في ظلال الحزن العابق برائحة الولاء، ومع خفقات القلوب التي تردد "المحب لمن أحب مطيع"، وعلى هذا الحُب يجب أن نُربي أولادنا كي ينمو معهم هذا الشعور السامي، وفي خطوة تعكس مدى الاهتمام والرعاية الأبوية الذي يوليها الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، من خلال البرامج التنموية في استهداف شريحة الطفولة لتحصينهم عقائدياً وتحفيز قدراتهم الفكرية، أقام مُلتقى الزائر الصغير في العتبة الكاظمية المقدسة مجموعة من النشاطات والبرامج الخاصة بالذكرى الأليمة لاستشهاد سابع أعلام الهداية الإمام موسى بن جعفر الكاظم "عليه السلام" حيث قدمت تلك البراعم فعالية السرد الدرامي لبعض الأحداث المهمة في حياة الإمام الكاظم "عليه السلام" وهو في طامورة اللعين السندي بن شاهك، وما عاناه من ظلم وجور على أيدي الطغاة من بني العباس وجريمة اغتياله على يد طاغيتهم هارون بدس السم له.
 كما تخلل البرنامج قراءة القصائد والمراثي معبرين عن ولائهم المطلق لأهل بيت النبوة "عليهم السلام" ليصبحوا طاقة إبداعية وولائية بل وحتى خدمية كبيرة ومثمرة عبر مشاركتهم في هذه المُلتقيات.
إذ يعّد توظيف منظر الأطفال والصبية في هذه المشهد التراجيدي هو الأكثر إثارة، وهو ما حرص عليه الآباء والأمهات من العوائل المؤمنة بتنشئة صغارهم على سماع المواعظ الإرشادية والأخلاقية والتثقيفية والدينية، والتأكيد على الالتزام بالمبادئ الحقة، وغرس القيم الفاضلة في نفوسهم واستثمار عفويتهم لتكون أكثر رسوخاً في كبرهم.
وتؤكد الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة من خلال هذا التجمّع التربوي، الذي يحمل عَبِق أنفاس الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام" إلى دعم تلك البراعم والارتقاء بها ورعايتها وتنشئتها وفقاً لرسالة أهل البيت "عليهم السلام" وانسجاماً مع توصيات المرجعية الدينية في مواجهة الغزو الثقافي حيث تسعى الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة من خلالها إلى تجذير ثقافة الولاء والطاعة لله تعالى ورسوله ولأهل بيت النبوة "عليهم السلام".