المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


توجيهات لأسرة طفل ما قبل المدرسة  
  
2158   12:11 مساءً   التاريخ: 28-4-2017
المؤلف : عبد التواب يوسف
الكتاب أو المصدر : تنمية ثقافة الطفل
الجزء والصفحة : ص78-89
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

هناك توجيهات عامة ينصح بها كل من (جاكلين جروس، وليمونارد جروس) في كتاب (اجعل طفلك قارئا مدى الحياة) فيما يختص بطفل ما قبل المدرسة، وتدريبه وتعويده على الكلمات المكتوبة.. الكتاب ينصح بكتابه اسماء ادوات الطفل وممتلكاته عليها، كأن نكتب: (غرفة شريف)، (حقيبة سامية)، (سير محمود) الخ، وذلك بحروف كبيرة، يسرتها لنا الاقلام الكبيرة الحجم التي يستخدمها الرسامون (فلوماستر)، ويستطيع الصغير ان يلاحظها من على البعد.. ويجدر بنا استخدام خط النسخ لكتابة حروف ضخمة، وقد نبدأ ذلك بوضع علامة على الشيء.. ثم تتبعها الكتابة.. وفي استطاعتنا تدريب الصغار على معرفة لافتات المحلات، خاصة تلك التي ندخلها معه.. كلمات مثل (صيدلية.. حلاق.. مدرسة.. مخبز.. إلخ). مدخل طريف للعبة، وتسلية تستهدف الملاحظة السريعة و(القراءة) العابرة.. ومن المهم الربط بين المكان والكلمة المنطوقة، والكلمة المكتوبة ومحاولة افهامه تطابقها..

ومطلوب مع الاعمار الصغيرة جداً تقديم ادوات الكتاب اليهم، على ان هناك تحذيرا من محاولة تعليمه حتى كيف يمسك بالقلم.. له ان يستخدمه بطريقته، الى ان يستطيع ضبط مهارة تعاون اليد والعين والقوة المنظمة المحركة التي سيحتاجها لرسم الحروف..

كما أننا بحاجة لتوفير المكعبات والملصقات التي تحمل الكلمات مع صور الاشياء، وصولا الى الحروف، من اجل ان تتعود عليها عيناه، ويراها شيئا عاديا وطبيعيا..

والكتاب ينصح كذلك بضرورة وجود كتب تعليم المبتدئين. واذا لم تجد الاسرة الكتاب المناسب لطفلها، للاب او الام ان يحاولا (تأليف) كتاب خاصا لابنهما .. ومن اللطيف ان يشارك الكبير مع الطفل في قص بعض الحروف من عناوين الصحف والمجلات، وكأننا امام لعبة لطيفة.. قص اسم الطفل ان كان يتردد نشره، او اسم احد افراد الاسرة، او الاماكن التي يعرفها الاطفال، وما الى ذلك.. على ان يتم توضيح استخدامات الحروف بشكل مختلف في اول الكلام، وفي وسطه، وفي نهايته.. والحروف التي ترتبط بالأخرى، والتي لا ترتبط.. الراء مثلا ترتبط بما قبلها، ولكنها لا تلتصق بما بعدها، والفاء تختلف حين تكون في بداية الكلمة عما هي عليه في اخرها... وهكذا.. ومن الضروري ان نشارك بالمعرفة في هذا السبيل، دون ان نفرضها عليه، الى ان نصل الى الجمل والعبارات القصيرة، كما وصلنا اليها نطقا بعد الاصوات، فالكلمات.. وهناك ما يحمل شحنات عاطفية، مثل (أنا أحبك) أو (ماما فخورة بك) .. كل ذلك يقودنا الى المرحلة التالية .. مرحلة التعليم الاساسي التي تستهدف تنمية الكفاءة والثقة..

ـ المنافسة بين الكتاب ووسائل الاعلام وشغل الفراغ :

وكثيرا ما يسألنا الاب او الام :

- لماذا لا يقبل ابننا على القراءة ؟

ويرد البعض: هل تقرأ انت؟ هل عندك مكتبة؟. هل هناك غرفة مكتبة، او مكان للكتب في بيتكم، وهل هناك رف لكتب الصغير؟ ومن المهم ان نشير هنا الى ان الابوين قدوة، لكن علينا ان ننتبه لشيء : ان الاب والام كانا من القراء المداومين على القراءة، عليهما ان يتوقعا ان يشب ابنهما قارئا، مقلدا لهما، دون ان يبذلا جهداً من اجل ذلك..

بعد ان يتعلم طفلك (فك الخط) ـ كما نقول في اللهجة الدارجة ـ علينا ان نساعده على تكوين مهارات خاصة لتجميع حصيلة من الكلمات والصيغ الادبية، وفي هذه الفترة يحتاجون من الاسرة ان تواصل القراءة لهم وعليهم، لكي تنفتح شهيتهم اليها، مع الاهتمام بتوجيههم لكي يصبحوا قراء شغوفين بالقراءة، مقبلين عليها، لديهم حوافزهم الخاصة لذلك، معتمدين على انفسهم، مكتفين بذواتهم بلا مساعدة من احد، ساعين الى المتعة التي تمنحها اياهم القراءة، او باحثين عن انجاز اشياء يريدون ان ينهضوا بها..

الطفل في هذه المرحلة يقضي بعيدا عن الاسرة بالمدرسة ساعات طوالا.. ولم يعد ممكنا اللقاء الثلاثي الجميل : الكتاب، والطفل، والاب او الام، ويبدأ الطفل لونا من الحياة الاستقلالية تظهر من خلال نمط شخصيته، وهنا يجد الابوان بعض الصعوبة، فقد لا يتقبل الطفل ان يقرا له الاخرون، بل وهناك مقاومة لما نتوخاه منه، وتصبح عملية استهواء القراءة بعيدة عن ان تكون لعبة كما كانت في الماضي، ولابد من تغيير التعامل معه بأسلوب واع ومبرمج، وخاصة ان هناك منافسة حادة من التلفزيون الذي اطلق عليه (بنيامين بلوم) لقب : (لص الوقت).. لان مشاهدته غالبا ما تحول بين الطفل وبين القيام بعمل اخر، ومن المؤكد انه سيقوم بتحجيم الوقت المقرر للقراءة، لذلك فهي فترة حرجة بالنسبة اليها، ولا بد من قرارات حاسمة لتحجيم وقت مشاهدة التلفزيون .. وخاصة ان الاحصائيات تقول: ان طفلنا يجلس اليه ما يزيد على 120 ساعة سنويا، بينما لا يقضي في حجرة الدراسة اكثر من نصف هذا الوقت (المعدل العالي الذي يقضيه اطفال البلاد المتقدمة 1238 ساعة)..

الطفل في حاجة الى التدرب على اختيار ما يشاهد على الشاشة الصغيرة، وغير مسموح ان يظل التلفزيون (بيبي ستر) جليسا للطفل.. وهناك ورقة حول استثمار الاذاعة مرئية ومسموعة لحفز الاطفال على القراءة. ولكي لا تتحول الى منافس لها، قادرة على ان تهزم الكتاب بضربة قاسية، اذا نحن سمحنا لها بذلك. وقد تضمن كتاب (فصول حول الطفل والقراءة) دار يمان بعمان ـ الأردن - هذه الدراسة الهامة، التي لابد من الرجوع اليها في هذا الشأن، ولا نرى مبررا لإيراد ما سبق ان ألمحنا اليه، وتحدثنا عنه بشيء من الاستفاضة بهدف ترشيد الاطفال في التعامل مع الاذاعة..

ـ فارق بين القراءة المدرسية والقراءة الاسرية :

ان علينا ان نتأكد من المهارات والمعرفة التي يحتاجها الطفل لكي يستمر قارئا، ويصبح كذلك على مدى العمر.. وهناك امور ضرورية لتحقيق ذلك نوردها واحدة بعد الاخرى..

بداية لابد من توسيع واستثمار الاهتمامات الادبية لدى الطفل، وهذا سوف يجعل من القراءة تجربة مرضية تحفزه على مواصلتها، لأنها تحفز ذهنه، وتثير مشاعره، وتهز عواطفه، توسع من خياله..

وهم ما بين السادسة والثانية عشرة مشوقون الى ان يرفع الستار ليروا الحياة من خلال ما يقرؤون، وهم يميلون الى اللغة الجميلة التي لها طابعها الرفيع المستوى، ويتجهون الى المواقف التي تهزهم : ضحكا وبكاء..

ومما لا شك فيه ان قراءاتهم المدرسية غالبا ما تكون بعيدة عما يهمهم ويستهويهم، بدلا من القصص المكتوبة بحساسية عالية التي يقرؤها الابوان، يجد الطفل نفسه امام نصوص كتبت لتعليمه (المطالعة) لموضوعات قد يراها ثقيلة الظل، وعليه ان يجيب عن اسئلة المعلمين عليها، مما يجعله لا يرتاح اليها، ان لم ينفر منها، فتضعف اقباله على القراءة، ورغبته فيها، والسبيل لمواجهة هذا ان نضع بين يديه في البيت كتبا ترضيه عقليا وعاطفيا، والتي تتردد اسماء ابطالها على الشاشة، وبين زملائه، وهناك قصص كلاسيكي عالمي لابد ان يجاري ابناؤها اطفال العالم في قراءته، وقد كان لنا مشروع رائع لترجمة هذه الاعمال، لكن شريراً اثما وقف بينها وبين ان ترى النور، بينما هي متاحة في عشرة مجلدات ضخمة لدى الطبعة السادسة والخمسين منها، ونشرت عام 1964م.. وتجاوزت الان الطبعة المئة، واغلب اعمالها لم تنقل مع الاسف الى لغتنا، وملعون في كل كتاب ذلك الذي حال بينها وبين الوصول الى ايدي اطفالنا؛ لغرض في نفس يعقوب.

وفي هذه الفترة يمكن للطفل ان يعيد قراءة ما سبق ان قرأه عليه الابوان، استهلالا للاعتماد على النفس، وربما قام بقراءتها على من هم اصغر منه؛ لأنها غالبا ما تكون اقل من سنة عقليا، لكنه سيقبل عليها؛ لان لديه ذكريات عنها، وعلى معرفة مسبقة بها.. ويحلوا للأطفال في هذه المرحلة ايضا قراءة القصص الشعبي، الذي يبدأ : (صلوا على النبي.. عليه الصلاة والسلام.. كان ياما كان).. ويختتم بان البطل تزوج البطلة، (وعاشوا في ثبات ونبات، وخلفوا صبيان وبنات)..

وبالطبع لن يحب كل الاطفال القصص الخرافية، والجن والسحرة، والديناصورات، والتنين الذي له الف ذراع، وقد نجد انفسنا امام طفل يفضل القراءة عن شخصيات حقيقية، ولا ضير من تهيئة هذا اللون من الكتب له..

وكثيرا ما يقبل الاطفال في هذه المرحلة على (السلاسل) أي الكتب ذات البطل الواحد، او الموضوع الواحد.. وربما احبوا بعض المغامرات.. وقصص الخيال العلمي.. المهم ان يمتلئ رف او رفوف الكتب بالوان منها خاصة بالصغير، عليها بطاقة تحمل اسمه، ليختار بنفسه منها ما يقرؤه او يعيد قراءته.

ـ قراءات وظيفية تشد الطفل الى القراءة :

والاسرة مطالبة في الوقت نفسه بتوسيع الاهتمامات غير الادبية واستثمارها، وتفاعل تجارب الحياة مع التجارب الادبية سيوسع من رغبة الطفل في القراءة وتحثه عليها، وفي هذه المرحلة يجدر بالأبوين ان يضعا بين يدي طفلهما كتبا تتضمن مادة مطبوعة تحقق هدفا ما .. كأن يكون عن متحف، ويزوره.. او عن معبد فرعوني، او قلعة، او محافظة ما، او مسجد، اذ ان الربط بين الكتاب وبين الحياة يعزز رغبة الصغير في القراءة، وتجميع الوان من المعرفة، قد تكون محل تفوقه في مجالي : مصر الفرعونية، ثم العصر الاسلامي .. ولعل حدائق الحيوان كتاب رائع ومفتوح، خاصة اذا استعد الطفل لها بالقراءة عما رآه او سيراه.. والحقول والزراعة والمتحف الزراعي فرصة اخرى.. والحدائق العامة، ودنيا النبات.. وما الى ذلك.. ان هذه القراءة التي يمكن ان تكون وظيفتها معرفية ـ اساساً - تجعل الطفل يدرك ان ما يراه - اذا هو قرأ عنه، اكبر بكثير مما يراه الاخرون، وسيعمق شعوره بالمعرفة، ويتفاعل معها داخليا، لتترك اثرا لا ينمحي.. وهو اذا قرأ قبل الرحلة، وكانت الاسرة معه، فسيكون خبيرا ومرشدا لها خلال الزيارة، الامر الذي يحقق فيه ذاته، مدركاً ان القراءة كانت وراء ذلك.

وهناك كتب الهوايات.. وهي ايضا متعة .. وتعين على اختيار ما يستهويه منها، خاصة تلك التعليمات التي تكتب من اجل ممارسة لعبة، او صنع طائرة ورقية، او شيء من هذا القبيل.. وربما كانت كتب الطهي مساعدة له في هذا السبيل، للولد والبنت معاً..

وعودة للاب، هناك أعمال ادبية رائعة وجدت طريقها الى الاذاعة المرئية والمسموعة، وقد يقرؤها الطفل قبل سماعها او مشاهدتها.. وربما حفزه ذلك الى قراءتها .. سيجد بعض الاختلافات، وسيدفعه ذلك الى ان يفكر.. ويقارن.. وهذه الاعمال تزيده ارتباطا بالقراءات ذات الطابع الادبي.. بل والمعرفي ايضاً.

ـ اجتياز الهوة بين قراءات الاطفال والقراءة الناضجة :

تأتي بعد ذلك مرحلة اخرى.. ما بعد الثانية عشرة من اعمارهم.. البعض يظن ان الاطفال اذا وصلوا الى هذه المرحلة من العمر وهم ليسوا شغوفين بالقراءة فلا أمل في تحبيبها اليهم؛ لان القطار قد فاتهم..

والواقع انه من الممكن في هذه المرحلة جذب الاطفال للقراءة، اذ كانوا لم يقبلوا عليها بشكل نرضى عنه، وذلك ايضا يفيد من احبوها، اننا مطالبون بان نأخذ بيدهم الى توعية القراءة المتصلة بهم شخصيا، ونعزز الاحساس بالكلمة المكتوبة، كوسيلة للمعرفة، واكتساب الخبرة، وان نعينهم على كسب صحبة الكتاب ادبيا كان ام معرفيا، وخاصة اننا سنجد من الصعوبة بمكان في سن المراهقة دفعهم الى الاتجاه الذي نريده لهم، والمتوقع ان يمضوا عكسه، واذا ما اردنا ان نمضي معهم بالفاعلية نفسها، وان تكون كلمتنا لديهم مقبولة، واقتراحاتنا غير مرفوضة، فعلينا ان نتعامل معهم بطريقة يرتضونها، ولا تمس رغبتهم في الاستقلال.

والسبيل الى ذلك ان تكون الاسرة اكثر حساسية لحالاتهم الذهنية، واهتماماتهم الشخصية، اذ هم ينظرون الى داخلهم لقياس نموهم ومشاعرهم وتفكيرهم في الوقت نفسه الذي ينظرون فيه الى الخارج بحثا عن حلول لمشاكلهم، ومخارج لمخاوفهم، وهنا تلعب القراءة دورا بالغ الاهمية، خاصة الادبية منها، اذ تساعد على فهم المشاعر، وتنقيتها، وتضفي واقعية على الحياة، وتقترح حلولا للصعوبات، لكنهم ينجذبون الى التجربة المباشرة، والحفلات، واللقاءات، والاصدقاء؛ مما قد يصرفهم عن القراءة اذا لم تيسر لهم سبل العثور على الكتب الجديرة بالقراءة في هذه المرحلة الدقيقة.. التي يسيئون خلالها اختيار المواد القرائية، فينجذبون الى البوليسيات الفارغة، والكتب الرديئة بصفة عامة... نحن بحاجة الى جهد خارق من اجل اجتياز الهوة ما قراءة الطفولة والقراءة الناضجة.. والبعض يحاول ان يحول بينهم وبين قراءة الوان من الكتب ندرك اثرها السني عليهم، وقد يصرون عليها اذا نحن ابدينا الاستهجان لها، والسبيل الوحيد هو (البديل) الذي يجب ان تتعرف عليه الاسرة من خلال قراءتها، اذ سوف تدرك ما هو بناء منها، وما هو هدام..

وفي فترة ما نسميها (عبادة البطل) وميسور ان نجد الكثير من سير الابطال نقدمها اليهم، وهم ابطال حقيقيون من التاريخ، او ابطال اسطوريون من الخيال، وهؤلاء يتسمون غالبا باعتناق قيم جليلة نحرص على ان تكون بين ما يتصف به الابناء.. والنمو العقلي هنا يتيح لنا الفرصة لتقديم اعمال ادبية معقدة بعض الشيء وليست في سلاسة ما قرؤوه اطفالاً. وليس ابهج من ان يشارك كل افراد الاسرة في قراءة عمل واحد، يتناقشون فيه، وكل منهم يدلي بوجهه نظرة فيه.. والاسرة قادرة بروابطها على ان تحفز اطفالها الى القراءة، وعلى ان تجعلهم يتعلقون بها، ليصبحوا قراء شغوفين بالكتب على مدى العمر.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






مجلس أعيان كربلاء يشيد بجهود العتبة العباسية المقدسة في مشروع الحزام الأخضر
قسم الشؤون الفكرية يقيم دورة تخصّصية حول الفهرسة الحديثة لملاكات جامعة البصرة
الهيأة العليا لإحياء التراث تبحث مع جامعة الكوفة إقامة النشاطات العلميّة المشتركة
المجمع العلمي يستأنف الختمة القرآنيّة اليوميّة في الصحن العبّاسي الشريف