Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
شرح زيارة الامام الحسين في ليلة النصف من شهر شعبان

منذ 9 شهور
في 2025/02/21م
عدد المشاهدات :4038
1- الإمام الحسين حياة القلوب (أشهد أنك قتلت ولم تمت، بل برجاء حياتك حييت قلوب شيعتك).
الحسين (عليه السلام) لم يكن مجرد رجل استشهد في كربلاء، بل كان نورا أبديا، بابا للرجاء، وملاذا لكل قلب منهك يبحث عن الطمأنينة والسلام.
الرجاء هو الأمل، الأمل الذي يحرر القلوب من قيود اليأس ويملؤها بالثقة في رحمة الله.
وحين نقرأ: (بل برجاء حياتك حييت قلوب شيعتك)، نفهم أن حياة الحسين التي نذرها لله لم تكن مجرد حياة، بل شعلة أضاءت طريق العابرين في ظلمات الضياع.
حياته أحيت القلوب الميتة، ونقتها من غشاوة الغفلة، وربطتها بالنور الإلهي الذي ينبض بالإيمان واليقين.
قال الإمام علي (عليه السلام): (أحبوا الحسين؛ فإن حبه حياة القلوب). فحبه ليس مجرد شعور عاطفي، بل طاقة تنبعث في النفس لتزيل عنها الرين، وتزرع الأمل، وتجعل الإيمان يتدفق كالنهر الجاري. وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إن زيارة الحسين تذهب رين القلوب، وتزيد في الإيمان).
الحسين هو سفينة نجاة، ملاذ لكل منكسر ومتعب، قلبه احتوى العالم برحمته وحنانه. قلوب الشيعة، التي خلقت من فاضل طينة أهل البيت، تنبض بحب الحسين، وتهفو إليه كطائر يعود إلى عشه. في عالم مليء بالضجيج والخوف.
الحسين هو الأمل، هو الحياة، وهو النور الذي لا يخبو.
صلى الله عليك يا أبا عبد الله، يا نور الله الذي أحيى القلوب وأرشد الأرواح.

2- الحسين وجه الله (وانك وجه الله الذي لم يهلك ولا يهلك ابدا)
معنى (الوجه) كما ورد في النصوص القرآنية، لا يمكن أن يفهم إلا من خلال أهل البيت (عليهم السلام) إذ المعاني تفوق وتتجاوز الإدراك البشري.
وعندما نقرأ عن (وجه الله) في تفسير أهل البيت يتضح أن المقصود ليس كيانا ماديا أو شكلا محددا، فالله ليس كمثله شيء، بل يشير (وجه الله) إلى الأنبياء والأوصياء الذين يمثلون دينه وحججه كما ورد في النص، فهم السبل التي توصل إلى المعرفة.
الإمام الحسين (عليه السلام) وجه لله
(وأنك وجه الله) في كل زمان ومكان، يظهر وجه لله تعالى، وجه يعبر عن حكمه، رحمته، وعدله، ونوره الذي يهدي به عباده إلى الحق.
هذا الوجه يتجلى في أوليائه الذين اصطفاهم الله ليكونوا وسيلته في هداية الناس؛ فالإمام الحسين (عليه السلام)، هو ذلك الوجه.
الإمام الحسين (عليه السلام) مخلد
وردت في الزيارة عبارة (الذي لم يهلك) ويفهم منها أن نور الإمام الحسين وذكره لا يمكن أن ينطفئ. فحرارة الحسين باقية في قلوب المؤمنين، كما جاء في الحديث: (إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا).
وعبارة (ولا يهلك ابدا)، تعبر عن وعد الله بحفظ نور الحسين عبر ذريته، وهذا يظهر بوضوح استمرار الإمامة في نسل الإمام الحسين (عليه السلام) ، مما يعني أن الامتداد الحسيني باق إلى ما بعد ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه).

3- نور الحسين هداية العالمين (وبضياء نورك اهتدى الطالبون اليك)
يا أبا عبد الله، يا من خلدت[أو خلدت] ذكراه في الآفاق، وأشرقت أنواره على قلوب المخلصين.
ضياؤك أعظم من مجرد نور؛ فهو الأصل، وهو المصدر الذي ينبثق منه النور، قوة وانتشارا، ليضيء للطالبين دروب الحق ويقودهم إلى المعرفة.
ولكن، يجب أن ننوه إلى أمر جليل: ليس كل من شهد النور يهتدي به.
فالاهتداء ليس أمرا اختياريا محضا، بل هو ثمرة إرادة إلهية ورغبة صادقة.
ألم يقل الله تعالى: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}
فالهداية لا تمنح إلا لمن أرادها قلبه بصدق وسعى نحوها؛ فهي مشروطة بوجود شوق داخلي وحب حقيقي يدفع النفس إلى طلب النور والارتقاء به.
الطالب، بحق، هو من يسعى بشغف إلى المعرفة، يطرق أبواب العلم، ويجلس عند أقدام أستاذه، لا يفارقه حتى ينهل من نوره وهديه.
أما من يسمع المعارف بلا طلب حقيقي، فربما تمر عليه كأنها غمام عابر، فلا ينتفع بها، ولا يتغير بها حاله. فلابد من وجود مقدمات كثيرة تؤهل النفس لتصبح طالبة للنور، متلهفة لاحتضان الضياء.
لذلك، لا يهتدي بنور الحسين إلا من أحبه بصدق، واعتقد بإمامته، وسار على نهجه، وأخلص له في الولاء، وتبرأ من أعدائه.
هؤلاء وحدهم من يصلون إلى مقام الاهتداء بنوره العظيم، ويتحولون إلى طالبين له، عاشقين لضيائه.

4- (تربة كربلاء.. الأعجوبة الثامنة) (وأشهد أن هذه التربة تربتك)
إذا كان العالم يفاخر بسبع عجائب صنعها البشر، فإن تربة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) تستحق أن تضاف كأعجوبة ثامنة، ليست من صنع البشر، بل هي سر إلهي يذهل العقول ويفيض بالبركات.
تلك التربة تحمل في حبيباتها معجزات وأسرارا يعجز عن إدراكها أهل العلم والبيان؛ فهي ليست مجرد تراب، بل هي ذخيرة من نور إلهي، تهب الشفاء والأمان، وتفيض بالخيرات.
(دواء لكل داء)
شكا أحدهم للإمام (عليه السلام) أمراضه وآلامه، فقال له الإمام: أين أنت عن طين قبر الحسين (عليه السلام) فإن فيه الشفاء من كل داء، والأمن من كل خوف.
فكيف لا يكون فيها الشفاء؛ وهي نابعة من مقام عظيم جعل الله فيه أسرار رحمته وكنوز لطفه
(الأمان والخير)
من احتفظ بها، حفظه الله في نفسه وماله وأهله، تحمل بركات لا تحصى، تفيض رزقا وسلاما على من يتعامل معها بإخلاص واحترام.
(معجزة التسبيح)
ومن عجائبها التي تزيد القلب إيمانا والروح خشوعا، أن السبحة المصنوعة من طين قبر الحسين (عليه السلام) تسبح لصاحبها وهي في كفه فإن حركها ساهيا حسبت له تسبيحة، وإن حركها ذاكرا كتبت له أربعين تسبيحة.
ورد في الزيارة وأشهد أن هذه التربة تربتك فمن أراد البركة والشفاء، والأمان من الخوف، فليلجأ إلى هذا الكنز الإلهي الذي لا مثيل له على وجه الأرض.

اعضاء معجبون بهذا

حين يسقط القناع: قراءة نفسية في تغيّر الصديق الطيّب
بقلم الكاتب : حنين ضياء عبدالوهاب الربيعي
كان يبدو صديقًا حقيقيًا، قريبًا للروح، تتحدث إليه فيفهمك دون أن تشرح كثيرًا. عاش بينك زمنًا من المودّة والصدق الظاهري، حتى ظننت أن صداقتكما من النوع الذي لا يتبدّل. لكنك كنتَ مخدوعًا أو بالأحرى كنت ترى الوجه الذي أراد أن يُريك إياه. فجأة تغيّر. صار يتصرف بسوء، يتحدث عنك في غيابك، يذكرك بأقبح الكلام،... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...
كان يتذمر،والشكوی تضحك في فمه كيف يعلِّمني صبيٌّ علی كلٍّتلميذٌ صغير  وسأعيد تربيته أنا...


منذ 3 ايام
2025/11/16
احلفكم بالله ايها المحللون والاعلاميون اتركوا المنتخب العراقي وشأنه ولا تضعوا...
منذ 3 ايام
2025/11/16
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء السادس والسبعون: كون داخل الكون: العوالم المتعددة...
منذ 3 ايام
2025/11/16
منذ سنوات برزت ظاهرة من قبل بعض جماهير الاندية الكبيرة ضد نادي الزوراء وانتشرت...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )