وفيه مقامات :
المقام الأول : آداب الأكل والشرب
الأول : يجب الأكل والشرب عند الضرورة إليهما ، وينبغي الاقتصار في الأكل - سيما لصاحب الأوجاع والتخم والمزاج الضعيف - على لقمة الصباح والغداء والعشاء ، وعدم الأكل بينها ، وقد ورد أن لقمة الصباح مسمار البدن ، وورد استحباب أكل شيء ولو خبزا وملحا قبل الخروج من المنزل ، فإنه أعزّ للمؤمن وأقضى لحاجته[1]. وورد أن في الأكل بين الأكلات المزبورة فساد البدن[2].
ويستحب العشاء ولو بلقمة من خبز ، ولو بشربة من ماء ، فإنه قوة للجسم . وصالح للجماع[3] ، ويتأكد الاستحباب في حق الكهل - وهو من تجاوز الثلاثين - والشيخ[4] - وهو من تجاوز الأربعين[5] - . وينبغي للرجل إذا أسّن أن لا يبيت إلّا وجوفه ممتلئ من الطعام[6] - يعني امتلاء غير مكروه - .
ويكره ترك العشاء سيما ليلتي السبت والأحد متواليتين ، فإن من تركه فيهما ذهبت منه قوة لا ترجع إليه أربعين يوما[7] . وورد أن في ترك العشاء خراب البدن[8] ، وإنه ينقص قوة لا تعود إليه[9] ، وإنّ طعام الليل أنفع من طعام النهار[10] ، وإن في الجسد عرقا يقال له : عرق العشاء ، فإذا ترك الرجل العشاء لم يزل يدعو عليه ذلك العرق حتى يصبح ، يقول : أجاعك اللّه كما أجعتني ، وأظماك اللّه كما ظمأتني[11].
ويستحب البكور في الغداء ، فإنه يطيل العمر[12] ، وكون العشاء بعد صلاة العشاء ، فإنه عشاء النبيين والأئمة صلوات اللّه عليهم أجمعين[13].
ويكره الأكل في حال الجنابة ، لأنه يورث الفقر ، ويخاف عليه من البرص[14]. وتخف الكراهة أو ترتفع بغسل اليدين والمضمضة ، وأفضل من ذلك الوضوء[15].
ويستحب غسل اليدين جميعا قبل أكل الطعام وبعده وإن لم يأكل إلّا بإحداهما ، وقد ورد أنهما يذيبان الفقر ، ويزيدان في الرزق ، وإن أوله ينفي الفقر ، وآخره ينفي الّهم[16]. وإن من غسل يده قبل الطعام وبعده عاش في سعة ، وعوفي من بلوى جسده[17]. وإنه زيادة في العمر ، وإماطة للغمر[18] [ خ . ل : عن الثياب ] ، ويجلو البصر[19]. ولا فرق بين كون الطعام مائعا كالمرق أو غير مائع كالخبز ونحوه ، ولا بين كونه يباشر بيده أو بآلة كالملعقة . وينبغي عدم مسح اليد من الغسل قبل الطعام بالمنديل ، والأكل قبل أن تيبس ، فإنه لا تزال البركة في الطعام ما دامت النداوة في اليد[20].
ويستحب أن يبدأ صاحب الطعام في الضيافة قبل الضيف بغسل اليد قبل الطعام ، ثم من على يمينه ، ثم يدور عليهم إلى الأخير . وفي الغسل الأخير يبدأ بمن على يسار صاحب المنزل أو يسار باب المجلس ، ويكون صاحب الطعام آخر من يغسل[21]. ويستفاد من بعض المراسيل أن مراعاة الترتيب المذكور إنما هو حيث لا يكون في المجلس إمام أو فقيه عدل ، وإلّا بدأ بهما ، واللّه العالم . وكذا يستحب أن يبدأ صاحب الطعام بالأكل قبل الجميع ، ويكون هو آخر من يمتنع من الأكل[22]. وكذا الحال في رئيس المجلس الذي يحتشمه أهل المجلس . ويستحب أن تجمع غسالة الأيدي في إناء واحد عند تعدد الغاسلين ، لأنه أدعى للمحبة ، ويحسّن الأخلاق[23].
ويستحب أن يدعو إذا وضعت المائدة بين يديه بالمأثور ، مثل قول : « اللهم هذا من منّك ومن فضلك وعطائك ، فبارك لنا فيه ، وسوّ غناه ، وارزقنا خلفا إذا أكلناه فرّب محتاج إليه ، رزقت فأحسنت ، اللهم أجعلنا من الشاكرين »[24] وقول : « سبحانك اللهم ما أحسن ما تبتلينا ، سبحانك اللهم ما أكثر ما تعطينا ، سبحانك اللهم ما أكثر ما تعافينا ، اللهم أوسع علينا وعلى فقراء المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات »[25].
ويستحب إن يجلس عند إرادة الأكل جلسة العبد ، ويأكل أكل العبيد من حيث التواضع[26]. وورد ان النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان يجلس عند الأكل على نحو جلوس التشهد ، وكان يضع ركبته اليمنى على اليسرى ، وظاهر رجله اليمنى على باطن رجله اليسرى[27].
ويكره الأكل على السرير ، والتربع أيضا - بوضع احدى الرجلين على فخذ الأخرى - ومنبطحا على البطن ، ومتكئا على الظهر ، أو أحد الشقين كما يصنعه الملوك والمتكبرون[28] ، ولا بأس بالاعتماد على اليسرى ، بل لا يبعد استحبابه[29].
ويكره الأكل في السوق[30] ، وأما ماشيا فقد ورد النهي عنه[31] ، وورد صدوره منهم عليهم السّلام[32] ، وحيث إن الفعل مجمل ، فلعل ما صدر منهم عليهم السّلام كان في مقام الضرورة[33] ، فالأولى تركه عند عدم الضرورة .
ويستحب عند الشروع في الأكل التسمية ، فإنّ من سمّى بعد عنه الشيطان ، ولم يسأل عن نعيم ذلك ، ومن لم يسمّ أكل الشيطان معه[34]. وورد أنه إذا وضعت المائدة حفّها أربعة آلاف ملك ، فإذا قال العبد : بسم اللّه ، قالت الملائكة : بارك اللّه عليكم في طعامكم ، ثم يقولون للشيطان : أخرج يا فاسق لا سلطان لك عليهم ، فإذا فرغوا فقالوا : الحمد للّه ، قالت الملائكة : قوم أنعم اللّه عليهم فأدّوا شكر ربهم ، وإذا لم يسمّوا قالت الملائكة للشيطان : ادن يا فاسق فكل معهم ، فإذا رفعت المائدة ولم يذكروا اسم اللّه عليها ، قالت الملائكة : قوم أنعم اللّه عليهم فنسوا ربهم[35].
ويستحب أن يسمّى عند أكل كل لون على انفراده ، وعلى كل لقمة[36].
وقد ضمن أمير المؤمنين عليه السّلام لمن سمّى عند أكل الطعام أن لا يضره ، فقيل له : قد سميت وضرني ، فقال : لعلك أكلت ألوانا فسميت على بعضها دون بعض[37].
ويستحب إعادة التسمية عند قطعها بالكلام ، ولو قال : بسم اللّه على أوله وآخره ، قيل : أجزأ[38]. ولو نسي التسمية في الابتداء أستحب له ذلك حيثما ذكر ، بقول : بسم اللّه على أوله وآخره ، فإنه إذا سمّى عند التذكر تقيأ الشيطان ما أكل ، وأستقل الانسان بالطعام[39].
ويستحب التحميد بعد التسمية ، فقد ورد أن من قال عند رفع اللقمة : بسم اللّه والحمد للّه رب العالمين ، ثم وضع اللقمة في فيه ، غفر اللّه له ذنوبه قبل أن تصير اللقمة إلى فيه[40].
ويستحب عند إرادة الأكل أن يقول : « اللهم إني أسألك خير الأسماء ملء الأرض والسماء الرحمن الرحيم الذي لا يضر معه داء »[41]. وإذا خاف من أكل شيء قال : « بسم اللّه خير الأسماء ، بسم اللّه ملء الأرض والسماء الرحمن الرحيم الذي لا يضر مع اسمه شيء ولا داء » ، ويأكل فإنه لا يضر مع هذا الدعاء شيء[42].
ويكره رد السائل بعد حضور الطعام[43].
وينبغي عند أكل طعام ذي رائحة إطعام من يشم رائحته[44].
ويستحب الابتداء عند الأكل بالملح أو الخل ، والختم بشيء منهما أو بهما ، أو الابتداء بالملح والختم بالخل . وقد ورد أن من أفتتح طعامه بالملح وختم به عوفي من اثنين وسبعين نوعا من أنواع البلاء ، منها الجنون والجذام والبرص[45] ووجع الحلق والأضراس ووجع البطن[46]. وان الناس لو علموا ما في الملح لاختاروه على الترياق المجرّب[47]. وان من ذرّ الملح على أول لقمة فأكلها استقبل الغنى[48] ، وان اللّه وملائكته يصلّون على خوان عليه خلّ وملح[49]. وورد أن البدأة بالخل ليشد الذهن ، ويزيد في العقل[50]. وورد أنهم عليهم السّلام كانوا يبدأون بالملح ويختمون بالخل[51].
ويستحب الأكل باليمين مع الاختيار دون الشمال ودونهما[52]. نعم ورد أن شيئين يؤكلان باليدين جميعا : العنب والرمان[53].
ويستحب تصغير اللّقمة ، وإجادة المضغ ، وقلّة النظر في وجوه الناس[54] ، وخلع النعل عند الأكل[55] ، وعدم الأكل إلّا مع الجوع[56] ، بل يكره الأكل على الشبع وعدم الجوع ، لأنه يورث البرص[57] والحماقة والبله . وعن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال للحسن عليه السّلام : ألا أعلمّك أربع خصال تستغني بها عن الطب ؟ قال : بلى ، قال : لا تجلس على الطعام إلّا وأنت جائع ، ولا تقم عن الطعام إلّا وأنت تشتهيه ، وجوّد المضغ ، وإذا نمت فاعرض نفسك على الخلاء ، فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطب[58].
ويستحب طول الجلوس على المائدة ، فإنه لا يحسب من العمر ، والحمد والشكر في الأثناء ، ورفع الصوت بذلك ، وترك استعجال الذي يأكل وإن كان عبدا[59] ، وكذا محادثته المانعة من[60] الأكل لا مطلق الكلام كما يزعم ، غايته اقتضاء الكلام تجديد التسمية كما مرّ .
ويكره الأكل من رأس الثريد ، ويستحب الأكل من جوانبه ومما يليه لا مما في قدام غيره[61].
ويستحب الأكل بثلاث أصابع أقلّا ، وهي الإبهام والسبابة والوسطى[62] ، وأفضل منه الأكل بالجميع ، بل بالكف . ويكره الأكل بالأصبعين فإنه أكل الشيطان[63].
ويكره رمي الفاكهة قبل استقصاء أكلها ، بل يتّم أو يطعم الباقي محتاجا[64].
ويكره وضع منديل على الركبتين فوق الثوب عند الأكل[65].
ويستحب مناولة المؤمن اللقمة والماء والحلواء ، وقد كان النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إذا أكل لقم من بين عينيه ، وإذا شرب سقى[66] من عن يمينه[67].
وعن الصادق عليه السّلام : إن من لقّم مؤمنا لقمة حلاوة صرف اللّه عنه بها مرارة يوم القيامة[68].
ويستحب إذا حضر الخبز أن لا ينتظر به غيره ، وأكله إذا حضر قبل اللحم والادام[69].
ويكره وضع الخبز تحت القصعة[70] وشمّه وقطعه بالسكين[71] ، بل يستحب كسره باليد[72]. ويكره أيضا قطعه بالسن ، وقد عدّ من مورثات الفقر ، وورد في بعض الأخبار عدم البأس بقطعه بالسكين عند عدم الادام[73].
ويكره اكل الطعام الحار جدا ، لأنه ممحوق البركة ، وللشيطان فيه نصيب[74] ، بل يستحب تركه حتى يبرد لكن لا بالّمرة[75] ، بل يستحب اكله قبل ان تذهب حرارته بالكلّية ، وذكر النار عند احساس حرارته[76]. وقد ورد ان البركة في السخونة ، وان الطعام السخن أطيب[77].
ويكره النفخ في الطعام والشراب ، سيّما إذا كان معه من يخاف ان يعافه[78].
وورد عدم البأس بالنفخ على الطعام ليبرد[79] ، واحتمل حمله على حال الاستعجال والضرورة .
ويكره التّملي من المأكل ، لان اللّه يبغض كثرة الأكل[80]. وقد ورد ان أقرب ما يكون العبد إلى الشيطان حين يملأ بطنه[81]، وما من شيء أبغض إلى اللّه سبحانه من بطن مملوءة ، وليس شيء أضرّ على قلوب المؤمنين من كثرة الأكل ، وانها تذهب بماء الوجه[82]. وورد الامر بجعل ثلث البطن للطعام ، وثلث للشراب ، وثلث للنفس[83]. ولو وصل التّملي إلى حد الافراط حرم[84].
ويكره ارتكاب ما يورث التخمة ، فقد ورد ان كل داء من التخمة إلا الحمى فإنها ترد ورودا[85].
ويستحب التحميد عند الشبع من الطعام ، فان من فعل ذلك لم يسأل عن نعيم ذلك[86]. وورد ان ما من رجل يجمع عياله ويضع مائدة ، فيسمون في أول طعامهم ويحمدون في آخره ، فترفع[87] المائدة حتى يغفر لهم[88].
وورد استحباب ان يقول : « الحمد للّه الذي يطعم ولا يطعم »[89].
ويستحب إذا رفعت المائدة الدعاء بالمأثور وهو قول : « الحمد للّه الذي حملنا في البر والبحر ، ورزقنا من الطيبات ، وفضلنا على كثير ممن خلق [ خلقه ] تفضيلا[90] ، الحمد للّه الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وأيدنا وآوانا وأنعم علينا وأفضل ، الحمد للّه الذي يطعم ولا يطعم »[91] وقول : « الحمد للّه هذا منك ومن محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم »[92] وقول : « الحمد للّه الذي أشبعنا في جائعين ، وأروانا في ظامئين ، وآوانا في ضائعين[93] ، وحملنا في راجلين ، وآمننا في خائفين ، وأخدمنا في عانين »[94] وقول : « اللهم لك الحمد بمحمد رسولك صلّى اللّه عليه وآله وسلّم [ لك الحمد ] ، اللهم لك الحمد صلي على محمد وعلى أهل بيته »[95].
ويستحب الدعاء لصاحب الطعام بعد الفراغ منه[96].
ويستحب غسل اليدين بعد الطعام ، كما مرّ .
ويستحب مسح الوجه والرأس والحاجبين ببلل هذا الغسل ، وقول : « الحمد للّه المحسن المجمل المنعم المفضل[97] ، اللهم أجعلني ممن لا يرهق وجهه قتر و [ خ . ل : لا ] ذلة[98] ، اللهم إني أسألك الزينة والمحبة ، وأعوذ بك من المقت والبغضة » ، فقد ورد إن ذلك يدفع رمد العين[99]. وأرسل عدل ثقة أمين قدس سره منذ نيف وعشرين سنة رواية باستحباب المضمضة عند الغسل بعد الطعام مرتين ، وابتلاع ماء المضمضة الأولى ، فإنه لا يمر بداء إلّا أزاله ، وقذف ماء المضمضة الثانية ، فإنه داء ، ولكني لم أعثر على هذه الرواية إلى الآن ، وليته - قدس سره - كان حيا فاستعمله محلها .
ويستحب مسح اليدين بالمنديل من أثر الغسل الأخير ، لا الغسل قبل الطعام كما مر[100].
ويستحب غسل أيدي الصبيان أيضا من الغمر ، فإن الشيطان يشم الغمر ، فيفزع الصبي في رقاده ويتأذى به الملكان[101].
ويستحب إن يلعق الانسان بعد الأكل أصابعه في فيه فيمصها قبل الغسل الأخير ، فإنه إذا فعل ذلك قال اللّه عزّ وجل : بارك اللّه فيك[102]. وإن يلطع ظرف الطعام ، فإن من لطع قصعة فكأنما تصدق بمثلها[103].
ويكره مسح اليد بالمنديل وفيها شيء من الطعام حتى يمصها ، أو يكون إلى جانبه صبي فيمصه[104].
ويكره ايواء منديل الغمر في البيت فإنه مربض الشيطان[105].
ويستحب غسل داخل الفم بعد الطعام بالسعد[106] ، فإنه يطيب الفم ، ويزيد في الجماع ، ولا تصيبه علّة في فمه . وغسل خارجه بالأشنان[107] ، من دون ان يأكل شيئا منه ، فإن أكله يبخر الفم ، ويورث السل ، ويذهب بماء الظهر ، ويوهن الركبتين[108].
ويستحب تخليل الأسنان بعد الأكل ، فإنه يطيب الفم ، وينقيه ، ويصلح اللثة والنواجذ ، ويجلب الرزق[109]. ويكره تركه لتأذي الملائكة من ريح ما بين الأسنان[110]. ويجوز الخلال بكل عود[111] ، ويكره بعود الريحان والرمان ، فإنهما يهيجان عرق الجذام ، وبالقصب والآس[112] ، فإنهما يحركان عرق الاكلة[113] ، وبالطرفاء[114] فإنه يورث الفقر[115]. وروي إن من تخلل بالقصب لم تقض له حاجة ستة أيام[116].
ويستحب أكل ما دار عليه اللسان من بقية الطعام وأخرجه[117] ، ورمي ما أخرجه الخلال وما كان في الأضراس ، فإن ابتلاعه يورث جراحة الأمعاء .
ويكره ازدراد[118] ما يتخلل به فإن منه يكون الدبيلة - وهي الطاعون - ودمّل يكون في الجوف ، ويقتل صاحبه غالبا[119].
ويستحب تتبع ما يسقط من الخوان في المنزل من الطعام ولو مثل السمسم وأكله ، فإنه شفاء من كل داء[120] ، وينفي الفقر عنه ، وعن ولده إلى السابع ، ويكثر الولد[121] ، وأنه مهور حور العين[122] ، وأنه أمان من الجنون والجذام ، والبرص ، والمرة الصفراء ، والحمق[123] ، وهذا بخلاف الصحراء ، فإن المسنون فيها ترك ما يسقط من سفرته للطير والسبع ولو كان فخذ شاة[124].
وينبغي اكرام الطعام[125] ، ويكره إن يداس بالرجل ، بل لعله يحرم إذا كان بقصد الإهانة[126] ، وكذا يكره إن تداس السفرة بالرجل[127] ، ويكره الأكل على الخوان المرتفع من الأرض ، لأنه من فعل المتكبرين[128] ، وإذا حضر الطعام في وقت الصلاة ، فإن لم يؤد الأكل إلى فوات وقت الفضيلة أو عروض الكسل المانع من التوجه قدم الأكل ، وإلّا قدمت الصلاة[129].
ويستحب بعد الطعام - سيما الغداء - الاستلقاء ووضع الرجل اليمنى على اليسرى[130] ، ويكره عند الجشاء رفع الرأس إلى السماء ، وكذا عند البزاق[131]. ويستحب تقصير الجشاء[132] إذا أمكن و [ قول ] : « الحمد للّه » بعده ، لأنه نعمة من اللّه سبحانه[133].
ويستحب الاجتماع على أكل الطعام ، وأكل الرجل مع عياله ومماليكه صغارا وكبارا وخدمه حتى السودان والبواب والسايس والحجام ، وكثرة الأيدي على الطعام[134] ، بل يكره عزل مائدة للسودان والخدم[135]. وقد ورد إن من عزل ملعون[136]، ويستثنى من ذلك ما إذا حضر من يعّد ذلك نقصا على [ الرجل ] الجليل[137] ، لأمر الرضا عليه السّلام بتفرق هؤلاء عند احساس مجيء المأمون لعنه اللّه[138].
ويكره أكل الزاد منفردا[139] ، وكذا الأكل مع المرأة في اناء واحد ، فإنه يورث النسيان[140]. وورد النهي عن الأكل مع الأم ، مخافة سبق اليد إلى ما سبقت عينها إليه فيوجب العقوق ، وقد علل مولانا السجاد عليه السّلام عدم أكله مع أمه أيضا بذلك[141].
ويستحب أكل سؤر المؤمن وشربه ، لأنه شفاء من كل داء[142]. ويكره سؤر ما لا يؤكل لحمه إذا كان طاهر العين سيما الفار[143] فان سؤره يورث النسيان .
ويحرم حضور مائدة يشرب عليها الخمر[144] ، أو غيرها من المسكرات ، سواء اكل من محلل تلك المائدة أم لم يأكل ، وان أكل كان عاصيا ، ولم يكن ما في بطنه محرما . ما لم يأكل من المحرم ، وان جيء بالمسكر في أثناء المائدة وجب القيام منها[145] ، واما الحضور على مائدة يعصى عليها بغير شرب المسكر فلا يحرم[146] ، إلّا ان يتوقف النهي عن المنكر - مع اجتماع شرائطه - على القيام ، أو ترك الأكل ، فإنه يجب لذلك[147].
ويحرم الأكل والشرب في أواني الذهب والفضة[148] كما ذكرناه مشروحا في مناهج المتقين .
ويكره ترك الاناء الذي فيه شيء من المأكول والمشروب بغير غطاء ، فان الشيطان يبزق فيه ويأخذ منه شيئا[149] ، ويستفاد من بعض الأخبار كراهة القيام في أثناء الطعام قبل الفراغ منه حتى لاحترام المولى[150].
[1] المحاسن : 449 باب 48 نوادر في الطعام حديث 355 .
[2] المحاسن : 420 باب 26 الغداء والعشاء حديث 196 .
[3] المحاسن : 421 باب 26 الغداء والعشاء حديث 199 و 202 ، وصفحه 423 باب 26 حديث 211 .
[4] الشيخ هو من جاوز سنّه أربعين سنة ، والشاب من تجاوز البلوغ إلى ثلاثين سنة ، وما بينهما كهل ، فالشيخ فوق الكهل . مجمع البحرين باب ما آخره الخاء .
[5] المحاسن : 422 باب 26 الغداء والعشاء حديث 205 و 207 و 208 .
[6] المحاسن : 422 باب 26 الغداء والعشاء حديث 205 ، والكافي : 6 / 288 باب فضل العشاء وكراهية تركه حديث 3 .
[7] المحاسن : 422 باب 26 الغداء والعشاء حديث 209 .
[8] المحاسن : 422 باب 26 الغداء والعشاء حديث 203 ، والكافي : 6 / 288 باب فضل العشاء وكراهية تركه حديث 1 .
[9] المحاسن : 423 باب 26 الغداء والعشاء حديث 210 .
[10] الكافي : 6 / 289 باب فضل العشاء وكراهية تركه حديث 11 .
[11] الكافي : 6 / 289 باب فضل العشاء وكراهية تركه حديث 12 .
[12] طبّ الائمّة عليهم السّلام : 73 .
[13] الكافي : 6 / 289 باب فضل العشاء وكراهيّة تركه حديث 7 .
[14] الفقيه : 1 / 47 باب 19 حديث 178 ، قال : وروي أن الاكل على الجنابة يورث الفقر . والكافي : 3 / 51 باب الجنب يأكل ويشرب حديث 12 ، وفيه : ولا بأس ان يتنور الجنب ويحتجم ويذبح ولا يذوق شيئا حتى يغسل يديه ويتمضمض ، فإنه يخاف منه الوضح .
[15] الفقيه : 1 / 47 باب 19 حديث 179 .
[16] الكافي : 6 / 290 باب الوضوء قبل الطعام حديث 2 و 5 .
[17] الكافي : 6 / 290 باب الوضوء قبل الطعام حديث 1 .
[18] والغمر - بالتحريك - الدسم والزهوة من اللحم ، ومنه الحديث : لا يبيّتن أحدكم ويده غمرة . مجمع البحرين .
[19] الكافي : 6 / 290 باب الوضوء قبل الطعام وبعده حديث 3 .
[20] الكافي : 6 / 291 باب التمندل ومسح الوجه بعد الوضوء حديث 1 .
[21] الكافي : 6 / 290 باب صفة الوضوء قبل الطعام حديث 1 .
[22] المحاسن : 449 باب 48 نوادر الطعام حديث 354 .
[23] المحاسن : 426 باب 30 الوضوء قبل الطعام وبعده حديث 229 .
[24] الكافي : 6 / 294 باب التسمية والتحميد والدعاء على الطعام حديث 12 .
[25] الكافي : 6 / 293 باب التسمية والتحميد والدعاء على الطعام حديث 8 . باختلاف مع المتن .
[26] المحاسن : 456 باب 51 باب الاكل متكئا حديث 386 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يأكل اكل العبد ، ويجلس جلوس العبد ، ويعلم أنه عبد . انظر : الكافي : 6 / 272 باب الاكل متكئا حديث 1.
[27] مكارم الأخلاق : 27 .
[28] الكافي : 6 / 271 باب الاكل متكئا حديث 4 و 7 و 8 .
[29] الكافي : 6 / 271 باب الاكل متكئا حديث 5 ، بسنده عن الفضيل بن يسار قال : كان عباد البصري عند أبي عبد اللّه عليه السّلام يأكل فوضع أبو عبد اللّه عليه السّلام يده على الأرض ، فقال له عباد : أصلحك اللّه ! اما تعلم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم نهى عن هذا ، فرفع يده فاكل ، ثم أعادها أيضا فقال له أيضا فرفعها ، ثم اكل فأعادها ، فقال له عباد أيضا ، فقال له أبو عبد اللّه عليه السّلام : لا واللّه ما نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عن هذا قطّ . ولعل من فعل الامام عليه السّلام استفيد الاستحباب مع أن الفعل اعمّ ، واللّه العالم .
[30] السرائر : 469 - الطبعة الحجرية - .
[31] المحاسن : 459 باب 52 الاكل ماشيا حديث 200 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : لا تأكل وأنت ماش الّا ان تضطر إلى ذلك .
[32] المحاسن : 458 باب 52 الاكل ماشيا حديث 398 .
[33] أو لبيان أصل الجواز .
[34] المحاسن : 432 باب 34 القول قبل الطعام وبعده حديث 259 وحديث 265 .
[35] الكافي : 6 / 292 باب التسمية والتحميد والدعاء على الطعام حديث 1 .
[36] المحاسن : 438 باب 35 حديث 288 .
[37] الكافي : 6 / 295 باب التسمية والتحميد والدعاء على الطعام حديث 18 و 19.
[38] الكافي : 6 / 295 باب التسمية والتحميد والدعاء على الطعام حديث 20 .
[39] الكافي : 6 / 294 باب التسمية والتحميد والدعاء على الطعام حديث 11 .
[40] الكافي : 6 / 293 باب التسمية والتحميد والدعاء على الطعام حديث 7 .
[41] المحاسن : 438 باب 35 حديث 289 .
[42] الكافي : 6 / 318 باب الشواء والكباب والرؤوس حديث 1 .
[43] المحاسن : 423 باب 28 حق المائدة حديث 213 .
[44] لم اعثر على رواية بما ذكره المؤلف قدس سره ، ولكن الاعتبار برعاية حال الفقراء يساعده .
[45] الكافي : 6 / 326 باب فضل الملح حديث 2 .
[46] المحاسن : 593 باب 19 الملح حديث 110 .
[47] الكافي : 6 / 326 باب فضل الملح حديث 4 .
[48] المحاسن : 594 باب 19 فضل الملح حديث 113 .
[49] المحاسن : 487 باب الخلّ 71 حديث 552 .
[50] الكافي : 6 / 329 باب الخلّ حديث 4 .
[51] الكافي : 6 / 330 باب الخل حديث 12 .
[52] المحاسن : 456 باب 50 الاكل والشرب بالشمال حديث 383 .
[53] المحاسن : 556 باب 120 حديث 914 .
[54] الوسائل : 2 / 283 باب 112 حديث 1 .
[55] المحاسن : 449 باب 47 حديث 351 ، بسنده قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : اخلعوا نعالكم عند الطعام ، فإنه سنّة جميلة ، وأروح للقدمين .
[56] الخصال : 1 / 228 باب اربع خصال يستغنى بها عن الطبّ حديث 67 .
[57] الكافي : 6 / 269 باب كراهية كثرة الاكل حديث 7 .
[58] حديث الخصال المتقدم .
[59] تحف العقول : 172 بإسناده عن كميل بن زياد عن أمير المؤمنين عليه السّلام - في وصيّته له - قال : يا كميل ! أحسن خلقك ، وابسط جليسك ، ولا تنهرن خادمك . يا كميل ! إذا أنت أكلت فطول اكلك ليستوفي [ خ . ل : يستوف ] من معك ، وترزق منه غيرك . يا كميل ! إذا استويت على طعامك فاحمد اللّه ما رزقك ، وارفع بذلك صوتك ، ليحمده سواك ، فيعظم بذلك اجرك . يا كميل ! لا توقر معدتك طعاما ، ودع فيها للماء موضعا ، وللريح مجالا .
[60] الشاغلة عن : خ . ل . [ منه ( قدس سره ) ] .
[61] الكافي : 6 / 318 باب الثريد حديث 9 .
[62] الكافي : 6 / 297 باب نوادر حديث 6 ، ومكارم الأخلاق : 28 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام انه كان يجلس جلسة العبد ، ويضع يده على الأرض ، ويأكل بثلاث أصابع ، وان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان يأكل هكذا ليس كما يفعل الجبارون أحدهم يأكل بإصبعيه .
[63] مكارم الأخلاق : 28 .
[64] المحاسن : 441 باب 39 تقصّي الفاكهة حديث 304 .
[65] المحاسن : 450 باب 48 نوادر في الطعام حديث 364 .
[66] كذا في الرواية . وفي الأصل : لقم .
[67] الكافي : 6 / 299 باب نوادر حديث 17 .
[68] ثواب الأعمال : 181 ثواب من لقّم مؤمنا لقمة حلاوة حديث 1 .
[69] الكافي : 6 / 303 باب فضل الخبز حديث 5 .
[70] الكافي : 6 / 304 باب فضل الخبز حديث 11 .
[71] الكافي : 6 / 304 باب فضل الخبز حديث 13 .
[72] الكافي : 6 / 304 باب فضل الخبز حديث 14 .
[73] الكافي : 6 / 303 باب فضل الخبز حديث 9 .
[74] المحاسن : 406 باب 13 الطعام الحارّ حديث 117 .
[75] الكافي : 6 / 322 باب الطعام الحارّ حديث 2 .
[76] الكافي : 6 / 322 باب الطعام الحارّ حديث 5 .
[77] المحاسن : 406 باب 12 الطعام السخن حديث 114 .
[78] الفقيه : 4 / 5 باب 1 باب ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ووسائل الشيعة : 16 / 518 باب 92 حديث 2 .
[79] وسائل الشيعة : 16 / 518 باب 92 حديث 2 .
[80] الكافي : 6 / 269 باب كراهية كثرة الاكل حديث 4 .
[81] المحاسن : 439 باب 37 باب الاقتصاد في الاكل ومقداره حديث 297 ، والكافي : 6 / 270 باب كراهية كثرة الاكل حديث 11 .
[82] مستدرك وسائل الشيعة : 3 / 81 باب 2 حديث 9 .
[83] الكافي : 6 / 269 باب كراهية كثرة الاكل حديث 9 .
[84] وذلك لان الافراط في التملي وكثرة الاكل يوجب الاضرار بالنفس وهو محرّم شرعا .
[85] الكافي : 6 / 269 باب كراهيّة كثر الاكل حديث 8 .
[86] الكافي : 6 / 293 باب التسيمة والتحميد والدعاء على الطعام حديث 6 .
[87] خ . ل : فلا ترفع . وهو الظاهر . [ منه ( قدس سره ) ] .
[88] الكافي : 6 / 296 باب التسمية والتحميد والدعاء على الطعام حديث 25 .
[89] الكافي : 6 / 294 باب التسمية والتحميد والدعاء على الطعام حديث 13 ، بسنده قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : اذكر اسم اللّه على الطعام ، فإذا فرغت فقل : « الحمد للّه الذي يطعم ولا يطعم » .
[90] الكافي : 6 / 294 باب التسمية والتحميد والدعاء على الطعام حديث 12 .
[91] المحاسن 435 باب 34 القول قبل الطعام وبعده حديث 177 .
[92] الكافي : 6 / 296 باب التسمية والتحميد والدعاء على الطعام حديث 21 .
[94] الكافي : 6 / 295 باب التسمية والتحميد والدعاء على الطعام حديث 16 .
[95] وسائل الشيعة : 16 / 488 باب 59 حديث 7 .
[96] المحاسن : 439 باب 294 الدعاء لصاحب الطعام حديث 295 ، بسنده عن أبي عبد اللّه السمّان ، انّه حمل إلى أبي عبد اللّه عليه السّلام لطفا فاكل معه منه فلمّا فرغ قال : الحمد للّه . وقال له : اكل طعامك الأبرار وصلت عليك الملائكة الأخيار .
[97] الكافي : 6 / 292 باب التمندل ومسح الوجه بعد الوضوء حديث 5 .
[98] المحاسن : 426 باب 30 الوضوء قبل الطعام حديث 224 وذيله .
[99] المحاسن : 426 باب 30 الوضوء قبل الطعام حديث 224 ذيله .
[100] الكافي : 6 / 291 باب التمندل ومسح الوجه بعد الوضوء حديث 2 .
[101] الخصال : 632 حديث الأربعمائة حديث 10 ، وفيه : الكاتبان .
[102] المحاسن : 443 باب 42 باب لعق الأصابع حديث 315 .
[103] الكافي : 6 / 297 باب نوادر حديث 4 .
[104] المحاسن : 443 باب 42 باب لعق الأصابع حديث 317 .
[105] الكافي: 6 / 299 باب نوادر حديث 18 .
[106] السعد - بضم السين - طيب معروف بين الناس ، ومنه الحديث : اتخذوا السعد لا سنانكم فإنه يطيب الفم . مجمع البحرين .
[107] الأشنان نبت معروف .
[108] الكافي : 6 / 378 باب الأشنان والسعد حديث 1 و 2 .
[109] الكافي : 6 / 376 باب الخلال حديث 3 و 4 و 5 .
[110] المحاسن : 558 باب 123 الخلال والسواك حديث 927 .
[111] الكافي : 6 / 377 باب الخلال حديث 10 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : كان النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يتخلّل بكل ما أصاب ما خلا الخوص والقصب .
[112] الاس : فسّره المجلسي ( قدس سره ) بسعف النخل . [ منه ( قدس سره ) ] .
[113] الآكلة : تسوّس الأسنان .
[114] الطرفاء : عود وحش .
[115] مكارم الأخلاق : 175 .
[116] مكارم الأخلاق : 175 .
[117] الكافي : 6 / 377 باب رمي ما يدخل بين الأسنان حديث 1 ، بسنده عن إسحاق بن جرير ، قال سالت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن اللّحم الذي يكون في الأسنان ، فقال : امّا ما كان في مقدّم الفم فكله ، وما كان في الأضراس فاطرحه . وما في المتن هو الحديث الثاني هناك ، فلاحظ .
[118] الازدراد : هو الابتلاع .
[119] الكافي : 6 / 378 باب رمي ما يدخل بين الأسنان حديث 4 .
[120] الكافي : 6 / 301 باب اكل ما يسقط من الخوان حديث 9 ، والمحاسن : 444 باب 43 اكل ما يسقط من الفتات حديث 321 .
[121] الكافي : 6 / 300 باب أكل ما يسقط من الخوان حديث 4 ، والمحاسن : 444 باب 43 أكل ما يسقط من الفتات حديث 322 .
[122] عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 202 باب 31 .
[123] مكارم الأخلاق : 167 .
[124] الفقيه : 3 / 225 باب 97 حديث 1054 .
[125] الكافي : 6 / 303 باب فضل الخبز حديث 5 ، بسنده قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : أكرموا الخبز ، فقيل : يا رسول اللّه ! وما اكرامه ؟ قال : إذا وضع لم ينتظر به غيره ، وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ومن كرامته ان لا يوطأ ولا يقطع .
[126] لا ريب عند المتشرعة عملا ولدى الفقهاء فتوا ان إهانة الخبز محرمة بلا ريب ، بل إهانة غير الطعام محرمة ان رجعت الإهانة إلى إهانة صانعها ، نعم ربّما يناقش في مصداق الإهانة ، فتدبّر .
[128] مجمع البحرين : 505 - الحجرية - .
[129] أقول : لم أظفر على رواية تصرح بما ذكره المؤلف قدس سره ، وانّما المروي كما في الكافي : 6 / 298 باب نوادر حديث 9 - بسنده عن سماعة بن مهران ، قال : سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن الصلاة تحضر وقد وضع الطعام ، قال : ان كان أول الوقت يبدأ بالطعام ، وان كان قد مضى من الوقت شيء وتخاف ان تفوتك فتعيد الصلاة فابدأ بالصلاة .
[130] الكافي : 6 / 299 باب نوادر حديث 21 .
[132] التجشّؤ : اخراج ريح من الفم مع الصوت عند الشبع .
[134] عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 293 ، بسنده قال : حدثني ياسر الخادم قال : كان الرضا عليه السّلام إذا خلا جمع حشمه كلهم عنده ؛ الصغير والكبير فيحدّثهم ويأنس بهم ويؤنسهم ، وكان عليه السّلام إذا جلس على المائدة لا يدع صغيرا ولا كبيرا حتى السائس والحجام الّا اقعده معه على مائدته . . وفي صفحه 311 باب 43 ، بسنده عن إبراهيم بن العباس قال : ما رأيت أبا الحسن الرضا عليه السّلام جفا أحدا بكلمة قطّ ، ولا رايته قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه ، وما ردّ أحدا عن حاجة يقدر عليها ، ولا مدّ رجله بين يدي جليس له قطّ ، ولا اتكئ بين يدي جليس له قطّ ، ولا رأيته شتم أحدا من مواليه ومماليكه قطّ ، ولا رأيته تفل ، ولا رأيته يقهقه في ضحكه قطّ ، بل كان ضحكه التبسّم ، وكان إذا خلا ونصب مائدته اجلس معه على مائدته مماليكه ومواليه حتى البوّاب والسائس...
[135] الكافي : 8 الروضة / 230 حديث 296 ، بسنده قال : كنت مع الرضا عليه السّلام في سفره إلى خراسان ، فدعا يوما بمائدة له فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم ، فقلت : جعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائدة . فقال : مه ! انّ الربّ تبارك وتعالى واحد ، والام واحدة ، والأب واحد ، والجزاء بالأعمال .
[136] المحاسن : 398 باب 5 الانفراد بالطعام حديث 76 و 77 .
[137] أقول : إذا كان عزل المائدة ناشئا عن تكبر الشخص وترفّعه على من حضره فذاك محرّم قطعا ، واللّعن في الحديث محمول عليه ، اما إذا لم يكن عن ذلك فلا دليل عليه ، بل ربّما في بعض الموارد يكون مكروها كما إذا كان عدم عزل المائدة موجبا لتحقير المؤمن ، بل ربّما يكون حراما ، فتفطن .
[138] عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 293 .
[139] المحاسن : 398 باب 5 الانفراد بالطعام حديث 76 .
[140] لم اعثر على رواية كراهة الاكل مع المرأة في اناء واحد ، فراجع .
[141] وسائل الشيعة : 16 / 323 باب 12 حديث 7 .
[142] الوسائل : 17 / 208 باب 18 حديث 3 ، وثواب الأعمال : 181 .
[143] الكافي : 3 / 10 باب الوضوء من سؤر الدواب ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام انه كره سؤر كل شيء لا يؤكل لحمه . أقول: استثنى من هذا الحكم سؤر الهرة كما في الكافي : 3 / 9 باب الوضوء من سؤر الدواب حديث 4 .
[144] أقول : إذا كان حضوره على المائدة التي يشرب عليها الخمر يصدق عليه عرفا امضاء وموافقة أو ترويجا لذلك المحرم كان حضورا محرما قطعا ، وان كان غيابه عن تلك المائدة موجبا للارتداع أو مصداقا لإنكار المنكر كانت غيبته واجبا بلا ريب ، وربّما يناقش في بعض مصاديق المسألة ، فتدبّر .
[145] الكافي : 6 / 268 باب كراهية الاكل على مائدة يشرب عليها الخمر ، عن هارون بن الجهم قال : كنّا مع أبي عبد اللّه عليه السّلام بالحيرة حين قدم على أبي جعفر المنصور فختن بعض القواد ابنا له ووضع طعاما ودعا الناس ، وكان أبو عبد اللّه عليه السّلام فيمن دعي ، فبينما هو على المائدة يأكل ومعه عدة على المائدة ، استسقى رجل منهم فأتي بقدح فيه شراب لهم ، فلما صار القدح في يد الرجل ، قام أبو عبد اللّه عليه السّلام عن المائدة ، فسئل عن قيامه فقال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ملعون ملعون من جلس على مائدة يشرب عليها الخمر .
[146] لعدم دليل صالح على الحرمة بالعنوان الاوّلي ، وعند الشك فالمعول عليه اصالة حلية الجلوس ، وعدم وجوب القيام عن المائدة .
[147] وذلك لدليل وجوب النهي عن المنكر ان اجتمعت شرائطه .
[148] حرمة الاكل والشرب في أواني الذهب والفضة مما قام الاجماع عليه بين الامامية ، بل ادعي اجماع المسلمين عليه ، وقد وردت روايات كثيرة في الباب ولا تخلو بعضها من مناقشة ، والعمدة في الحكم هو الاجماع المحقق ، ولا وجه للمناقشة في دلالة بعض النصوص أو سندها بعد ثبوت الاجماع ، نعم الحكم بجواز اقتنائها للزينة وعدم الجواز ، فهو ممّا يقع الكلام فيه ، والمشهور بين المتأخرين الجواز ، واللّه الهادي إلى الصواب .
[149] المحاسن : 523 باب 29 مناولة الخادم حديث 214 .
[150] الكافي : 6 / 298 باب نوادر حديث 10 ، بسنده عن ياسر الخادم ونادر جميعا قالا : قال لنا أبو الحسن عليه السّلام : ان قمت على رؤوسكم وأنتم تأكلون فلا تقوموا حتى تفرغوا ، ولربّما دعا بعضنا فيقال له : هم يأكلون ، فيقول : دعهم حتى يفرغوا .
الاكثر قراءة في آداب الطعام والشراب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة