Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
سَيَنْبَلِجُ الفَجْرُ

منذ 7 شهور
في 2025/04/20م
عدد المشاهدات :2350
سَيَنْبَلِجُ الفَجْرُ

- مَا خِلْتُ أَنّي سَأَحْظَى بِلِقَاءٍ جَليلٍ كهذا ذات يوم، ولم أدرك للآن كيف عاد بيَ الزمن أكثر من ألف عام.. نعم ألف عام.
- لقاءٌ وقبل ألف عام ما أعجب أمرك، أبا مرتضى
- بَلْ ما أعجب ما يُغدق الله من ألطافٍ لعباده، عَطاؤه ومنُّه يفوق الوصفَ والخيال.. فالحمد لله وحده على جزيل ما أنعم.. اسمع وأعجب، وأفتح لذهنك آفاق التفكر في سعة رحمة رب العزة والرحمة..
ذات جمعة في مسجد بلدتي الصغير، وبعد أن أتممت ما اعتدت على أداءه من النوافل وترتيل ما تيسَّر من السور المباركة.. شرع شيخ وقور جلس عند المحراب بقراءة دعاء مهيب ملؤه الأسى والجوى.. وأمطر شيبته الكثة بوابل دمع من مقلتيه الذابلتين وهو يندب معولاً "أَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْدِيدِ الْفَرائِضِ وَالسُّنَنِ أَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لإِعَادَةِ الْمِلَّةِ وَالشَّرِيعَةِ أَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لإِحْيَاءِ الْكِتَابِ وَحُدُودِهِ".. وكأني أسمع الدعاء لأول مرة.. دنوت إليه وسألته متى كان آخر عهدك بسامراء.. فقال متحسراً: آهٍ آهٍ على شباب تولى دون عودة، لم يكن يمضي شهر إلا وزرت أئمتي الطاهرين، أما الآن فقد أقعدتني الأسقام عن وفادة مراقدهم الطاهرة منذ زمن بعيد وليس لي من يحملني إلى أئمتي الطاهرين.. ردٌّ كصاعقة أيقظتني من سبات طويل.. وهنا وجدتني أسائل نفسي بل وألومها: واخَجْلَتَاهُ من ربي وأئمتي.. أي جفاءٍ هذا أتمر سنواتٌ وسنواتٌ ولم أتشرف بتقبيل أعتابِ سادتي.. إذن أي حب هذا الذي أَدَّعيه وما أشد تقصيري بحق نفسي كل أعذاري واهية، فلا طول الطريق ومتاعب السفر ولا برودة الجو أو حرارته ولا زحمة العمل ومشاغل الحياة تقف حائلاً دون ذلك الفضل العظيم، فكيف وسامراء لا تبعد عني سوى سويعات قلائل.. سأمضي مصبحاً بإذن الله وهو سبحانه ولي التوفيق..
مضت أطول ليالي الانتظار في عمري.. وانطلقت بُعَيْدَ الفَجْرِ بساعة يحدوني ولهٌ ليس له حدود، وزَّعت نظراتي بين ثنايا الطريق تارةً وبين (مفاتيح الجنان) تارةً أخرى.. ولمّا لمحتُ تلك القبة الشامخة عن بُعد، شغلتني دموع الوجد فلم أنتبه لما حولي ولمن معي، كنتُ وحدي هناك رغم تزاحم الزوار الوافدين.. كنتُ وحدي في عالم ملكوتي يأسر الألباب بجلاله ومهابته، دخلت الضريح بوئيد خُطىً، وشفاهٍ ترتعش خشوعاً بالسلام على أئمة الهدى من آل محمد (صلى الله عليه وآله).. واحتضنت الشباك بكل ما أوتي قلبي من لهفة واشتياق.. سلامٌ لا يضاهيه ٍسلامُ، على بقاع تضمنت أفلاذاً من كبد الزهراء البتول.. غالبتني مشاعري فلم أقوَ على قراءة فقرات الزيارة إلا بعد جَهدٍ جهيد.. وحين وصلت لـ(السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبَا الْإمامِ الْمُنْتَظَرِ، الظاهِرَةِ لِلْعاقِلِ حُجَّتِهِ وَالثَّابِتَةِ فِي الْيَقِينِ مَعْرِفَتُهُ، الْمُحْتَجَبِ عَنْ أَعْيُنِ الظَّالِمِينَ، وَالْمُغَيَّبِ عَنْ دَوْلَةِ الْفاسِقِينَ، وَالْمُعِيدِ رَبُّنا بِهِ الْإسْلامَ جَدِيداً بَعْدَ الْانْطِماسِ، وَالْقُرْآنَ غَضَّاً بَعْدَ الإندراس..) تجلت في ذهني الندبة ذاتها ليخالط نشيجي حرقة السؤال "لَيْتَ شِعْرِي أيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوَى بَلْ أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّكَ أَوْ ثَرًى أَبِرَضْوَى أَوْ غَيْرِها أَمْ ذِي طُوَى".. وهنا يَدٌ حانية تربت على كتفي، وصوت ملائكي يهدئ خفقان فؤادي بكلمات تلامس شغافه المكلوم بجراح لا ضماد لها.. "هوِّن عليك، بُنَيَّ.. هوِّن عليك.. سَيَنْبَلِجُ الفَجْرُ ويدكدك أوكار الظلام بسيف الحق المبين، سَيَنْبَلِجُ الفَجْرُ وتخرج الأرض كنوزها وخيراتها ويرثها عباد الله الصالحون.. سَيَنْبَلِجُ الفَجْرُ ويعود الدين الحق غضاً طرياً ويظهر على الدين كله ولو كره المشركون.. وعدٌ موعودٌ من أبي رسول الله..
- أبوك رسول الله من أنت يا صبيح الوجه وكيف عرفت ما يجول في خاطري أتعرفني قبل هذا اليوم
- وكيف لا أعرفك أنا أشفع لكل زائر وأدعو له بالرحمة والمغفرة وحسن العاقبة.. بل والخبير بحاجاته وأرفعها بدعائي لمجيب دعوة المضطرين.. أنا حجة من حجج الله على خلقه ولا فَخْر.. أنا إمامك الحسن العسكري.
- الله أكبر.. الله أكبر، يا لهذا الفضل الرفيع ويا لهذه النعمة التي لا تدانيها نعمة اللهم لك الحمد حتى يبلغ الحمد منتهاه، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك الكريم. مَنْ أنا لأرفل بسعادة المثول بين يديك من أنا حتى يغدق الله علي بهذه الكرامة التي لا يسعها كل الحمد والشكر.
- يا أبا مرتضى.. إنَّ الله عند المنكسرة قلوبهم.
- مولاي لقد ضاقت الصدور، ومضت دهورٌ تتلوها دهور، لقد طال الانتظار سيدي يا أبا محمد.. فمتى الفرج بإطلالة المهدي البهية
- سَيَنْبَلِجُ الفَجْرُ، أبا مرتضى.. فكونوا ممن (امَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالحاتِ وَتَوَاصَواْ بِٱلحَقِّ وَتَوَاصَواْ بِٱلصَّبرِ) سَيَنْبَلِجُ الفَجْرُ.. ولكن (أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد) كما أوصى أبينا أمير المؤمنين.. سَيَنْبَلِجُ الفَجْرُ فجاهدوا أنفسكم وكونوا ممن وافقنا بلسانه وقلبه، واتبع آثارنا وعمل بأعمالنا فو الله ما شيعتنا إلا من اتقى الله.. سَيَنْبَلِجُ الفَجْرُ مهما طال الليل.. ألم تسمع قول جدي علي الرضا:"مثله مثل الساعة التي (لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً)".. فصبراً ثم صبراً ثم صبراً على اشتداد البلايا وكونوا على يقين.. سَيَنْبَلِجُ الفَجْرُ وتشرق الشمس بإذن ربها فطوبى للمنتظرين المرابطين..
تمت
حين يسقط القناع: قراءة نفسية في تغيّر الصديق الطيّب
بقلم الكاتب : حنين ضياء عبدالوهاب الربيعي
كان يبدو صديقًا حقيقيًا، قريبًا للروح، تتحدث إليه فيفهمك دون أن تشرح كثيرًا. عاش بينك زمنًا من المودّة والصدق الظاهري، حتى ظننت أن صداقتكما من النوع الذي لا يتبدّل. لكنك كنتَ مخدوعًا أو بالأحرى كنت ترى الوجه الذي أراد أن يُريك إياه. فجأة تغيّر. صار يتصرف بسوء، يتحدث عنك في غيابك، يذكرك بأقبح الكلام،... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...
كان يتذمر،والشكوی تضحك في فمه كيف يعلِّمني صبيٌّ علی كلٍّتلميذٌ صغير  وسأعيد تربيته أنا...


منذ 3 ايام
2025/11/16
احلفكم بالله ايها المحللون والاعلاميون اتركوا المنتخب العراقي وشأنه ولا تضعوا...
منذ 3 ايام
2025/11/16
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء السادس والسبعون: كون داخل الكون: العوالم المتعددة...
منذ 3 ايام
2025/11/16
منذ سنوات برزت ظاهرة من قبل بعض جماهير الاندية الكبيرة ضد نادي الزوراء وانتشرت...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )