على مر التاريخ، لعبت النساء دورًا محوريًا في تطوير العلوم، وعلى الرغم من التحديات التي واجهنها، إلا أن العديد منهن تركن بصمة لا تُمحى في مجال الكيمياء. هذا المقال يستعرض بعض النساء الكيميائيات الرائدات اللواتي خلدهن التاريخ بإنجازاتهن العظيمة.
ماري كوري (1867-1934)
تعتبر ماري كوري واحدة من أعظم العلماء في التاريخ. وُلدت في بولندا وانتقلت إلى باريس لاستكمال دراستها في الفيزياء والكيمياء. اكتشفت مع زوجها بيير كوري عنصري الراديوم والبولونيوم، وهو اكتشاف قاد إلى تطوير مجال الإشعاع. حصلت ماري كوري على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1903 بالمشاركة مع زوجها والعالم هنري بيكريل، ثم حصلت على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1911 لعملها في فصل الراديوم. كانت أول امرأة تحصل على جائزتي نوبل، مما جعلها رمزًا للإبداع والابتكار العلمي.
دوروثي كروفوت هودجكين ( 1910-1994)
دوروثي كروفوت هودجكين كانت رائدة في مجال دراسة التركيب الجزيئي للمواد الحيوية باستخدام الأشعة السينية. من أهم إنجازاتها تحديد تركيب البنسلين، وفيتامين B12، والإنسولين. حصلت على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1964، وكانت أول امرأة تحصل على هذه الجائزة منذ ماري كوري. إسهاماتها العلمية لم تكن فقط في اكتشاف المواد الكيميائية الحيوية ولكن أيضًا في تطوير تقنيات جديدة لتحليل الجزيئات.
إيرين جوليو-كوري ( 1897-1956)
إيرين جوليو-كوري، ابنة ماري وبيير كوري، سارت على خطى والديها وأصبحت عالمة كيمياء مميزة. عملت مع زوجها فريدريك جوليو على اكتشاف النشاط الإشعاعي الاصطناعي، وهو الاكتشاف الذي منحهم جائزة نوبل في الكيمياء عام 1935. إسهاماتها في مجال الإشعاع ساعدت في فتح آفاق جديدة في الطب والصناعة.
روزاليند فرانكلين (1920-1958)
كانت روزاليند فرانكلين عالمة كيمياء فيزيائية بارعة، وتُعزى إليها الفضل في التقاط صور بالأشعة السينية لحمض الدنا (DNA) والتي كانت حاسمة في اكتشاف بنية الحلزون المزدوج. رغم أن جائزة نوبل في الطب لعام 1962 مُنحت لفرانسيس كريك، وجيمس واتسون، وموريس ويلكينز، إلا أن إسهامات فرانكلين كانت جوهرية وأساسية لفهم بنية الحمض النووي.
أليس بول (1892-1916)
أليس بول كانت كيميائية أمريكية من أصل أفريقي، وواحدة من الأوائل في تطوير علاج لمرض الجذام. عملت في جامعة هاواي وابتكرت "طريقة بول" لاستخلاص مكونات فعالة من زيت شجرة الشاندروفا، مما أدى إلى إنتاج علاج فعال للمرضى. رغم وفاتها المبكرة، إلا أن إرثها العلمي لا يزال مستمرًا.
الخاتمة
نساء الكيمياء لم يكنَّ فقط رائدات في مجالهن، بل كنَّ أيضًا مصدر إلهام للأجيال القادمة. تحدين العقبات الاجتماعية والعلمية ليحققن إنجازات غيرت مسار العلم والتكنولوجيا. إن دراسة تاريخ هؤلاء العالمات العظيمات يُظهر لنا أهمية تنوع المساهمات في العلوم ويدفعنا لمواصلة دعم وتشجيع النساء في جميع مجالات البحث العلمي.







د.فاضل حسن شريف
منذ 9 ساعات
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN