استشعاراً منها بعظمة القرآن الكريم، كونه حبل الله المتين الذي ينير الأبصار ويشفع القلوب، ولأجل إشاعة ثقافة القرآن الكريم وترسيخ مفاهيمه وتعاليمه الإيمانية، اختتمت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة/ قسم الشؤون الفكرية والثقافية/ دار القرآن الكريم فعاليات مهرجان ربيع الولادة القرآني الأول، الذي أقيم تحت شعار: (على صراط أحمد)، بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور حيدر حسن الشمّري وأعضاء مجلس الإدارة وعدد من الشخصيات الدينية والمهتمين بالشأن القرآني.
وشهدت فعاليات حفل اختتام مهرجان ربيع الولادة القرآني الأول كلمة للأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ألقاها أمينها العام جاء فيها قائلاً: ( ما أطيب أن نجتمعَ في هذه الرحاب الطاهرة، وهذه الأجواء العامرة بالإيمان يُزينها حبّ ومودةِ محمد وآل محمد "عليهم السلام" ونحن نجدّد العهد من جوار باب الحوائج موسى بن جعفر الكاظم وباب المراد محمد بن علي الجواد "عليهما السلام" وما أجمل أن تكلّل هذا اللقاء مأدبة الله تعالى وأعني بها القرآن الكريم، ونحن نعيش ذكرى ولادة معلم الإنسانية والأمة وهاديها الرسول الأعظم "صلّى الله عليه وآله وسلّم" لا بد أن نستذكره من أجل السير على نهجه لا للاحتفال ونشر معالم الفرح هنا وهناك، وقد رفعنا شعار: (على صراطِ أحمد)، و (عليٌ صراطُ أحمد) لتكون دعوة للناس كافة لاتخاذ صراطهِ دستوراً لحياتنا.
ومما يؤسف ونحن نعيش ذكرى ولادة النبي الأعظم وحفيده الإمام الصادق "صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين" أن هناك حالة مرفوضة كالأداء الخدمي المتردي، والبؤس المنتشر هنا وهناك، فضلاً عن الوضع الصحي والاقتصادي المتهالك لأهلنا وأبنائنا فالجأهم ذلك إلى التظاهر السلمي طلباً للإصلاح ومحاسبة المفسدين، ورعاية كلّ أبناء الشعب العراقي واعطائهم حقوقهم المشروعة والواجبة شرعاً وقانوناً لنيل حياة حرّة كريمة لهم ولعوائلهم وبعد أن طالت مطالبة المرجعية الدينية العُليا متمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف" بإصلاح الأداء الحكومي ومحاربة الفساد والمفسدين، ونحن نؤكد أمام الله سبحانه وتعالى إننا نسير وصوتنا تبعاً لصوت المرجعية الدينية العُليا في النجف الأشرف متمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف"، عندما أكد وأن الدماء الزكية التي سالت خلال الأسابيع الماضية غالية علينا جميعاً ومن الضروري العمل على منع إراقة المزيد منها، وعدم السماح أبداً بانزلاق البلد إلى مهاوي الاقتتال الداخلي والفوضى والخراب، وهو ممكن إذا تعاون الجميع على حل الأزمة الراهنة بنوايا صادقة ونفوس عامرة بحب العراق والحرص على مستقبله، واحتراماً لتلك الدماء اعتذرت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة عن إقامة الاحتفال المركزي للمولد النبوي واكتفينا بإقامة المحافل القرآنية ترحماً على أرواح شهداء العراق، ولا يخفى أن أبناءنا في القوات المسلحة ومن التحق بهم تلبية لفتوى الدفاع الكفائي لمحاربة الدواعش والدفاع عن العراق ومقدساته لهم فضل كبير على الجميع لا سيما المرابطون اليوم على الحدود وفي الثغور فلا ينبغي أن ننسى فضلهم، ولا يجوز أن يقابلوا بالإساءة والاعتداء عليهم فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟، فالمتظاهرون السلميون هم أبناء العراق كما أن القوات المسلحة ومن التحق بهم أيضاً هم أبناء هذا البلد الجريح.
وأضاف: إن الإصلاح الحقيقي والتغيير المنشود في إدارة البلد ينبغي أن يتم بالطرق السلمية وهو ممكن إذا تكاتف العراقيون ورصّ الصفوف في هذه المطالبة المشروعة.
ونحن في هذه المرحلة الراهنة لنعمل جميعاً على مدّ جسور المحبة والوئام، والألفة والمودة، وجسور الأخُوّة والرحمة ونبذ كلّ معاني التخندق الطائفي والعرقي والقومي والفئوي ولنضع كلّ الخلافات خلف ظهورنا لنبني وطننا محصنناً يصعب على الأعداء اختراقه ..).
بعدها شارك كلّ من: قارئ العتبة العباسية السيد حيدر جلو خان، ومن بغداد القارئ علي الخفاجي، والقارئ أحمد البدري، بتلاوات مباركة إذ أتحفوا الحفل بأصواتهم الشجية، واختتم المهرجان بتوزيع الشهادات التقديرية والهدايا على المشاركين.