المقـدرات الجوهريـة للمنظمـات استناداً الى المـوارد Core Competencies 2
المؤلف:
أ . د . علاء فرحان طالب م . م زينب مكي محمود البناء
المصدر:
استراتيجية المحيط الازرق والميزة التنافسية المستدامة
الجزء والصفحة:
ص198 - 201
2025-11-23
49
والمقدرات الجوهرية توفر بيئة قوية عندما تجعل المقدرة تحل محل رأس المال والميزة التنافسية المستمرة تتحقق من خلال المقدرات الجوهرية والميزة المطورة داخل المنظمة.
وان ادامة الميزة التنافسية والمحافظة على تحقيقها من خلال الكفاءة الاساسية التي تتمثل في الموارد والامكانات التي من شأنها تميز المنظمة من منافسيها وتتعلق الميزة التنافسية بالمهارات الوظيفية للمنظمة المتمثلة بالتسويق والتصنيع والتمويل والبحث والتطوير.
كما ان منظمات الاعمال التي تسعى للمحافظة على بقائها واستمراريتها، يتطلب منها ان تمتلك موارد وقدرات ومقدرات جوهرية، ومن ثم يمكنها من تحقيق مزايا تنافسية مستدامة. وقد اقترح بارني تقييم اهمية موارد وقابليات وقدرات المنظمة (قيمة - نادرة - القدرة على التقليد - التنظيم) للتأكد من ان لها العناصر الاستراتيجية الداخلية وذلك يمكن انجازه مـن خـلال مقارنة مقاييس هذه العناصر مع المقاييس التالية:
* اداء الشركة الماضي.
* المنافسين الاساسيين للشركة.
*الصناعة ككل.
فاذا كانت الموارد والقابليات والقدرات تختلف بشكل مهم عن اداء الشركة الماضي ومنافسيها والصناعة ككل فان هذه الموارد من المحتمل ان تكون عنصر استراتيجي ويجب الاهتمام بها عند اتخاذ قرار استراتيجي.
وبصورة عامة يتم تحديد الاستدامة للميزة التنافسية ليس فقط لاستخدامها الموارد والقابليات والمقدرات، فهناك خاصيتان يجب توافرهما لتكون الميزة مستدامة ومتمايزة هي: ( Wheelen & Hunger, 2008)
* مقدار بقاء الموارد والقابليات والمقدرات وعدم اندثارها.
* القدرة على التقليد: (امكانية التقليد) تعني مدى قدرة الاخرين على تقليد الموارد والقابليات والمقدرات الجوهرية.
ان الشركة التي تستحوذ على ميزة تنافسية، سوف تحقق ارباحاً اعلى من المتوسط. هذا الربح يبعث بأشارة الى المنافسين بأن الشركة تمتلك بعضاً من الكفاءات المثمرة ذات القيمة، والتي تهيء لها الفرصة لخلق قيمة متفوقة. ومن الطبيعي ان يحاول منافسوها التعرف على هذه الكفاءة، ومحاولة تقليدها او محاكاتها وعلى مدى نجاحهم في تحقيق ذلك، فانهم قد يصلون في نهاية المطاف الى احداث تأثير سلبي تدريجي على الربحية المتفوقة للشركة.
ان مدى سرعة نجاح المنافسين في تقليد ومحاكاة الكفاءات المتميزة للشركة، يعتبر امـراً على قدر كبير من الاهمية، حيث ان سرعة التقليد لها تأثير على متانة الميزة التنافسية للشركة واذا تساوت العناصر الأخرى فكلما كان المنافسون اكثر سرعة في تقليد الكفاءات المتميزة للشركة كلما كانت الميزة التنافسية للشركة اقل متانة كلما ازدادت اهمية محاولة وسعي الشركة لتحسين كفاءاتها حتى تبقى متقدمة خطوة على مقلديها. ان العامل الحاسم هو الوقت فكلما طال الوقت الذي يستغرقه المنافسون في تقليد أي كفاءة متميزة، كلما تعاظمت الفرصة امام الشركة لبناء مركز سوقي قوي.
اذ تعتبر عوائق التقليد او المحاكاة محدداً رئيسياً لسرعة انجاز المحاكاة. ان (عوائق التقليد) هي عوامل تجعل من الصعب على المنافس ان يستنسخ الكفاءات المتميزة للشركة، فكلما كثرت وتضخمت عوائق التقليد، كلما ترسخت الميزة التنافسية للشركة.
وتتفاوت عوائق التقليد حسب ما اذا كان المنافس يحاول تقليد ومحاكاة الموارد او القدرات ويمكن ان تكون المقدرات الجوهرية سهلة التقليد بحسب شفافيتها او امكانية نقلها او امكانية استنساخها:
أ- الشفافية: تعني سرعة ادراك المنظمات الاخرى وقدرتها على فهم العلاقة للموارد والمقدرات في دعم نجاح استراتيجية المنظمة.
ب- القدرة على النقل: وتعني قدرة المنافسين على جمع الموارد والمقدرات الضرورية لدعم التحديات التنافسية.
ج- امكانية الاستنساخ وتعني قدرة المنافسين على استخدام الموارد المقلدة والمقدرات المستنسخة من المنظمات الناجحة.

من الشكل يتضح إن الموارد ذات الدورة البطيئة تكون مستدامة لانها مرتبطة ببراءات الاختراع والجغرافية والاسماء التجارية القوية والمعرفة الضمنية. وهذه الموارد والقدرات هي متمايزة لانها تحقق الميزة التنافسية المستدامة. اما الموارد ذات الدورة السريعة فتواجه ضغط قوي للتقليد لانها تعتمد على تكنولوجيا يسهل استنساخها لذلك لن تكون هناك استدامة للميزة التنافسية.
الاكثر قراءة في تحليل البيئة و الرقابة و القياس
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة