أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-04-27
![]()
التاريخ: 2-12-2014
![]()
التاريخ: 14-11-2014
![]()
التاريخ: 14-11-2014
![]() |
الأقوال في عقيدة بن السائب:
الرأي الأول: سبائي المذهب
من القائلين به جماعة منهم: مسلم بن الحجاج القشيري ت261هـ ، والبلخي ت319هـ ، وابن حبان ت354هـ ، وغيرهم، إذ قالوا: كان الكلبي سبائياً من أصحاب عبد الله بن سبأ من أولئك الذين يقولون أنّ علياً لم يمت وأنّه راجع إلى الدنيا ويملأها عدلاً كما ملئت جورًا وإن رأوا سحابةً قالوا أمير المؤمنين فيها [1]
وذكر الزركلي بقوله: وقيل: كان سبئياً، من أصحاب عبد الله بن سبأ [2]
ونقل المزي ت742هـ ، وابن حجر العسقلاني ت852هـ وغيرهم، عن يزيد بن زريع بانه رأى الكلبي يضرب على صدره ويقول: أنا سبأي [3] .
وهذه الأسماء التي عرضنا أقوالها في محمد بن السائب واضحٌ مقصدها، كذلك لا تخفى الغاية التي من أجلها يسيرون بالوسيلة إليها.
حقيقة هذا الرأي:
تقدّم الكلام في تصريح بعضهم بالقول إنّ عقيدة محمد بن السائب الكلبي هي السبأية، على نحو الوصف، او إقراره على نفسه بذلك.
بيد أنّ الأدلة التي بين أيدينا والقرائن، تشير إلى خلاف ذلك، فالسبئية على القول المدعى فيه بأنّهم اتباع عبد الله بن سبأ مع آرائهم المغالية مرفوضة عند أهل البيت عليهم السلام ، فكيف يُعدّ الكلبي من أصحابهم وهو يعتقد بالغلو!
ثُمَّ أن عبد الله بن سبأ المدعى إيمانه بالغلو شخصيةٌ وهميةٌ لا وجود لها، بحسب تحقيق السيد مرتضى العسكري في كتابه عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى ؛ إذ تناول هذه الشخصية من جوانب عدّة وأظهر تزييف بعض الحقائق التي تقول بغير ذلك، إذ ناقش بالأدلة الواضحة الوهم المزروع في تلك الشخصية في طرق أهل السنة والشيعة، فأما من طرق روايات أهل السنة فان منشأ سلسلة رواة قصة عبد الله بن سبأ والسبئية ومصادرها نجدها هناك؛ إذ روتها كتبهم، وتنتهي تلك السلسلة إلى أربعة مصادر تأريخية وهي:
وجميع هذه الطرق تنتهي إلى راوٍ واحد وهو سيف بن عمر التميمي المتوفي 170هـ.
وسيف بن عمر ضعَّفَه رجال الحديث من أهل السنة ووصفوه بأشد أوصاف الجرح، وهو عندهم متهم بالكذب ووضع الحديث، والزندقة، مما يظهر وهنه وعدم الاعتماد عليه في الحديث [4] .
وأما من طرق روايات الشيعة فقد قسَّم السيد مرتضى العسكري أحاديث عبد الله بن سبأ على قسمين، وعبد الله بن سبأ فيها على شخصيتين متغايرتين:
أحدهما: مُغالٍ في حق الإمام وتأليهه.
وثانيهما: مُغالٍ في ما زعم من تنزيه الباري ونفي ما لا يليق به عنه، مثل الخوارج.
والخبران يناقض بعضهما الآخر!
وتنحصر أحاديث الشخصية الأولى برجال الكشي ومن أخذ عنه من علماء الرجال والحديث، وقد ناقشها مصنف الكتاب المذكور وردّها وبيّن وهنها ومناقضتها لروايات أخرى في كتب معتبرة. [5]
ثم قال السيد العسكري بعد ذلك: وخلاصة رأينا في الشخصية الأولى أنها لم توجد بتاتاً! وإنما اختلقتها جناية الزنادقة على التأريخ الاسلامي أولاً، وتقولات العامَّة ثانياً. ومن هذين المعنيين أخذ من ذكر خبره في تأليفه! [6] .
ولا يخفى أنّ تعريف السبئية عند المترجمين ينسجم مع هذا المعنى أي المغالي بحق الإمام علي (عليه السلام) ومِن ثَمَّ فإنّ هذه الشخصية من هذا الجانب تُعدّ شخصيةً وهميةً لاوجود لها.
إضافة إلى السيد العسكري، فقد شكّك الأديب المصري طه حسين بشخصية ابن سبأ، إذ قال في الفصل الرابع والعشرين من الجزء الثاني في كتابه وأقل ما يدلّ عليه إعراض المؤرخين عن السبئية وعن ابن السوداء في حرب صفين أن أمر السبئية وصاحبهم ابن السوداء إنما كان متكلفًا منحولًا، وحين كان الجدال بين الشيعة وغيرهم من الفرق الإسلامية، إذ أراد خصوم الشيعة أن يدخلوا في أصول هذا المذهب عنصرًا يهوديٍّا إمعانًا في الكيد لهم والنيل منهم... وإنما هو شخص ادّخره خصوم الشيعة للشيعة وحدهم ولم يدّخروه للخوارج [7] .
وإما إقراره على نفسه بالسبئية فهو مردود أيضاً لما تقدّم من وهم شخصية ابن سبأ، وقد نفى السيد محسن الأمين تلك النسبة إليه بقوله: أن ما نسب إليه من اعترافه بأنه سبائي مكذوب عليه لأنه ينافيه نسبته إلى الإرجاء فأين السبائي من المرجئي فتناقض هذه القول إمارة كذبها [8]
وذكر مصنفو موسوعة طبقات الفقهاء بأنّها من المفتريات عليه إذ قالوا: إنّ كثيراً من التهم التي نُسبت إلى رجال الشيعة أو إلى من يميل إلى التشيع، إنّما نسجتها يد التعصب والهوى، أو إنّـها قيلت أخيراً ثم نُسبت إلى من تقدّم، وذلك حينما أحكم الظالمون قبضتهم على مقدّرات الاَُمة، وأخذوا يسعون في بذر الفتن، وتعميق الخلاف، وتأكيد عوامل الفرقة، وممّا يدلّ على أنّ تلك المفتريات قد ظهرت أخيراً، ما ورد في ترجمتنا هذه، حيث رُوي عن المترجَم له أنّه قال: أنا سبائي أنا سبائي يريد أنّه من أتباع عبد الله بن سبأ [9]
وقال الشيخ محمد هادي معرفة: أما ما ألصقوه به من الغلوّ في التشيّع فلا أساس له، وإنما وضعوه عليه قصدًا لتشويه سمعته، بعد أن لم يكن رميه بمجرّد التشيّع قَدحًا فيه [10]
والحاصل ممّا تقدم أن العالم محمد بن السائب الكلبيّ لم يكن مغاليًا في أمير المؤمنين (عليه السلام) ونسبته إلى السبئية وهمٌ ومجانبةٌ للحقيقة، وأن الأدلّة المذكورة آنفًا إنّما تكشف التزييف والتدليس الذي يراد منهما تغطية الحقائق، وربما غايات أخرى تقف وراء ذلك.
الرأي الثاني: مرجئي المذهب
نقل بعض المترجمين لمحمد بن السائب الكلبي، كالمزي وابن حجر العسقلاني وغيرهم، بانّه كان مرجئي المذهب ونقلوا خبراً عن إبراهيم النخعي ينهى محمداً عن الحضور عنده مادام على هذا الرأي أي الإرجاء .
وهذا الخبر مروي عن واصل بن عبد الأعلى قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن فضيل عَنْ مغيرة، عن إِبْرَاهِيم أنه قال لمُحَمَّد بْن السائب: ما دمت على هذا الرأي لا تقربنا، وكان مرجئاً [11] .
وحقيقة هذا الرأي:
إنَّ المترجمين القائلين بالقول بالإرجاء - بحسب تتبعنا- قد وهموا في تحديد هوية ابن السائب وخلطوها بغيره؛ إذ خلطوا بين مُحَمَّد بْن السَّائِب التَّيْمِيّ و محمد بن السائب الكلبي ، فكلاهما من أهل الكوفة، فاطلقوا التسمية عليهما وكأنهما شخصٌ واحدٌ!
وذكرهما البخاري ت256هـ منفصلين في كتاب التاريخ الكبير في رقم 283 مُحمَّدُ بنُ السائبِ التَّيميُّ، بينما ذكر الآخر برقم 284 مُحمَّدُ بنُ السائبِ، أبو النَّضرِ الكَلْبيُّ، وذكر المحقق رواية الارجاء المذكورة ونسبها إلى التيمي دون الكلبي [12] .
وهنالك نقطة افتراق بينهما، وهي أنّ التيمي عندهم من الصدوقين الثقات بخلاف الكلبي؛ فهو متهم عندهم بالكذب، وقد ترجم ابن حبان في كتابه الثقات لمحمد بن السائب التيمي بقوله: مُحَمَّد بْن السَّائِب التَّيْمِيّ من أهل الْكُوفَة يروي عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ روى عَنهُ الْمُغيرَة بن مقسم كَانَ مرجيًا صَدُوقًا فِي الرِّوَايَة وَكَانَ النَّخعِيّ يَقُول لَهُ مَا دمت على هَذَا الرَّأْي فَلَا تقربنا [13] .
بينما لم يتعرض للكلبي في كتابه هذا، وسار على هذا الأساس السَّخاوي ت902هـ ايضاً [14] .
أضف إلى ذلك أنّ المرجئة من الفرق التي لُعنت في روايات أهل البيت عليهم السلام ومنها ما روي عن الإماميّن الباقر [15] والصادق [16] (عليهما السلام) ؛ فكيف يكون ابن السائب الكلبيّ أحد أصحابهم وهو يدين بهذا المذهب المنحرف !
والحاصل أنّ محمد بن السائب الكلبي نسبته إلى الإرجاء في غاية البعد، فهي إما اشتباهاً باسمه أو هي كسابقتها في إلصاق التهم لهذا العالم الجليل لغايات غير نقيّة يُراد منها تغييبه والإحجام عنه وعن نتاجه العلميّ الثري.
الرأي الثالث: شيعي اثنى عشري
وهو رأي الأكثرية ممّن ترجموا لمحمد بن السائب الكلبي وهم أسماء عُرفوا بموضوعيتهم ومصداقيتهم في نقل الأخبار والروايات، وهنالك من القائلين به جماعة على نحو التصريح أو الإشارة، فقد قال صاحب الغارات: و قد طعن فيه وفي روايته جماعة لميله لأهل البيت عليهم السلام ونقل بعض مناقبهم [17]
وقال الميرزا أبو الحسن الشعراني في تحقيقه شرح الكافي للمازندراني: لكن دعاني إلى ذكره قضاء حق هذا العالم الشيعي الّذي هو من مفاخر العرب [18] .
ونقل الكليني ت329هـ رواية الكلبي وقصته عند دخوله المدينة وجاء في ذيلها قوله: فلم يزل الكلبي يدين اللّه بحبّ آل هذا البيت حتّى مات [19]
وقال السيد حسن الصدر: كان من الشيعة المخصوصين بالإمام زين العابدين وابنه الباقر (عليهما السلام) [20] .
ونقل البلخي ت319هـ وابن حجر قول الساجي وتعليل ضعفه في الحديث لانّه كان مفرطاً في تشيعه! إذ قال: «كان ضعيفًا جدًا لفرطه في التشيع» [21] .
وقال الذهبي ت748هـ : وكان رأسًا في الأنساب إلَّا أنه شيعي، متروك الحديث. [22]
وفي موسوعة طبقات الفقهاء قالوا: أحد المختصين بالإمام الصادق (عليه السلام) المشهورين بالفضل والعلم [23] .
وعدّه السيد محمد حسين الطهراني من أئمة علم القرآن من الشيعة [24] .
بل صرّح بعضهم كونه متهماً بالرفض [25] الرافضة *، ولا يخفى أن مصطلح الرفض يأتي على الشيعة الأثنى عشرية [26] .
ودلائل هذا الرأي وحقائقه هي:
إنَّ القول بتشيعه لهو الرأي المختار الذي تؤيده القرائن والأدلة، بأن محمد بن السائب من حيث الاعتقاد كان شيعي المذهب، وقد ذكر كثيرٌ ممّن ترجم له ذلك، وكان بعضهم ترك حديثه [27] لهذا السبب فحسب!
وممّا نقلوا عنه عن زائدة قَال: كنتُ أختلف إلى الكلبي أقرأ عليه القرآن فأتيته يوما فسمعته يقول مرضت مرضة فنسيت ما كنت أحفظ فأتيت آل مُحَمد فتفلوا فِي فِيَّ فحفظت ما كنت نسيت فقلت لا والله ما أروي عنك بعد هذا شيئا فتركته [28]
وقد روى سماعة ابن مهران عن الكلبي قصة تحيره في أمر الامامة [29] ، فيسأل عن عالم آل محمد في المدينة، وتنتهي القصة بولائه لآل محمد (صلى الله عليه وآله) ، ويظهر من قصته انّه كان شاكاً [30] أول أمره ثم أصبح شيعياً موالياً.
وسنذكر مقتطفات مختصرة من هذه القصة خشية الإطالة على القارئ وهي على النحو الآتي:
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ أَخْبَرَنِي سَمَاعَةُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ أَخْبَرَنِي الْكَلْبِيُّ النَّسَّابَةُ [31] قَالَ: دَخَلْتُ الْمَدِينَةَ ولَسْتُ أَعْرِفُ شَيْئاً مِنْ هَذَا الْأَمْرِ فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا جَمَاعَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَقُلْتُ أَخْبِرُونِي عَنْ عَالِمِ أَهْلِ هَذَا الْبَيْتِ فَقَالُوا عَبْدُ الله بْنُ الْحَسَنِ فَأَتَيْتُ مَنْزِلَهُ.. – وسأله عدة أسئلة لم يجد في إجابته عليها سداد، ثم يكمل- فَقُمْتُ فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ وأَنَا أَقُولُ هَذِهِ الْعِصَابَةُ تَكْذِبُ عَلَى أَهْلِ هَذَا الْبَيْتِ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَنَظَرْتُ إلى جَمَاعَة مِنْ قُرَيْشٍ وغَيْرِهِمْ مِنَ النَّاسِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ مَنْ أَعْلَمُ أَهْلِ هَذَا الْبَيْتِ فَقَالُوا عَبْدُ الله بْنُ الْحَسَنِ فَقُلْتُ قَدْ أَتَيْتُهُ فَلَمْ أَجِدْ عِنْدَهُ شَيْئاً فَرَفَعَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ رَأْسَهُ فَقَالَ ائْتِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ (عليه السلام) فَهُوَ أَعْلَمُ أَهْلِ هَذَا الْبَيْتِ فَلَامَهُ بَعْضُ مَنْ كَانَ بِالْحَضْرَةِ فَقُلْتُ إِنَّ الْقَوْمَ إِنَّمَا مَنَعَهُمْ مِنْ إِرْشَادِي إِلَيْهِ أول مَرَّةٍ الْحَسَدُ فَقُلْتُ لَهُ وَيْحَكَ إِيَّاهُ أَرَدْتُ فَمَضَيْتُ حَتَّى صِرْتُ إلى مَنْزِلِهِ فَقَرَعْتُ الْبَابَ فَخَرَجَ غُلَامٌ لَهُ فَقَالَ ادْخُلْ يَا أَخَا كَلْبٍ فَوَ الله لَقَدْ أَدْهَشَنِي فَدَخَلْتُ وأَنَا مُضْطَرِبٌ ونَظَرْتُ فَإِذَا شَيْخٌ عَلَى مُصَلًّى بِلَا مِرْفَقَةٍ ولَا بَرْدَعَةٍ فَابْتَدَأَنِي بَعْدَ أَنْ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ لِي مَنْ أَنْتَ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي يَا سُبْحَانَ الله غُلَامُهُ يَقُولُ لِي بِالْبَابِ ادْخُلْ يَا أَخَا كَلْبٍ ويَسْأَلُنِي الْمَوْلَى مَنْ أَنْتَ فَقُلْتُ لَهُ أَنَا الْكَلْبِيُ النَّسَّابَةُ فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى جَبْهَتِهِ وقَالَ كَذَبَ الْعَادِلُونَ بِالله وضَلُّوا ضَلالًا بَعِيداً وخَسِرُوا خُسْراناً مُبِيناً يَا أَخَا كَلْبٍ إِنَّ الله عَزَّ وجَلَّ يَقُولُ} وعاداً وثَمُودَ وأَصْحابَ الرَّسِّ وقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً {أَ فَتَنْسُبُهَا أَنْتَ فَقُلْتُ لَا جُعِلْتُ فِدَاكَ – إلى ان يسأل ويستوفي الإجابة عن أسئلته كأحسن ما يجاب عنها- قَالَ سَمَاعَةُ قَالَ الْكَلْبِيُّ ثُمَّ نَهَضَ (عليه السلام) وقُمْتُ فَخَرَجْتُ وأَنَا أَضْرِبُ بِيَدِي عَلَى الْأُخْرَى وأَنَا أَقُولُ إِنْ كَانَ شَيْءٌ فَهَذَا فَلَمْ يَزَلِ الْكَلْبِيُّ يَدِينُ الله بِحُبِّ آلِ هَذَا الْبَيْتِ حَتَّى مَاتَ [32] .
ويظهر من القصة أن الكلبي كان عالماً ويعرف وزن الإجابة عن أسئلته فلم يقتنع بإجابة عبد الله بن الحسن؛ إذ قال: أَتَيْتُهُ فَلَمْ أَجِدْ عِنْدَهُ شَيْئاً ، وفي ختام القصة قول سماعة: فَلَمْ يَزَلِ الْكَلْبِيُّ يَدِينُ الله بِحُبِّ آلِ هَذَا الْبَيْتِ حَتَّى مَاتَ دليلاً واضحاً على تشيعه.
والحاصل ممّا تقدّم أن الكلبي محمد بن السائب لم يكن مرجئيًا، ولا سبأيًا، وإنما هو شيعي من موالي أهل البيت عليهم السلام، حتى عُدّ من أصحاب الأئمة بل من خواصهم كما مرّ آنفاً، وأن ما أُثير حوله هي أوهام لا صحّة لوجودها.
[1] «الكنى والأسماء - للإمام مسلم» 1/ 435، «قبول الأخبار ومعرفة الرجال» 2/ 72، المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين، ابن حبان ج 2/ 253،«ميزان الاعتدال، الذهبي» 1/ 383
[2] الأعلام، الزركلي: 6 / 133.
[3] ينظر: تهذيب الكمال في أسماء الرجال» 25/ 249: و«تهذيب التهذيب ابن حجر العسقلاني ت852هـ» 9/ 179، «قبول الأخبار ومعرفة الرجال» 2/ 71/ «سؤالات أبي عبيد الآجري أبا داود السجستاني في الجرح والتعديل» ص204
[4] يُنظر عبد الله بن سبأ واساطير اخرى، العسكري: 1/ 45- 78 .
[5] لمزيد بيان ذلك راجع عبد الله بن سبأ واساطير اخرى، العسكري: 2/ 173 – 210 .
[6] عبد الله بن سبأ: 2/211 .
[7] الفتنة الكبرى علي وبنوه: 101 – 102 .
[8] اعيان الشيعة، محسن الامين: 9 / 339 .
[9] موسوعة طبقات الفقهاء، اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام : 2 /499- 500
[10] التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب: 1/ 291.
[11] «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» 25/ 249- 250:، «تهذيب التهذيب» 9/ 179: «الشيعة والتشيع - فرق وتاريخ» ص91- 92: «الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة» 3/ 2093
[12] ينظر«التاريخ الكبير» للبخاري 1/ 369:
[13] «الثقات لابن حبان» 7/ 388:
[14] «الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة» 8/ 302
[15] عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الله بْنَ عَطَاءٍ يَقُولُ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام) : الحديث طويل ومما جاء فيه ...ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ الْعَنِ الْمُرْجِئَةَ فَإِنَّهُمْ أَعْدَاؤُنَا فِي الدُّنْيَا والْآخِرَة [ المحاسن، ج2، ص: 353، الكافي ط - الإسلامية، ج8، ص: 276]
[16] عَنْ أَبِي مَسْرُوقٍ قَالَ: سَأَلَنِي أَبُو عَبْدِ الله (عليه السلام) عَنْ أَهْلِ الْبَصرَةِ فَقَالَ لِي مَا هُمْ قُلْتُ مُرْجِئَةٌ وقَدَرِيَّةٌ وحَرُورِيَّةٌ فَقَالَ لَعَنَ الله تِلْكَ الْمِلَلَ الْكَافِرَةَ الْمُشْرِكَةَ الَّتِي لَا تَعْبُدُ الله عَلَى شَيْءٍ. وعَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ: لَعَنَ الله الْقَدَرِيَّةَ لَعَنَ الله الْخَوَارِجَ لَعَنَ الله الْمُرْجِئَةَ لَعَنَ الله الْمُرْجِئَةَ قَالَ قُلْتُ لَعَنْتَ هَؤُلَاءِ مَرَّةً مَرَّةً ولَعَنْتَ هَؤُلَاءِ مَرَّتَيْنِ قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ إِنَّ قَتَلَتَنَا مُؤْمِنُونَ فَدِمَاؤُنَا مُتَلَطِّخَةٌ بِثِيَابِهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ الله حَكَى عَنْ قَوْمٍ فِي كِتَابِهِ- أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ قَالَ كَانَ بَيْنَ الْقَاتِلِينَ والْقَائِلِينَ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ فَأَلْزَمَهُمُ الله الْقَتْلَ بِرِضَاهُمْ مَا فَعَلُوا. [الكافي ط - الإسلامية، ج2، ص: 387 وص: 409 وص: 410]
[17] الغارات ط - القديمة ؛ ج1 ؛ ص124.
[18] شرح الكافي-الأصول والروضة للمولى صالح المازندراني ؛ ج6 ؛ ص270
[19] الكافي ط - الإسلامية، ج1، ص: 351، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ؛ ج4 ؛ ص87
[20] الشيعة وفنون الإسلام، الصدر: 67.
[21] قبول الأخبار ومعرفة الرجال» البلخي 2/ 72 «تهذيب التهذيب ابن حجر العسقلاني ت852هـ» 9/ 179
[22] «سير أعلام النبلاء - ط الرسالة» 6/ 248:
[23] موسوعة طبقات الفقهاء / اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام الجزء: 2 صفحة: 498
[24] يُنظر معرفة الإمام: ج 16 - 17 /102.
[25] ينظر: «الكنى والأسماء - للإمام مسلم» 1/ 435، «تقريب التهذيب» ص479.
* الرافضة: «فإنه يطلق على تلك الطائفة ذات الأفكار والآراء الاعتقادية الذين رفضوا خلافة الشيخين وأكثر الصحابة، وأكّدوا على أن الخلافة في علي وذريته من بعده بنص من النبيصوسلم، وأن خلافة غيرهم باطلة» [«فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام» 1/ 344:]
[26] «مقالات الإسلاميين، الأشعري ت324هـ» 1/ 33:
[27] قبول الأخبار ومعرفة الرجال» البلخي 2/ 72 «تهذيب التهذيب ابن حجر العسقلاني ت852هـ» 9/ 179
[28] «الكامل في ضعفاء الرجال» 7/ 277:، «المجروحين لابن حبان ت زايد» 2/ 254:
[29] وهي قصة طريفة مشابهة لقصة الصحابي الجليل سلمان الفارسي عند لقائه برسول الله صلى الله عليه وآله ، وأخذ فيها يستدل على أوصاف النبي صلى الله عليه وآله والأوصاف التي عنده، فانتهت بإسلامه [ ينظر: إعلام الورى بأعلام الهدى، ص: 65، الخرائج والجرائح، ج1، ص: 150]
[30] قال محسن الامين: اما الأب فيظهر من الحديث الآتي انه كان في أول امره شاكا، وقال الشيخ محمد هادي معرفة وهو يشير الى هذه الرواية وللكليني شهادة راقية بشأن الكلبي، يذكر قصة استبصاره [أعيان الشيعة: 9/ 339، التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب: 1/ 291 ]
[31] قال محسن الامين والظاهر أن المراد به محمد بن السائب ويحتمل على بعد إرادة ابنه هشام لأنه ذكر فيه لقاءه لعبد الله بن الحسن ولجعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) فدل على أنه معاصر لهما وكان محمد معاصرًا لهما، وقال الشيخ التستري: وإنّما المراد به «محمّد بن السائب الكلبي » وقال الشعراني في تعليقه على الرواية في شرح الكافي للمازندراني: بل هو محمد بن السائب المعروف عند الخاصة والعامة ذكره ابن النديم وذكر كتبه وقد أكثر أصحاب التفسير والاخبار من نقل مروياته.. الى ان يقول: ولم يكن دأبي المناقشة في هذه الأمور لكن دعاني الى ذكره قضاء حق هذا العالم الشيعي الّذي هو من مفاخر العرب وأماثلهم في التاريخ والسير والادب وقد تشرف بزيارة مولانا الصادق عليه السلام والكلام معه. [أعيان الشيعة: 9/ 339، قاموس الرجال: 9/ 459، شرح الكافي، المازندراني: 6/ 270]
[32] الكافي ط - الإسلامية، ج1، ص: 349
|
|
مقاومة الأنسولين.. أعراض خفية ومضاعفات خطيرة
|
|
|
|
|
أمل جديد في علاج ألزهايمر.. اكتشاف إنزيم جديد يساهم في التدهور المعرفي ؟
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تنظّم دورةً حول آليّات الذكاء الاصطناعي لملاكاتها
|
|
|