الفسفور الأبيض هو مادة كيميائية تتكون من جزيئات الفسفور وهو مادة صلبة شمعية عديمة اللون، أو بيضاء، أو صفراء ورائحتها تشبه الثوم وهو لا يوجد بشكل طبيعي، بل يتم تصنيعه من صخور الفوسفات يتميز الفسفور الأبيض بخواصه السامة والقابلة للاشتعال. ، و يتم استخدامه في الصناعات المختلفة لإنتاج حمض الفسفوريك وغيره من المواد الكيميائية للاستخدام كأسمدة، ، ومكونات التنظيف. كذلك تم في الماضي استخدام كميات محدودة منه في صناعة مبيدات الحشرات والألعاب النارية. ومن المهم الإشارة إلى أن استخدامه يحتاج إلى احتياطات خاصة نظرًا لخطورته. يمكن أن يتسبب التعرض للفسفور الأبيض في حروق خطيرة وتسمم. لذلك، يجب اتباع الإرشادات الأمانية واتخاذ الاحتياطات اللازمة عند التعامل معه .
للفسفور الأبيض استخدامات عسكرية متعددة كعامل حارق وكباعث لساتر دخاني وكمركب كيميائي مضاد للأفراد قادر على احداث حروق شديدة. قنابل وقذائف الفوسفور الأبيض هي ببساطة أجهزة حارقة. ويتميز النوع المستعمل في الأغراض العسكرية بشدة نشاطه كيماوياً , حيث يمكن استعماله في عمليات التمويه و إخفاء تحركات الجنود على ارض المعركة لأنه عند إطلاقه في الجو يحدث سحابة كبيرة من الأبخرة البيضاء التي تحجب الرؤية , أما إذا تم إلقاء هذه القنابل على جنود العدو مباشرة فإنها تسبب ارتباكا بين صفوف العدو و تشوشا كما تسبب أضراراً جسدية بالغة .
اكتشف الفسفور لأول مرة في القرن الـ17 على يد عالم هولندي يُدعى هنريك برانت. وفي عام 1669، أعلن برانت عن اكتشافه للفسفور الأبيض. و تطور الفهم الكيميائي للفوسفور مع مرور الوقت، وفي القرن الـ18، تمكن علماء آخرون من تحديد خصائصه الكيميائية بشكل أفضل. واكتشف العديد من العناصر والمركبات التي تحتوي على الفوسفور، وتم تطوير طرق إنتاج الفوسفور الأبيض في القرن الـ19.
وكان أول تصنيع لاولى القنابل الفوسفوريه قد جرى في بريطانيا سنة 1916 ف واستخدم بشكل ملحوظ في الحرب العالمية الثانية من قبل القوات الامريكية وقوات الكومنولث وروسيا كما تم استخدامه بنسب محدودة من قبل اليابانيين ولوحظ استخدامه في معظم حروب القرن الماضي .
وتجدر الاشارة حسب المصادر أنه قبيل الحرب العالمية الثانية كان مصنعوا القنابل الحارقة يلجؤون للمغنيسيوم الخليط ولكن بعد الحرب تم استبداله بالفوسفور وذلك لسرعة اشتعاله وانفجاره بمجرد الاحتكاك مع الهواء .
• ما الآثار التي يسببها الفسفور الأبيض ؟
بحسب وكالة حماية البيئة الأمريكية EPA ومراكز السيطرة على الأمراض والحماية كمنها الأمريكية CDC، للفسفور الأبيض، آثار واسعة على البشر، تؤدي إلي الوفاة، من بينها:
1- حروقًا مؤلمة للغاية من الدرجة الثانية إلى الدرجة الثالثة، وقد تصل إلى العظام، وتكون بطيئة في الشفاء ومن المحتمل أن تتطور إلى التهابات، وإذا بلغت نسبة الحرق في جسم المصاب نحو 10% فقط فإنها قد تؤدي إلى الوفاة.
2- تلف في الجهاز التنفسي وفشل العديد من الأعضاء منها الكبد والكلى، لأنها قابل للذوبان بدرجة عالية في الدهون، لذلك يمتصه الجلد بسهولة وقد يدخل إلى مجرى الدم.
3- الناجون من القتل بالفوسفور الأبيض، غالبا ما يعانون مدى الحياة، تكون هذه المعاناة صحية ونفسية واجتماعية من آثار الندبات والحروق.
4- الحرائق الناجمة عن الفسفور الأبيض تدمر المباني والممتلكات المدنية، وتلحق الضرر بالمحاصيل، وتقتل الماشية.
5- الفسفور الأبيض يترسب في التربة أو في قاع الأنهار والبحار، مما يؤدي إلى تلوثها الذي يسبب الضرر للإنسان.
• هل تساءلت الفرق بين الفسفور الأبيض والاحمر ؟
سوف نتعرف الآن من خلال النقاط التالية على الفرق الموجود بين الفسفور الأبيض والأحمر:
• هناك فرق كبير بين الفسفور الأبيض والفسفور الأحمر، فالسفور الأبيض يكون لونه شفاف وعندما يتعرض إلى الهواء يميل لونه للون الأصفر.
• لكن الفسفور الأحمر لونه أحمر داكن.
• الفوسفور الأحمر يكون عديم السمية عكس الفوسفور الأبيض.
• الفسفور الأحمر يشتعل في الهواء عند درجة حرارة أكبر من مائتان وأربعون درجة مئوية. لكن الفسفور الأبيض يشتعل عند درجة حرارة منخفضة تصل إلى خمسون درجة مئوية.
كذلك القنابل الفسفورية أو قنابل الفسفور الأبيض، سلاح محرّم دولياً حسب إتفاقية جنيف عام 1980 والتي نصت على تحريم إستخدام الفسفور الأبيض كسلاح حارق ضد البشر والبيئة. ولكن رغم ذلك إستخدمته إسرائيل في الحرب على غزة عام 2008 ضد المدنيين والبيئة
غزة التي تعرضت لكميات كبيرة من هذه القنابل بقيت لفترة طويلة تعاني بيئتها وتربتها من آثارها. حيث صاحب استخدام هذه القنابل مخاطر عديدة على التنوع الحيوي، وأدت هذه القنابل إلى تدمير النظام البيئي الطبيعي من حيوانات ونباتات، وتلويث المنتوجات الزراعية ،.. إضافة إلى ذلك؛ فإن استخدام هذه القنابل على غزة في فصل الشتاء، كان سببا في تسرب الفسفور الابيض المتبقي على سطح التربة إلى أعماق مختلفة تحت الطبقة الزراعية للتربة، ومن ثم إلى المياه الجوفية والبحار، مما أدى لتسمم مصادر المياه الجوفية وتسمم الأسماك..
في ختام هذا المقال الذي ناقشنا تأثير الفوسفور الأبيض على البيئة والصحة العامة، حيث استخدم في الحروبً لذلك يجب أن يكون التعامل مع الفوسفور الأبيض محورًا للحوار البيئي والصحي، حيث يشارك العلماء والمجتمع المدني في بناء مستقبل يحقق توازناً بين الاستفادة من هذا العنصر والحفاظ على صحة البيئة والإنسان.







د.فاضل حسن شريف
منذ 9 ساعات
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN