فيما ورد في البقول والفواكه والثمار
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج1/ ص209-215
2025-05-18
474
يستحب احضار البقل والخضرة على المائدة والأكل منها ، ويكره خلو المائدة منها[1]. ويستحب أكل جملة من البقول والخضر :
فمنها : الهندباء[2] ، فإنه ما من صباح إلّا وتقطر عليه قطرة من قطرات الجنة[3]. وانه بقلة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم[4] ، وسيد البقول[5] وفضله عليها كفضل الأئمة عليهم السّلام على الناس[6] ، وانه شفاء من ألف داء[7] ، ومن سرّه ان من أكله وأدمن عليه يكثر ماله وولده الذكور[8] ، وانه يزيد في الماء ، ويحسن الوجه والولد ، وهو حار لين[9] ، ومن أكل سبع ورقات منه يوم الجمعة قبل الزوال دخل الجنة[10]. ومن بات وفي جوفه سبع طاقات منه أمن من القولنج ليلته ان شاء اللّه تعالى[11]. ومن أخذه الحمى والصداع فليدّقه ويضعه على القرطاس ويصب عليه دهن البنفسج ويضعه على رأسه فإنه يقمع الحمى ، ويذهب بالصداع[12]. ويكره نفضها عند الأكل ، لأن عليها قطرة من الجنة[13].
ومنها : الباذروج[14] ، وهو الحوك الذي هو بقلة أمير المؤمنين عليه السّلام[15] ، وفيه ثمان خصال : يمرئ ، ويفتح السدد ، ويطيب الجشاء والنكهة ، ويشهي الطعام ، ويسيل الدم ويسّل الداء[16] ، وهو أمان من الجذام ، وإذا استقر في جوف الانسان قمع الداء كله[17]. ويستحب افتتاح الطعام واختتامه به[18].
ومنها : الكراث ، فإنه يستحب أكله بعد غسله[19] ، لأنه يطيب النكهة ، ويطرد الرياح ، ويقطع البواسير ، وهو أمان من الجذام لمن أدمن عليه[20] ، وفيه ست قطرات من قطرات الجنة[21].
ومنها : الكرفس ، فإنه بقلة الأنبياء[22].
ومنها : السلق[23] - يعني ورقه - فإنه ينبت على شاطئ الفردوس ، وفيه شفاء من الادواء[24] ، ولا داء معه ولا غائلة له ، ويهدّئ نوم المريض[25] ويرفع الجذام ويقمع عرقه[26] ، وينفع ذات الجنب[27] ، ويغلظ العظم ، وينبت اللحم .
ويكره أصله للامر بالاجتناب منه ، لأنه يهيّج السوداء[28].
ومنها : الفرفخ[29] ، فإنه بقلة فاطمة عليها السّلام وقد سمته بنو أمية لعنهم اللّه تعالى : بقلة الحمقاء عداوة لها عليها أفضل الصلاة والسّلام[30].
ومنها : الخس ، فإنه يصفي الدم[31].
ومنها : البصل ، فإنه يذهب النصب ، ويشدّ العصب ، ويزيد في الخطى ، ويذهب بالحمى ، ويطيب الفم ، ويشدّ الظهر واللثة ، ويرق البشرة ، ويذهب بالبلغم ، ويزيد في الماء والجماع[32]. وعن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال :
إذا دخلتم بلادا ، فكلوا من بصلها ، يطرد عنكم وباؤها[33].
ومنها : الفجل ، فإن ورقه يطرد الريح ، ولبه يسهل البول ، وأصوله تقطع البلغم ، وتهضم الطعام[34].
ومنها : الشلجم ، ويسمى : اللفت أيضا ، فإنه يذيب ريح الجذام ، ويذهب كل داء[35] ، وورد في حقه الأمر بأكله وعدم ابدائه – لأعداء الدين[36].
ومنها : الجزر ، فإنه أمان من القولنج والبواسير[37] ، ويسخن الكليتين ، ويقيم الذكر ، ويعين على الجماع[38].
ومنها : الباذنجان ، سيما عند ادراك الرطب[39] ، فإنه يذهب بالداء ولا داء له ، حار في وقت الحرارة ، بارد في وقت البرودة ، معتدل في الأوقات كلها ، صالح للطبيعة[40] ، جيد للمرة السوداء[41].
ومنها : القرع - وهو اليقطين - فإنه يشد قلب الحزين[42] ، ويزيد في الدماغ والعقل[43].
ومنها : القثاء - سيما مع الملح - وورد انه إذا اكلتموه فكلوه من أسفله فإنه أعظم للبركة[44].
ومنها : البطيخ ، فقد ورد إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان يأكله مع الرطب ، ويحبه[45] ، وربّما كان يأكله مع السكر[46] ، وورد ان اكله على الريق يورث الفالج[47].
ومنها : الكرنب ، وهو الذي يسمى بالعجمية : كلما ، فإنه كان النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يعجبه ذلك[48].
ومنها : الكماة ، فإن أمير المؤمنين عليه السّلام كان يحبها[49] ، وعن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إنها من المن ، والمن من الجنة ، وماؤها شفاء للعين[50].
ومنها : السداب ، فإنه يزيد في العقل ، ويوفر الدماغ ، وينفع وجع الأذن إلا أنه ينتن ماء الظهر[51].
ويكره أكل الجرجير وهو المسمى بالعجمية ترتيزه ، فإنه لبني أمية ، وإنه شجرة على باب النار[52] ، وكأني انظر إليه يهتز في النار[53] ، ومن بات وفي جوفه شيء منه بات والجذام يرفرف على رأسه حتى يصبح ، فإما إن يسلم أو يعطب[54] ، ومن أكله بالليل ضرب عليه عرق الجذام وبات ينزف الدم[55]. وأما ما ورد على خلاف ذلك ، مثل ما روي من إن أبا الحسن عليه السّلام كان يشترى له الجرجير ، وكان يقول : ما أحمق بعض الناس يقولون إنه ينبت في وادي جهنم ، واللّه عز وجل يقول: وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ[56] فكيف تنبت البقل ؟[57].
فمحمول على التقية .
[1] المحاسن : 507 باب 87 البقول حديث 651 .
[2] وهي نبت معروف لها خواص طبّية .
[3] مستدرك وسائل الشيعة : 3 / 118 باب 80 حديث 1 .
[4] الكافي : 6 / 363 باب ما جاء في الهندباء حديث 10 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : بقلة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم الهندباء ، وبقلة أمير المؤمنين عليه السّلام الباذروج ، وبقلة فاطمة عليها السّلام الفرفخ .
[5] الكافي : 6 / 363 باب ما جاء في الهندباء حديث 5 .
[6] الكافي : 6 / 363 باب ما جاء في الهندباء حديث 7 .
[7] مستدرك وسائل الشيعة : 3 / 118 باب 80 حديث 5 ، وفيه : قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ما من ورقة من ورق الهندباء الّا عليها قطرة من ماء الجنّة فيه شفاء من كل داء .
[8] الكافي : 6 / 363 باب ما جاء في الهندباء حديث 6 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : عليك بالهندباء ، فإنه يزيد في الماء ، ويحسن الولد ، وهو حارّ ليّن ، يزيد في الولد الذكورة . أقول : الظاهر أنه سقط من المتن الهاء في الذكورة فادّى معنى ليس في الرواية ، والصحيح اثباتها ، فتفطن . كما وان الظاهر - كما في الرواية - ( ماؤه ) لا ماله .
[10] المحاسن : 507 باب 810 حديث 673 .
[11] المحاسن : 509 باب 810 حديث 668 .
[12] الكافي : 6 / 363 باب ما جاء في الهندباء حديث 9 .
[13] الكافي : 6 / 363 باب ما جاء في الهندباء حديث 4 .
[14] الباذروج : وهو البادرنجوبة . [ منه ( قدس سره ) ] .
[15] الكافي : 6 / 363 باب ما جاء في الهندباء حديث 10 .
[16] كذا في المصدر . وفي المتن : ويذهب بالسل .
[17] الكافي : 6 / 364 باب الباذروج حديث 4 .
[18] الكافي : 6 / 364 باب الباذروج حديث 3 .
[19] الكافي : 6 / 365 باب الكراث حديث 3 .
[20] الكافي : 6 / 365 باب الكراث حديث 4 .
[21] المحاسن : 510 باب 89 الكراث حديث 677 .
[22] المحاسن : 515 باب الكرفس حديث 704 .
[23] وهو - بكسر السين - بقل من فصيلة السرمقيات اوراقة كبيرة وغليظة .
[24] المحاسن : 519 باب 99 السلق حديث 725 ، بسنده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال : قال أبو الحسن الرضا عليه السّلام : يا احمد ! كيف شهوتك للبقل ؟ فقلت : انّي لاشتهي عامّته ، فقال : إذا كان كذلك فعليك بالسلق ، فانّه ينبت على شاطيء الفردوس ، وفيه شفاء من الادواء ، وهو يغلظ العظم ، وينبت اللحم ، ولولا ان تمسّه أيدي الخاطئين لكانت الورقة منه تستر رجالا ، قلت : من احبّ البقول اليّ ، فقال : احمد اللّه على معرفتك به .
[25] الكافي : 6 / 369 باب السلق حديث 4 .
[26] الكافي : 6 / 369 باب السلق حديث 5 ، بسنده عن أبي الحسن عليه السّلام : انّ السلق يقمع عرق الجذام ، وما دخل جوف المبرسم مثل ورق السلق .
[27] لم اعثر على رواية تصرح بان السلق ينفع ذات الجنب ، نعم توجد رواية في الكافي : 6 / 369 باب السلق حديث 4 ، بسنده عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام أنه قال : اطعموا مرضاكم السلق - يعني ورقه - فانّ فيه شفاء ولا داء معه ، ولا غائلة له ، ويهديء نوم المريض ، واجتنبوا أصله فإنه يهيج السوداء .
[29] أقول : لهذه البقلة أسماء عديدة : 1 - الفرفح . 2 - البويردة . 3 - البربين . وللمؤلف حاشية هنا ، قال : وهو بعربية العراق : البويردة ، وبالعجمية : خرفة . [ منه ( قدس سره ) ] .
[30] الكافي : 6 / 367 باب الفرفخ حديث 1 ، بسنده عن فرات بن أحنف ، قال سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول : ليس على وجه الأرض بقلة اشرف ولا انفع من الفرفخ ، وهو بقلة فاطمة عليها السّلام ، ثم قال : لعن اللّه بني اميّة هم سموها بقلة الحمقاء بغضا لنا وعداوة لفاطمة عليها السّلام .
[31] الكافي : 6 / 367 باب الخس حديث 1 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : عليكم بالخسّ فانّه يصفّي الدم .
[32] الكافي : 6 / 374 باب البصل حديث 1 و 2 و 3 و 4 .
[33] الكافي : 6 / 374 باب البصل حديث 5 .
[34] الكافي : 6 / 371 باب الفجل حديث 1 و 2 .
[35] المحاسن : 525 باب 106 الشلجم وهو اللفت حديث 751 ، بسنده . وفي حديث آخر : ما من أحد الّا وبه عرق من الجذام ، وانّ اللفت - وهو الشلجم - يذيبه ، فكلوه في زمانه يذهب عنكم كل داء .
[36] الكافي : 6 / 372 باب الشلجم حديث 4 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : عليكم بالشلجم فكلوه واديموا اكله ، واكتموه الّا عن أهله ، فما من أحد الّا وبه عرق من الجذام فأذيبوه بأكله .
[37] الكافي : 6 / 372 باب الجزر حديث 2 ، بسنده قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : الجزر أمان من القولنج والبواسير ، ويعين على الجماع .
[38] الكافي : 6 / 371 باب الجزر حديث 1 و 2 .
[39] المحاسن : 525 باب 107 الباذنجان حديث 755 ، بسنده قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : إذا أدرك الرّطب ونضج ذهب ضرر الباذنجان .
[40] الكافي : 6 / 373 باب الباذنجان حديث 1 و 2 و 3 .
[41] وسائل الشيعة : 17 / 167 باب 125 حديث 5 .
[42] مستدرك وسائل الشيعة : 3 / 120 باب 92 حديث 2 ، عن صحيفة الرضا عليه السّلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إذا طبختم فأكثروا القرع فإنه يسرّ [ خ . ل : يشد ] قلب الحزين .
[43] الكافي : 6 / 371 باب القرع حديث 7 ، بسنده عن أبي الحسن موسى عليه السّلام قال : كان فيما أوصى به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عليا عليه السّلام انّه قال له : يا علي ! عليك بالدبّاء فكله فانّه يزيد في الدماغ والعقل .
[44] الكافي : 6 / 373 باب القثاء حديث 1 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يأكل القثاء بالملح ، وحديث 2 قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : إذا اكلتم القثاء فكلوه من أسفله ، فإنه أعظم لبركته.
[45] المحاسن : 557 باب 121 البطيخ حديث 917 .
[46] الكافي : 6 / 361 باب البطيخ حديث 5 ، بسنده عن أبي الحسن الأول عليه السّلام قال : أكل النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم البطيخ بالسكّر ، واكل صلّى اللّه عليه وآله وسلّم البطيخ بالرطب .
[47] الكافي : 6 / 361 باب البطيخ حديث 1 ، بسنده عن الرضا عليه السّلام قال : البطيخ على الريق يورث الفالج نعوذ باللّه منه . وفي الخصال : 2 / 443 في البطيخ عشر خصال مجتمعة حديث 35 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : كلوا البطيخ فانّ فيه عشر خصال مجتمعة : هو شحمة الأرض لا داء فيه ولا غائلة ، وهو طعام ، وشراب ، وهو فاكهة ، وهو ريحان ، وهو اشنان ، وهو أدم ، ويزيد في الباه ، ويغسل المثانة ، ويدرّ البول .
[48] وسائل الشيعة : 17 / 159 باب 118 حديث 4 .
[49] الكافي : 6 / 369 باب الكماة حديث 1 ، بسنده عن امامة بنت أبي العاص بن الربيع وامّها زينب بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قالت : اتاني أمير المؤمنين عليه السّلام في شهر رمضان فاتى بعشاء وتمر وكماة فاكل عليه السّلام ، وكان يحبّ الكماة .
[50] الكافي : 6 / 370 باب الكماة حديث 2 .
[51] الكافي : 6 / 368 باب السداب حديث 2 .
[52] المحاسن : 517 باب 97 الجرير حديث 714 و 716 .
[53] المحاسن : 518 باب 97 الجرير حديث 716 .
[54] البحار : 14 السماء والعالم / 66 طبع كمباني .
[55] الكافي : 6 / 368 باب الجرير حديث 2 .
[57] الكافي : 6 / 368 باب الجرير حديث 4 .
الاكثر قراءة في آداب الطعام والشراب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة