في البدء لنتعرف على تعريف بحوث العمليات فهو فرع من فروع الرياضيات التطبيقية. يسمى البرمجة الرياضية ويهتم بتحسين عمليات وطرائق معينة بقصد الوصول إلى حل أمثل للمشاكل. ولبحوث العمليات تطبيقات في الهندسة والعلوم الاقتصادية والإدارية والتسويقية. تستخدم في بحوث العمليات طرق النمذجة الرياضية والتحليل الإحصائي للوصول للحل الأمثل واتخاذ القرارت. ونظرا لتنوع وكثرة تطبيقاتها، تتقاطع بحوث العمليات مع مجالات أخرى متعددة مثل الهندسة الصناعية، وإدارة العمليات، وإدارة المواصلات. تتكون بحوث العمليات من مجموعة من الأساليب (الطرق) المختلفة (مسألة النقل، البرمجة الخطية، البرمجة الشبكية،...) هذه الطرق في حد ذاتها ليست متجانسة ولا تعالج نفس الموضوعات، إلا أنها تبحث كلها في الحل الأمثل حسب نوع وطبيعة المسائل. وعادة ما يكمن الهدف في الحل الأمثل المنشود هو الحصول على أقل تكلفة ممكنة أو أكبر ربح ممكن.
والان نتحدث عن تاريخ بحوث العمليات اذ ظهر مفهوم بحوث العمليات للمرة الأولى خلال الحرب العالمية الثانية على يد المخططين العسكريين، وبعد انتهاء الحرب، طُبّقت التقنيات المستخدمة في بحوث العمليات العسكرية وموائمتها لمعالجة المشاكل التي تواجهها قطاعات الأعمال، والحكومة، والمجتمع. ففي عام 1937، بدأ العلماء البريطانيين بتعليم القادة العسكريين كيفية استخدام الرادار، وفي عام 1939 وسّع سلاح الجو الملكي من المناطق التي تنتشر فيها الرادار، لزيادة الوقت ما بين التحذير الأول الذي أطلقه الرادار، وبين الغارة المحتملة. توالت الأبحاث العسكرية في مجال المشكلات التي تواجههم في تشغيل الرادار، فعمدوا إلى تفكيك أجهزة الرادار ودراسة كل جزء منها على حدى، وكيفية تشغيله، وتأثيره على الأجزاء الأخرى، ومن ثمّ عرفوا كيف يعمل الرادار كوحدة واحدة. تلاها تطوير شبكات الاتصال، ومن ثم تحسين تقنيات التشغيل، واختُتم ذلك بتوظيف الرادار بشكل فعال في السيطرة على نيران الأعداء، وبحلول عام 1942، أُنشئت مجموعة خاصة ببحوث العمليات في مجال الخدمة العسكرية البريطانية. عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، انتقل العديد من الباحثين البريطانيين إلى قطاعي الصناعة والحكومة، ووظفوا بحوث العمليات في تأميم الصناعات، وفي قطاعي الكهرباء والنقل، وحذت العديد من الدول حذو بريطانيا في مجال بحوث العمليات، أبرزها الولايات المتحدة التي توسعت في مجال بحوث العمليات لتشمل الأعمال الحربية والبحرية.
اما عن خصائص بحوث العمليات تتميز بحوث العمليات بثلاث خصائص رئيسية لضمان نجاحها، وهي:
- تعتمد على توجيه الأنظمة أي أن سلوك أي جزء من النظام له أثر على النظام ككل، فقد لا يعمل النظام الكلي على نحو جيد بينما تعمل جميع أجزائه بشكل جيد، ومثال ذلك السيارة، فقد تعمل جميع مكونات السيارة منفردة بينما لا تعمل معًا، أي أن التفاعل بين أجزاء النظام هو ما يحدد فاعليته ونجاحه.
- تعتمد على فريق متعدد التخصصات تتطور التخصصات العلمية والتكنولوجية بمرور الوقت، وعند إجراء البحوث العملية، من الضروري إيجاد وسيلة للجمع بين وجهات النظر التي تغطي جوانب البحث، وهذا يتطلب فريقًا ملمًا بالعديد من التخصصات، ويتيح ذلك قاعدة بحثية أكثر ثباتًا وتنوعًا في تقنيات البحث وأدواته، نظرًا لتباين الأساليب المُتبعة في كل تخصص. تطبق منهجًا علميًا على ظروف إجراء البحث تُعد التجارب العملية الوسيلة الأنسب لإجراء البحث، ولكن في حالة البحوث العملية يصعب نقل الأنظمة الكبيرة إلى المختبرات، حتى وإن أمكن ذلك، فقد لا تتطابق ظروف التجارب مع الظروف الواقعية، فتوظف البحوث العملية نموذجًا بعد دراسته وتطبقه، أو تجري له محاكاة على أرض الواقع لقياس مدى فاعليته، ويُشترط أن يكون النموذج جيدًا.
اما عن تطبيقات واستخدامات بحوث العمليات تُطبق بحوث العمليات في العديد من المجالات، ومنها:
- وضع الجداول الزمنية، وإدارة الوقت.
- التخطيط الحضري والزراعي.
- تخطيط موارد المؤسسات، وإدارة سلاسل التوريد.
- إدارة المخزون. تحسين شبكة المؤسسة وهندستها.
- تحسين توجيه الإجراءات التي تتبعها المؤسسة. إدارة المخاطر والأزمات.







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN