إشكاليات الإعلام الدولي

برز الإعلام في السنوات القليلة الماضية كقوة مؤثرة لا يمكن الاستهانة بها، واليوم لا يقل خطر القوة الإعلامية وتأثيرها عن القوى التقليدية التي عرفتها المجتمعات الإنسانية مثل القوة السياسية والقوة العسكرية والقوة الاقتصادية إن لم تتفوق عليها. بل يمكن القول دون مبالغة إن القوى التقليدية الأخرى لا تكتمل تأثيراتها ولا يتحقق كثير من أهدافها إلا إذا اقترنت بالقوة الإعلامية. ومن هنا رأينا اليابانيين- وهم يمتلكون قوة اقتصادية ضخمة - يشتكون من افتقارهم إلى القوة الإعلامية فقد ذكرت وزارة الاتصالات والبريد اليابانية في تقريرها لعام 1992م أنه بالرغم من أن اليابان تعدّ القوة الرابعة بعد كندا والولايات المتحدة وهولندا في إنتاج أدوات المعلومات والإعلام إلا أن حركتها في التبادل الدولي للمعلومات والإعلام مع بقية أنحاء العالم متخلفة كثيراً، فهي مثلاً لا تتبادل المعلومات والإعلام إلا مع حوالي ثلث الدول التي تتعامل معها كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا إعلامياً. ويرى التقرير أن هذا "التخلف المعلوماتي والإعلامي يمثل أحد الأسباب التي تؤدي إلى ضعف الأداء الاقتصادي الياباني في القارة الآسيوية"، إضافة إلى تأثر صورة اليابان في كثير من الدول بوصفها "قوة اقتصادية غازية".

أحدثت التغيرات الأيديولوجية والاقتصادية والسياسية التي شهدتها السنوات القليلة الماضية تأثيراً بالغاً في البيئة التي تعمل فيها وسائل الإعلام كما أسهمت التطورات الهائلة في مجال تقنيات الاتصال والكمبيوتر والأقمار الصناعية في أحداث طفرة إعلامية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً لا في حجمها واتساعها ولا في بنيتها ووظائفها. لقد انهارت أيديولوجية المعسكر الشرقي الشمولي بمفاهيمها وطقوسها، وانتهت الحرب الباردة، وتعززت قبضة الليبرالية السياسية والاقتصادية التي تقوم على سيادة الديمقراطية ونظام السوق الحرة، ووقعت دول العالم اتفاقية "الجات" التي تلغي أشكال الحدود الدولية وتعلن الخضوع لسياسة الاقتصاد التنافسي بين الدول.

مواضيع ذات صلة

الاختراق الإعلامي للعالم العربي

الإعلام الدولي والهوية الثقافية

نقاط أساسية عن مفهوم الاختراق الإعلامي

عناصر مفهوم الاختراق الإعلامي

مفهوم وأبعاد الاختراق الإعلامي ومظاهره

مفهوم الاختراق الإعلامي

الإعلام الدولي وظاهرة الاختراق الإعلامي

الهيمنة الثقافية للإعلام الدولي

الاستثناء الثقافي

التبعية الثقافية

مفهوم الغزو الثقافي

ملامح البيئة الإعلامية الجديدة