شهدت طرقات العراق، من أقصى مدن الجنوب والفرات الأوسط حتى قلب العاصمة، مشهداً مهيباً يتجدد مع كل عام، حيث تسابقت الحشود الإيمانية، رجالاً ونساءً، شيوخاً وأطفالاً، على خطى الولاء والإخلاص، متجهةً صوب مرقد الإمامين الكاظمين "عليهما السلام"، حملت معها قلوباً نابضة بالعهد، وأرواحاً متعطشة للسكينة والسلام، لتجدد العهد مع قاضي الحاجات الإمام موسى الكاظم "عليه السلام"، في ذكرى استشهاده الأليمة التي غاصت في أعماق التاريخ الإنساني بالدروس والعبر والقيم السامية.
تسير تلك الأقدام على دروب الحزن والإيمان، وتلامس الأرض التي تروي حكايات الزمان، وتتسامى الأرواح في أجواء من الخشوع والتضرع، حمل الزائرون فيها رسائلهم من القلب إلى القلب، ليعبروا عن صدق مشاعرهم، وتجدد ولائهم للإمام الذي عاش مظلوماً واستشهد شهيداً، وترك إرثاً خالداً من الصبر والحكمة والإيثار.
وفي إطار الاستعداد لهذا الحدث العظيم، استنفرت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة منذ ايام طاقاتها وإمكاناتها كافة، معلنةً عن استعدادها الكامل لاستقبال زائري الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام"، وتحولت ملاكات العتبة المقدسة إلى خلية نحل لا تهدأ، حيث عملت على توفير كل ما يضمن راحة الزائرين وخدمتهم، من تنظيم مسارات الحركة إلى توفير الماء والطعام، فضلاً عن الدعم الطبي والخدمي.