تبعاً للخطّة التي وضعتها اللّجنة المشرفة على صناعة الشبّاك الشريف لضريح أبي الفضل العباس(عليه السلام)، وبعد الانتهاء من تركيب الهيكل الخشبيّ له بوشر بأعمال ربط الأجزاء العُليا له، وأوّل هذه الأجزاء هي قاعدةُ الخشب التي يُركّب عليها الأفريز الذهبيّ، وهي من الأجزاء المهمّة لهذا الهيكل، وبنفس الدقّة والمتانة التي صُنعت بها هذه الأجزاء بدأت أعمال تركيبها.
ترتكز هذه الأجزاء التي تأخذ شكل حرف (S) على العمود العلويّ للشبّاك (الجسر الرابط العلويّ) ويبلغ ارتفاعها (34سم) وتكون على شكل قطع، أربعٌ منها أركان وباقي القطع تنحصر بينها، حيث يبلغ طولها الكلّي (580سم) وعرضها (451سم) وبمحيطٍ إجماليّ يبلغ (2062سم)، واستخدمت في تركيبها طريقةٌ فنيّة مخفيّة غير ظاهرية، حيث رُبطت هذه القطع مع بعضها البعض ومع الهيكل الخشبي باستخدام أدوات ربطٍ خاصّة جعلتها مع بعضها ومع باقي أجزاء الهيكل الخشبيّ كقطعةٍ واحدة.
الخشب المستخدم في صناعة هذه الأجزاء حاله حال الهيكل الخشبيّ هو خشب الصاج البورمي الذي يمتاز بعدّة مواصفات منها مقاومته للظروف البيئيّة المختلفة من حرارة وبرودة رطوبة وغيرها، ودرجة تحمّله العالية للأحمال والأثقال، وعدم تعرّض حشرة النمل الأبيض له "الأرضة" وغيرها، حيث تمّ تشكيل الخشب الخام وتقطيعه وفقاً لأبعاد الهيكل وباستخدام آلات ومكائن خاصّة تمّت تهيئتها لهذا الغرض وبإشراف كادرٍ فنيّ، حيث تمّ تقطيعه وإجراء العمليات الفنّيّة والهندسية وفقاً للقياسات المطلوبة.
يُذكر أنّ الهيكل الخشبيّ للشبّاك الشريف يتّخذ شكلَ متوازي المستطيلات ويبلغ طوله (540سم) وعرضه (412سم)، وارتفاعه مع قاعدة الأشرطة الكتابية يبلغ (300سم) ويتألّف من:
1- أربعة أعمدة أركان يبلغ سُمْك العمود الواحد (20سم × 20سم) وارتفاع (350سم).
2- عشرة أعمدة جانبيّة تحاذي مشبّكات الشبّاك (الدهنات) يبلغ ارتفاع العمود الواحد (300سم) تُحيط بالهيكل وترتكز على أعمدةٍ سفلى عددها أربعة، وترتبط بأربعةٍ أخرى.
3- أربعة أعمدة خشبيّة سُفلى تربط الأعمدة الأركان فيما بينها من الأسفل وتكون رابطاً لها، يبلغ سُمْك العمود الواحد (17سم × 16سم).
4- أربعة أعمدة خشبيّة عُليا تربط الأعمدة الركنيّة فيما بينها من الأعلى وتكون رابطة لها، يبلغ سُمْك العمود الواحد (17سم × 16سم).
وتُربط جميع هذه الأعمدة تبعاً لقياسات خاصّة، وإنّ جميع المقاطع الخشبية تتكوّن من قطعةٍ واحدةٍ دون اللجوء الى أعمال ربط بطريقة "الكبس" للحصول على مقاطع كبيرة الحجم، خوفاً من انفتاح "الكبس" بمرور الزمن وكذلك لدقّة العمل ومتانته.