ممارسة الرياضيات وطول الاشتغال بها له انعكاسات مباشرة على طريقة تفكير الإنسان الرياضياتي وسلوكه الاجتماعي. وفيمايلي أبرز السمات العقلية والنفسية والسلوكية للرياضياتيين:

1- الصدق والبعد عن الكذب: وتلك أبرز صفة تميز الرياضياتيين، فهم صادقون، ومن وجدته كذابا وهو ينتسب إليهم فاعلم أنه مجرد متطفل دخيل عليهم؛ ذلك لأن أساس البحث الرياضياتي هو السعي لإنتاج قضايا صادقة تتمييز بالبرهان عن الكاذبة.
فالرياضياتي يستحيل عليه أن يكذب ولوأراد؛ ذلك لأن عقله لايتبعه للكذب.

2- الأخلاق العالية: الرياضياتي الأصيل تجده غالبا لبقا في معاملته، متواضعا مع غيره، مهذبا في خلقه، طيبا متعاونا مع غيره، يرضى بالحقيقة والصدق، ويكره الباطل والكذب، ولايولي تفاصيل الحياة اهتماما كبيرا يحمله على الدخول في نزاع وخصومات مع غيره.

2-عدم المجاملة: الرياضياتي إنما يقتنع بالبرهان لاغيره؛ فيقول لمن أقنعه صدقت، ولمن عجز عن ذلك لم أقتنع بكلامك، ولذلك تجده لايجامل في حياته الاجتماعية أحدا لشيء آخر غير الصدق والحقيقة.

3- اللامبالاة بالماديات: التفكير الرياضي هو أسمى وأرقى تفكير وصلت إليه البشرية، وهو ضارب موغل في التجريد، ولذلك هو يحمل صاحبه على التخلي على الاهتمام بالماديات كثيرا، فترى في العادة أغلب الرياضياتيين غير مبالين بلباسهم ولاأناقتهم، ولاتهمهم السيارات الفخمة ولاالمنازل الراقية، ولاالطعام ولاالشراب ، و خير دليل على ذلك مافعله العبقري الروسي " غريغوري بيريلمان" الذي رفض جاىزة مليون دولار كمكافئة حلة لمعضلة رياضياتية شهيرة

4-المنطقية في الحوار والجدال: من الصعب جدا التفوق في الحوار والجدل على إنسان ذي عقلية رياضية أصيلة؛ فهو بمقدوره الكشف على المغالطات المنطقية والتناقضات والعبور غير المبرر لخصمه بكل سهولة دون أن يمرها عليه.

5- الجرأة في التعامل الاجتماعي: ممارسة الرياضيات تكسب صاحبها ثقة عالية في النفس، تجعله لايهاب أحدا أيا كان كبيرا أم صغيرا، وكيفما كانت مكانته الاجتماعية، لأنه يزن الأشياء بالمعقولية والمنطقية، لابالعمر والسن والمكانة.

6-الاتزان العاطفي: يصعب على الشخص الرياضياتي الانسياق والانجرار وراء الأوهام والعواطف والتخييلات، فهو عقلاني منطقي، يحب بعقله، ويكره بعقله، و يصعب إيقاعه في الحب، ومع ذلك إن أحب فسيحب بكل كيانه، وهو مستعد لأن يتخلى عن جميع صفاته السابقة لأجل من يحب، طبعا مادام يحبه بعقله.
اعداد : محمد حسين