقية والرأسية في الهواء مما يؤدي إلى تراكم الملوثات بالقرب من السطح حيث يعيش الإنسان، وإذا استمر هذا الوضع لعدد من الأيام قد يصل تركيز التلوث إلى معدلات قاتلة للسكان خاصة بالنسبة للذين يعانون من ضيق التنفس وأمراض القلب.

في جميع الدول تقريبا توجد هيئات مهتمة بشؤون البيئة وتعمل على الحد من التلوث ،وبالرغم من كل هذا العدد من الجهات المختصة بشؤون البيئة والمبالغ التي تنفق على الأبحاث والقوانين الصارمة للحد من التلوث إلا أن المشكلة آخذة في النمو خاصة بالدول النامية الداخلة في مرحلة التصنيع غير المضبوط. إن زيادة التلوث الجوي تسير في خط متوازي تقريبا مع زيادة السكان ومع زيادة استخدامهم للتكنولوجيا، والنتيجة هي أن أكثر المجتمعات تطورا تكنولوجيا هي في الوقت نفسه مع بعض الاستثناءات القليلة طبعا الأكثر تلويثا للجو. وهذا بطبيعة الحال ناتج عن الاستعمال الجائر للهواء في التخلص من النفايات وبالأخص تلك المنبعثة من السيارات التي تقترب أعدادها من أعداد السكان بالمجتمعات المرفهة.

قامت الصناعة الحديثة أساسا على فكرة التخلص من المواد غير المرغوب فيها (ومن بينها الملوثات طبعا) بأرخص السبل وأيسرها لأجل تحقيق أكبر قدر من الربح. إذن هذا التطور الصناعي المدهش والسريع الذي شهده العالم في القرن العشرين أتى على حساب نقاوة الجو الذي يحتاجه الإنسان والحيوان والنبات للاستمرار على قيد الحياة.

معظم الملوثات تدخل الجو كنتيجة مباشرة لحرق الوقود فمن أجل الحصول على الطاقة شيئا ما يجب أن يحرق، وفي الغالب يكون هذا الشيء حطبا أو فحما أو نفطا. فلكي تتحرك السيارات والقطارات والسفن والطائرات يحرق البترول، ولكي تشغل المصانع ومولدات الطاقة الكهربائية لا بد من حرق البترول أو الفحم أو الغاز. وفي أحيان أخرى يقوم الإنسان بحرق الأشياء ليس لغرض الحصول على الطاقة وإنما لمجرد التخلص منها فقط كما في حالة حرق القمامة المنزلية والمخلفات الزراعية والمخلفات الغازية في حقول ومصافي النفط. وبهذه الطريقة يحول الإنسان النفايات من شكل مادي على السطح إلى شكل غازي في الهواء الذي يؤذي رئتيه ويلهب عيونه ويزكم أنفاسه ويوسخ ملابسه وأثاث بيته ومكتبه وسيارته ويشوه جدران منزله.




علم الأحياء المجهرية هو العلم الذي يختص بدراسة الأحياء الدقيقة من حيث الحجم والتي لا يمكن مشاهدتها بالعين المجرَّدة. اذ يتعامل مع الأشكال المجهرية من حيث طرق تكاثرها، ووظائف أجزائها ومكوناتها المختلفة، دورها في الطبيعة، والعلاقة المفيدة أو الضارة مع الكائنات الحية - ومنها الإنسان بشكل خاص - كما يدرس استعمالات هذه الكائنات في الصناعة والعلم. وتنقسم هذه الكائنات الدقيقة إلى: بكتيريا وفيروسات وفطريات وطفيليات.



يقوم علم الأحياء الجزيئي بدراسة الأحياء على المستوى الجزيئي، لذلك فهو يتداخل مع كلا من علم الأحياء والكيمياء وبشكل خاص مع علم الكيمياء الحيوية وعلم الوراثة في عدة مناطق وتخصصات. يهتم علم الاحياء الجزيئي بدراسة مختلف العلاقات المتبادلة بين كافة الأنظمة الخلوية وبخاصة العلاقات بين الدنا (DNA) والرنا (RNA) وعملية تصنيع البروتينات إضافة إلى آليات تنظيم هذه العملية وكافة العمليات الحيوية.



علم الوراثة هو أحد فروع علوم الحياة الحديثة الذي يبحث في أسباب التشابه والاختلاف في صفات الأجيال المتعاقبة من الأفراد التي ترتبط فيما بينها بصلة عضوية معينة كما يبحث فيما يؤدي اليه تلك الأسباب من نتائج مع إعطاء تفسير للمسببات ونتائجها. وعلى هذا الأساس فإن دراسة هذا العلم تتطلب الماماً واسعاً وقاعدة راسخة عميقة في شتى مجالات علوم الحياة كعلم الخلية وعلم الهيأة وعلم الأجنة وعلم البيئة والتصنيف والزراعة والطب وعلم البكتريا.