الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
في آداب شرب الماء
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج1/ ص191-197
2025-05-15
54
الذي ورد انه سيد الأشربة في الدنيا والآخرة[1] ، وان طعمه طعم الحياة[2] ، ومنه خلق كل شيء حي[3] ، والبارد منه ألّذ[4] ، والمفّور منه سبع مرات مع التبريد بين كل مرة ومرة بالقلب من اناء إلى اناء يذهب بالحمّى ، ويقوّي الساقين والقدمين[5].
ويستحب شرب الماء بعد الطعام ، فإنه يدير الطعام في المعدة ، ويسكن الغضب ، ويزيد في اللب ، ويطفئ المرار[6] . ويستحب تقليله مهما أمكن ، بل يكره اكثاره ، فإنه مادة لكل داء[7] سيما بعد الدسم ، فإنه يهيج الداء[8].
ويستحب شربه بعد التمر[9].
ويستحب لمن شرب الماء التسمية قبله[10] ، وشربه مصّا ويكره عبّا[11] .
ويستحب الشرب قياما نهارا ، فان شربه من قيام نهارا ادّر للعروق[12] ، وأقوى للبدن ، وليلا يورث الماء الأصفر[13]. ويكره الشرب قائما ليلا ، وقد حمل عليه ما ورد من أن من شرب الماء قائما فابتلاه اللّه تعالى بداء لا دواء له ، فلا يلوّمن إلا نفسه ، وكذا ما ورد من أنه يورث الماء الأصفر ، وظاهر جملة من الأخبار انكار كراهة الشرب قائما مطلقا[14] ، وفصّل بعضها بين الليل والنهار بحمل المانعة على الليل ، لأنه يورث الماء الأصفر ، والمرخّصة على النهار .
ويكره الشرب بنفس واحد ، سيما إذا كان من يناول الماء عبدا[15]. نعم إن كان حرا فظاهر بعض الأخبار عدم البأس بالشرب بنفس واحد[16] وان كان الأفضل الشرب بثلاثة أنفاس بين كل اثنين منها تحميد[17]. وقد قال مولانا الصادق عليه السّلام : ان الرجل منكم ليشرب الشربة من الماء فيوجب اللّه تعالى له بها الجنة ، ثم قال في بيانه : انه ليأخذ الاناء فيضعه على فيه فيسمي ، ثم يشرب فينحّيه وهو يشتهيه ، فيحمد اللّه ، ثم يعود فيشرب ، ثم ينحّيه فيحمد اللّه ، ثم يعود فيشرب ، ثم ينحّيه ، فيوجب اللّه عز وجل بها له الجنة[18].
ويستحب أن يدعو بالمأثور ، ومنه ان يقول عند الشرب : « الحمد للّه الذي سقانا عذبا ذلولا [ خ . ل : زلالا ] ، ولم يسقنا ملحا أجاجا ، ولم يؤاخذنا بذنوبنا »[19]. وان يقول : « الحمد للّه الذي سقاني فأرواني ، وأعطاني فارضاني ، وعافاني وكفاني . اللهم اجعلني ممن تسقيه في المعاد من حوض محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وتسعده بمرافقته ، برحمتك يا أرحم الراحمين »[20]. وورد أن من قال عند شرب الماء بالليل ثلاث مرات : « عليك السّلام من ماء زمزم وماء فرات » أو قال : « يا ماء ! ماء زمزم وماء فرات يقرئك السّلام » بعد تحريك الاناء ، لم يضره شرب الماء بالليل[21].
ويستحب ذكر سيد الشهداء أرواحنا فداه والسّلام عليه ولعن قاتله لمن شرب الماء ، فإن من فعل ذلك كتب اللّه عز وجل له مائة ألف حسنة ، وحطّ عنه مائة ألف سيئة ، ورفع له مائة ألف درجة ، وكان كمن أعتق ألف نسمة ، وحشره اللّه تعالى يوم القيامة ثلج الفؤاد[22]. وأحسن ما يشرب فيه الخزف[23] ، إلّا خزف مصر ، فإن الشرب فيه والغسل بطين مصر يذهب بالغيرة ويورث الدياثة[24]. ويكره الشرب بالأفواه من أفواه الأسقية ، ومن ثلمة الاناء ، ومن موضع عروته ، ومن أذنه فإن الشيطان يقعد عند ذلك ، ويشرب من ذلك الموضع[25] ، بل ينبغي الشرب من شفته الوسطى[26]. ويستحب الشرب باليد ، وباليمنى دون اليسرى[27] ، بل يكره الشرب باليسرى ، ولي في شمول الكراهة لرفع اناء الماء باليسرى والشرب من الاناء تأمل ، وإن كان الاجتناب أولى[28] ويكره النفخ في قدح الماء[29]. ويستحب شرب سؤر المؤمن تبّركا كما مرّ ، لأنه شفاء من سبعين داء[30] ، ومن شرب سؤر المؤمن تبرّكا به خلق اللّه بينهما ملكا يستغفر لهما حتى تقوم الساعة[31]. ومن شرب من سؤر أخيه المؤمن يريد به التواضع ، أدخله اللّه الجنة البتة[32].
ويستحب الاستشفاء بماء المطر النازل من ميزاب الكعبة[33] ، وكذا يستحب شرب ماء زمزم ، والاستشفاء به ، فإنه شفاء من كل داء[34] ، وكذا شرب ماء الفرات والاستشفاء به ، وقد ورد أنه يصّب فيه ميزابان من الجنة[35] ، وإنه يسقط فيه كل يوم سبع قطرات من الجنة[36] ، وإن ملكا من السماء يهبط كل ليلة معه ثلاثة مثاقيل مسكا من مسك الجنة فيطرحها في الفرات ، وما من نهر في شرق الأرض وغربها أعظم بركة منه[37] ، وإن من حنّك به كان شيعيا[38]. وورد أنه لو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا الأخبية على حافتيه ، ولولا ما يدخله من الخاطئين ما أغتمس فيه ذو عاهة إلّا برأ[39]، وأنه لو كان بيننا وبين الفرات كذا وكذا ميلا ، لذهبنا إليه واستشفينا به[40]. وورد استحباب شرب ماء نيل مصر ، وماء العقيق ، وماء سيحان وجيحان[41] ، لكن عن أمير المؤمنين عليه السّلام : إن ماء نيل مصر يميت القلب[42]. ويكره اختيار ماء دجلة ، وماء بلخ للشرب ، لأنهما كافران[43]. ويكره شرب ماء حضرموت[44] وكذا ماء الكبريت ، والماء المرّ ، والتداوي بهما ، لأن نوحا عليه السّلام لما دعا المياه أيام الطوفان أجابته ، إلّا ماء الكبريت والماء المرّ ، فلعنهما ودعا عليهما[45].
ويستحب شرب ماء السماء ، فإنه يطهّر البدن ، ويدفع الأسقام[46]. وورد استحباب قراءة الحمد والاخلاص والمعوذتين سبعين مرة على ماء السماء المجموع قبل وصوله الأرض في اناء ، والاستشفاء به[47].
ويكره أكل البرد .
ويستحب سقي الماء حتى على الماء ، وقد ورد إن من سقى مؤمنا شربة من ماء حيث يقدر على الماء ، أعطاه اللّه بكل شربة سبعين ألف حسنة ، وإن سقاه من حيث لا يقدر على الماء ، فكأنما أعتق عشر رقاب من ولد إسماعيل[48] ، وإن من سقى مؤمنا شربة من عطش سقاه اللّه من الرحيق المختوم[49].
ثم المعروف بين العوام تقديم الأصغر سنا في شرب الماء على الأكبر ، ولم أقف له إلى الآن على مستند ، وهو خلاف قاعدة احترام الكبير[50] ، ومقتضى قول الشيخ العلامة ابن الأعسم في منظومته : لا تعرضن شربه على أحد * لكن متى يعرض عليك لا ترد هو كراهة عرض الماء ، ولم أقف له على مستند ، بل ينافيه ما مرّ من أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان إذا شرب لقمّ من عن يمينه . ويظهر ممن شرحه بالنظم من فضلاء الهند انه أيضا لم يقف على سنده ، حيث حمله على العرض بقصد الورود فقال :
لا تعرضن بشربه على أحد * بقصد أن ذاك مما قد ورد
كما تراه شائعا بين العجم * ويحسبون أنه من الكرم
لكن متى يعرض عليك لا ترد * إذ لم يقابل قط احسان برد
وإن يكن مستهجنا عند العجم * بل يحسبون ردّه من الكرم
وظاهره إنه لم يقف على مستند الفقرة الثانية أيضا ، ولكن يدلّ عليه ما ورد من أنه ما عرض الماء على عاقل فأبى .
[1] الكافي : 6 / 380 باب فضل الماء حديث 1 .
[2] الكافي : 6 / 381 باب فضل الماء حديث 7 .
[3] سورة الأنبياء : 30 في قوله تعالى شأنه : أَ وَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَ فَلا يُؤْمِنُونَ .
[4] الكافي : 6 / 382 باب كثرة شرب الماء حديث 1 ، بسنده قال أبو الحسن عليه السّلام : انّ شرب الماء البارد أكثر تلذذا .
[5] مكارم الأخلاق : 179. وانظر وسائل الشيعة 2 / 284 باب 5 ، حديث 2 [ ط ج 17 / 8 ] .
[6] الكافي : 6 / 381 باب اخر حديث 2 .
[7] المحاسن : 571 باب 1 فضل الماء حديث 11 .
[8] المحاسن : 572 باب 1 فضل الماء حديث 14 .
[9] الكافي : 6 / 381 باب فضل الماء حديث 3 .
[10] الكافي : 6 / 384 باب القول على شرب الماء حديث 3 .
[11] الكافي : 6 / 381 باب آخر حديث 1 .
[12] في المتن : للعرق .
[13] الفقيه : 3 / 223 باب 97 حديث 1037 وحديث 1038 ، والكافي : 6 / 372 باب شرب الماء من قيام حديث 1 و 2 .
[14] وسائل الشيعة : 17 / 192 باب 7 حديث 10 ، والفقيه : 3 / 223 باب 97 حديث 1038 .
[15] الفقيه : 3 / 223 باب 97 حديث 1039 .
[16] الكافي : 6 / 383 باب شرب الماء قياما حديث 4 .
[17] المحاسن : 578 باب 8 القول عند شرب الماء حديث 44، وقريب منه في الكافي: 6 / 384 باب القول على شرب الماء حديث 1.
[18] المحاسن : 577 باب 7 حديث 41 اخر الحديث ، وصفحه 578 باب 43 القول على شرب الماء حديث 1 .
[19] الكافي : 6 / 384 القول على شرب الماء حديث 2 .
[20] مستدرك وسائل الشيعة : 3 / 309 باب 10 حديث 5 .
[21] وسائل الشيعة : 17 / 199 باب 10 حديث 5 ، والكافي : 6 / 384 حديث 4 .
[22] كامل الزيارات : 106 باب 34 حديث 1 بسنده عن داود الرقي قال : كنت عند أبي عبد اللّه عليه السّلام إذ استسقى الماء فلما شربه رأيته قد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه ، ثم قال لي : يا داود ، لعن اللّه قاتل الحسين عليه السّلام فما انغص [ خ . ل : انقض ] ذكر الحسين [ خ . ل : للعيش ] ، اني ما شربت ماء باردا إلا ذكرت الحسين عليه السّلام ، وما من عبد شرب الماء فذكر الحسين عليه السّلام وأهل بيته ولعن قاتله . . إلى آخر الحديث .
[23] الكافي : 6 / 385 باب الأواني حديث 2 .
[24] الكافي : 6 / 386 باب الأواني حديث 9 .
[25] وسائل الشيعة : 17 / 203 باب 14 أحاديث الباب ، والكافي : 6 / 385 حديث 6 و 7 .
[26] المحاسن : 448 باب 46 الأدب في الطعام حديث 350 .
[27] الكافي : 6 / 272 باب الاكل باليسار حديث 1 ، بسنده عن جراح المدايني ، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام انّه كره للرجل ان يأكل بشماله أو يشرب بها أو يتناول بها . وحديث 3 مثله .
[28] وجه التأمل ان الشرب تحقق بالإناء لا باليسرى ولا باليمنى ، وأولوية الاجتناب للحدثيين المشار إليها .
[29] مستدرك وسائل الشيعة : 17 / 205 باب 15 حديث 1 .
[30] ثواب الأعمال : 181 ثواب من شرب سؤر أخيه المؤمن حديث 2 ، والوسائل : 17 / 208 باب 18 حديث 1 .
[31] ثواب الأعمال : 181 باب ثواب من شرب من سؤر أخيه المؤمن حديث 1 .
[32] وسائل الشيعة : 17 / 200 باب 11 أحاديث الباب .
[33] الكافي : 6 / 387 باب فضل ماء زمزم وماء الميزاب حديث 6 .
[34] الكافي : 6 / 386 باب فضل ماء زمزم وماء الميزاب حديث 4 .
[35] الكافي : 6 / 388 باب فضل ماء الفرات حديث 1 .
[36] مستدرك وسائل الشيعة : 3 / 131 باب 13 حديث 1 .
[37] الكافي : 6 / 389 باب فضل ماء الفرات حديث 6 .
[38] الكافي : 6 / 389 باب فضل ماء الفرات حديث 5 . أقول : حنّكت القابلة الطفل دلكت حلقة قبل ان يرضع ، ومنه تحنيك الميت .
[39] مستدرك وسائل الشيعة : 3 / 132 باب 19 حديث 4 .
[40] الكافي : 6 / 388 باب فضل ماء الفرات حديث 3 .
[41] الخصال : 1 / 250 باب أربعة انهار من الجنّة حديث 116 .
[42] الكافي : 6 / 391 باب النوادر حديث 3 ، وعلق الشيخ الحر قدس سره على هذه الرواية في الوسائل : 17 / 215 باب 26 حديث 3 بقوله : أقول : يمكن ان يكون المراد انّه يذهب قسوة القلب ويحصل منه اللّين والخشوع ورقّة القلب فيكون مدحا ، ويمكن حمله على الكراهة ، والأول على الجواز . أقول : هذا التوجيه بعيد فتدبّر .
[43] الكافي : 6 / 391 باب النوادر حديث 5 ، بسنده عن أبي الحسن عليه السّلام قال : نهران مؤمنان ونهران كافران ، فأمّا المؤمنان : فالفرات ونيل مصر ، وامّا الكافران فدجلة ونهر بلخ .
[44] الكافي : 6 / 386 باب فضل ماء زمزم وماء الميزاب حديث 3 .
[45] الكافي : 6 / 389 باب المياه المنهّي عنها حديث 2 .
[46] الكافي : 6 / 387 باب ماء السماء حديث 2 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السّلام : اشربوا ماء السماء فانّه يطهّر البدن ، ويدفع الأسقام ، قال اللّه عزّ وجلّ : وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ .
[47] مكارم الأخلاق : 446 باب للشفاء من كل داء وفي آخر الحديث : ثم يشرب منه قدحا بالغداة وقدحا بالعشيّ ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : والذي بعثني بالحق لينزعن اللّه ذلك الدّاء من بدنه وعظامه ومخه وعروقه .
[48] الكافي : 2 / 201 باب اطعام المؤمن حديث 7 .
[49] الكافي : 2 / 201 باب اطعام المؤمن حديث 5 .
[50] هنا سقط في المتن ، فراجع .