تعتبر الأصباغ الحيوية مركبات كيميائية تتواجد في الكائنات الحية وتلعب دورًا مهمًا في عدة وظائف حيوية. تتنوع هذه الأصباغ في تركيبها وخصائصها، وعلى الرغم من أننا قد حصلنا على فهم أفضل للأصباغ الحيوية، إلا أن هناك الكثير من الأبحاث والتطوير المستقبلي الذي يمكن أن يساهم في استكشاف مزيد من الاستخدامات والفوائد المحتملة لهذه الأصباغ في المجالات المختلفة. في هذا المقال، سنستعرض تركيب الأصباغ الحيوية ووظائفها المختلفة في الكائنات الحية .هنا بعض المعلومات حول الأصباغ في كل منهم:
1. الأصباغ في الإنسان:
- الميلانين: هي مجموعة من الأصباغ البنية الموجودة في البشرة والشعر والعينين. تحمي الميلانين الجلد من أشعة الشمس فوق البنفسجية وتعطي لونًا داكنًا للشعر والعينين. تركيب صبغة الملانين يتألف بشكل عام من بنية بوليميرية معقدة تحتوي على مجموعة متنوعة من الوحدات الكيميائية مثل الأحماض الأمينية والببتيدات والمركبات العضوية الأخرى. وتتفاوت تركيبة الملانين ونسبة الأنواع المختلفة منها من شخص لآخر، مما يؤدي إلى تنوع الألوان في البشر والكائنات الحية الأخرى.
- الهيموجلوبين: يعتبر الهيموجلوبين الموجود في خلايا الدم الحمراء المسؤول عن نقل الأكسجين في الجسم. يعطي لونًا أحمرًا للدم. يتكون الهيموجلوبين من 4 جزيئات أو سلاسل من بروتين متعدد الببتيد تعرف بالجلوبيولين (Globulin) ، حيث تتصل كل سلسلة من سلاسل الجلوبيولين بمركب البورفيرين (بالإنجليزية (Porphyrin) الذي يحتوي على الحديد المسمى الهيم (بالإنجليزية Heme)، والذي يرتبط بجزيء واحد من الأكسجين .
2. الأصباغ في النباتات:
- الكلوروفيل: يعتبر الكلوروفيل الأخضر الرئيسي الموجود في النباتات والمسؤول عن امتصاص الضوء الشمسي وتحويله إلى طاقة كيميائية في عملية التمثيل الضوئي. تتكون صبغة الكلورفيل من عنصر المغنيسيوم في المركز محاطًا بهيكل حلقي من النيتروجين (حلقة البورفرين) مرتبط بسلسلة طويلة من الهيدروجين- كربون (سلسلة فيتول) .
- الكاروتينويدات: تشمل مجموعة واسعة من الأصباغ الطبيعية التي تمنح النباتات ألوانًا مثل البرتقالي والأصفر والأحمر. تعمل الكاروتينويدات أيضًا كمضادات أكسدة وتحمي النباتات من الضرر الناتج عن الضوء الشمسي الزائد. تتكون الكاروتينويدات من سلاسل طويلة من الكربون مع وجود روابط مزدوجة متتالية، وتحتوي على مجموعة من الحلقات البنزينية والحلقات السداسية. تختلف الكاروتينويدات في الطول والترتيب والأنواع الموجودة فيها لتعطي مجموعة متنوعة من الألوان. يتميز البيتا كاروتين بتركيبه بإحتوائه على حلقة سداسية بالإضافة إلى سلسلة من الكربونات غير الحلقية.
- الأنثوسيانينات: تعطي الألوان الأحمر والأرجواني والأزرق في النباتات. توجد في الفواكه مثل التوت والعنب والكرز وتعمل كمضادات أكسدة أيضًا. التركيب الكيميائي للأنثوسيانين، تمثل R1 و R2 مجاميع وظيفية مختلفة، أما R3 فتمثل جزيئة سكر.
3. الأصباغ في الحيوانات:
- البيليروبين: يتم إنتاج البيليروبين كنتيجة لتحلل الهيموجلوبين في الدم. يعطي لونًا أصفرًا للصفراء والبول ويمكن أن يكون علامة على مشاكل في الكبد. تتكون من جزيئات البرفيرين المرتبطة بجزيئة الجلوكورونيك أسيد.
- البورفيرينات: هي مجموعة من المركبات العضوية التي تحتوي على حلقات متصلة تسمى حلقات البورفيرين. تتكون البورفيرينات من العديد من الوحدات البورفيرينية المتصلة ببعضها البعض. وهي مركّبات حلقية غير متجانسة heterocyclic رباعية البيرول pyrrole مكونة من ارتباط أربع حلقات بيرولية عند الكربون ألفا بجسور ميتينية methine bridges . وقد اشتق اسم البورفيرين من كلمة يونانية تعني بنفسجيّاً purple، لذا فإن أصل كلمة البورفيرين هو البورفين porphin، والبورفينات المستبدَلَة هي البورفيرينات .
هذه مجرد أمثلة قليلة من الأصباغ الموجودة في النباتات والإنسان والحيوانات. تعتبر الأصباغ موضوعًا شيقًا في الكيمياء الحيوية وتساهم في فهم عمليات مختلفة في الكائنات الحية.
• ماهي وظائف الأصباغ الحيوية في الكائنات الحية؟
الأصباغ الحيوية تلعب دورًا مهمًا في الكائنات الحية وتؤدي عدة وظائف مختلفة. إليك بعض الوظائف الرئيسية للأصباغ الحيوية في الكائنات الحية:
1. التلوين: تعتبر الأصباغ الحيوية مسؤولة عن تلوين الأجزاء المختلفة في الكائنات الحية، مثل الأزهار والأوراق والجلد. يتم تحقيق التلوين عن طريق امتصاص الأصباغ لأطوال موجات معينة من الضوء وانبعاثها بأطوال موجات مختلفة، مما يعطي الأجزاء الملونة مظهرًا مميزًا.
2. الحماية: تلعب الأصباغ الحيوية دورًا في حماية الكائنات الحية من العوامل البيئية الضارة. فعلى سبيل المثال، تعمل بعض الأصباغ على حماية الأوراق من أشعة الشمس الضارة والتأثيرات الجوية السلبية.
3. التواصل البيولوجي: تستخدم الكائنات الحية الأصباغ الحيوية في عمليات التواصل البيولوجي، مثل جذب الحشرات الملقحة والتفاعل مع المفترسين. فعلى سبيل المثال، تستخدم بعض الأزهار الأصباغ الحيوية لجذب الحشرات الملقحة وتحفيزها على التلقيح.
4. التمويه: تساعد الأصباغ الحيوية في تمويه الكائنات الحية وتجعلها تندمج بشكل أفضل مع بيئتها. فعلى سبيل المثال، يمكن للأصباغ اللونية في الجلد والريش أن تساعد الحيوانات على الاندماج مع الخلفية وتخفيها من المفترسين.
في الختام، تعد كيمياء الأصباغ الحيوية مجالًا مثيرًا يساهم في فهمنا للألوان والعمليات الحيوية في الكائنات الحية، وتطبيقاتها المتعددة تعزز التقدم في العديد من المجالات. وبفضل التقنيات المتقدمة، نحن قادرون على دراسة وتحليل الأصباغ الحيوية وفهم تركيبها وتفاعلاتها بشكل أفضل. ومن خلال هذه الدراسات، نستطيع استكشاف فوائد صحية محتملة للأصباغ الحيوية واستخدامها في صناعة الأدوية والأصباغ الغذائية.







د.فاضل حسن شريف
منذ 9 ساعات
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN