x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

علم الحديث

تعريف علم الحديث وتاريخه

أقسام الحديث

الجرح والتعديل

الأصول الأربعمائة

الجوامع الحديثيّة المتقدّمة

الجوامع الحديثيّة المتأخّرة

مقالات متفرقة في علم الحديث

علم الرجال

تعريف علم الرجال واصوله

الحاجة إلى علم الرجال

التوثيقات الخاصة

التوثيقات العامة

مقالات متفرقة في علم الرجال

أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

اصحاب الائمة من التابعين

اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني

اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث

علماء القرن الرابع الهجري

علماء القرن الخامس الهجري

علماء القرن السادس الهجري

علماء القرن السابع الهجري

علماء القرن الثامن الهجري

علماء القرن التاسع الهجري

علماء القرن العاشر الهجري

علماء القرن الحادي عشر الهجري

علماء القرن الثاني عشر الهجري

علماء القرن الثالث عشر الهجري

علماء القرن الرابع عشر الهجري

علماء القرن الخامس عشر الهجري

أصحاب الإمام الصادق ـ عليه السَّلام ـ الثقات.

المؤلف:  الشيخ جعفر السبحاني.

المصدر:  دروس تمهيدية في علمي الرجال والحديث

الجزء والصفحة:  ص30 ـ32.

21-4-2016

1119

إنّ الإمام الصادق ـ عليه السَّلام ـ قام بتثقيف الأُمّة في عصر تضاربت فيه الآراء والأفكار واشتعلت فيه نار الحرب بين الأمويين ومعارضيهم; ففي تلك الظروف الصعبة القاسية استغلّ الإمام الفرصة ونشر من أحاديث جدّه وعلوم آبائه ما سارت به الركبان، وتربّى على يديه الآلاف من المحدّثين والفقهاء، وهذه فضيلة رابية لم تُكتب لأحد من الأئمّة لا قبله ولا بعده.

هذا هو الشيخ المفيد يصف مدرسته بقوله :

(نقل الناس عن الصادق ـ عليه السَّلام ـ من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر ذكره في البلدان، ولم ينقل عن أحد من أهل بيته العلماء، ما نقل عنه، ولا لقي أحد منهم من أهل الآثار ونقلة الأخبار ولا نقلوا عنهم كما نقلوا عن أبي عبد اللّه، فإنّ أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة عنه من الثقات على اختلافهم في الآراء والمقالات، فكانوا أربعة الآف رجل).(1) ونقل قريباً من ذلك النصّ ابن شهر آشوب في مناقبه(2)، والفتّال في «روضة الواعظين» (3)، والطبرسي في «إعلام الورى».(4)

وهؤلاء الأقطاب الأربعة وصفوا تلك الصفوة من تلاميذ الإمام بالثقات، فلو كان هناك طريق للتعرّف عليهم، نحتجّ بأحاديثهم جميعاً، ويمكن التعرّف عليهم بملاحظة أمرين:

1ـ إنّ الحافظ أحمد بن محمد بن سعيد المكنّى بأبي العباس المعروف بابن عقدة (المتوفّى 333هـ) ممّن ضبط أصحاب الصادق كلّهم في كتابه الرجالي، ونقله النجاشي عنه حيث قال في ترجمة ابن عقدة: له كتاب الرجال، وهو كتاب من روى عن جعفر بن محمد.(5)ونقل ذلك النصّ الشيخ أيضاً في رجاله.(6) ومع الأسف أنّ رجال ابن عقدة ـ ذلك الحافظ الكبير ـ لم يصل إلى المتأخّرين، وقد فحصنا عنه في المكتبات العامّة حتى مكتبات اليمن، فلم نجد له أثراً، ومع ذلك يمكن الوقوف على ما في طيّاته من طريق آخر، وهذا هو الذي نذكره في الأمر الثاني.

2- الظاهر انّ كلام الشيخ المفيد ناظر إلى ما جمعه ابن عقدة من أسماء أصحاب الإمام الصادق ـ عليه السَّلام ـ في رجاله، وقد أدخل الشيخ الطوسي قسماً كبيراً ممّا ذكره ابن عقدة في رجاله، فبالرجوع إلى ذلك الكتاب يمكن الوقوف على أصحاب الإمام الصادق ـ عليه السَّلام ـ الثقات. وبذلك يقف المتتبع على آلاف من الثقات.

ولكن الاعتماد على هذا النوع من التوثيق مشكل، وذلك لعدّة أُمور:

أوّلاً: إنّ بعض المتأخّرين من علمائنا، اكتفوا بذكر عدد الرواة عن الصادق ـ عليه السَّلام ـ دون وصفهم بالثقات.( 7)

ثانياً: إن أراد الشيخ المفيد بكلامه هذا انّ أصحاب الصادق ـ عليه السَّلام ـ كانوا أربعة آلاف وكلّهم كانوا ثقاتاً، فهذا أشبه بما عليه الجمهور من أنّ أصحاب النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ كانوا كلّهم عدولاً.

وإن أراد انّ أصحاب الصادق ـ عليه السَّلام ـ كانوا كثيرين، إلّا أنّ الثقات منهم كانوا أربعة آلاف، فهذا أمر يمكن التسالم عليه، لكنّه غير مفيد، إذ لا سبيل إلى معرفة الثقات منهم وتمييزهم عن غيرهم.( 8)

ثالثاً: انّ الشيخ قد ضعّف عدّة من أصحاب الصادق ـ عليه السَّلام ـ ، فقال: في الباب المختص بهم:

إبراهيم بن أبي حبّة ضعيف، الحارث بن عمر البصري أبو عمر ضعيف الحديث، عبد الرحمن بن الهلقام ضعيف، عمرو بن جميع البصري الأزدي ضعيف الحديث، محمد بن حجّاج المدني منكر الحديث، محمد بن عبد الملك الأنصاري الكوفي ضعيف، محمد بن مقلاص الأسدي الكوفي: ملعون غال.( 9)

إلى غير ذلك من العبارات في حقّ بعض أصحاب الإمام عليه السَّلام ، فكيف يمكن أن يقال: إنّ كلّ ما جاء به رجال الشيخ، نفس ما ذكره الشيخ المفيد؟!

رابعاً: انّ المتبادر من أمثال عبارة الشيخ المفيد الواردة في مقام الإطراء والثناء، هو وجود كثرة معتدّ بها من الثقات بين أصحاب الإمام ـ عليه السَّلام ـ ، لا انّ الوثاقة تعمّهم بلا استثناء، وهذا نظير من يصف طلاب الجامعة بالذكاء والفطنة، فلا يبغي من وراء كلامه هذا، ذكاء الجميع دون استثناء بل غالبيتهم.

ثمّ إنّ في كلام الشيخ إلماعاً إلى ما ذكرناه، حيث قال: مع اختلافهم في الآراء والمقالات.

والمراد منها هو المسائل العقائدية والكلاميّة، فكيف يمكن عدّ جميعهم من الثقات العدول مع اختلافهم في بعض الأُصول كالجبر والتفويض، وعينية الصفات وزيادتها على ذاته تعالى وعصمة الأنبياء، ومحاربي الإمام علي ـ عليه السَّلام ـ ، إلى غير ذلك من المقالات؟! فلا محيص من حمله على الغالبية التي تُبهر العيون.

وعلى ضوء ذلك فلا تثبت وثاقة كلّ من عدّه الشيخ أو النجاشي انّه من أصحاب الإمام الصادق ـ عليه السَّلام ـ .

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- الإرشاد:270ـ271، مؤسسة الأعلمى للمطبوعات، بيروت.

2- مناقب ابن شهر آشوب:3/249.

3- روضة الواعظين: مؤسسة الأعلمى للمطبوعات، بيروت.

4 - إعلام الورى: 1/535، مؤسّسة آل البيت ـ عليهم السَّلام ـ.

5- رجال النجاشي:1/240 برقم 233.

6 - رجال الشيخ الطوسي: 409برقم5949، مؤسسة النشر الإسلامي.

7- المحقّق في المعتبر: 5; العلاّمة في الخلاصة:203; الشهيد الأوّل في الذكرى:6، إلى غير ذلك من الأعاظم.

8- معجم رجال الحديث:1/59.

9- لاحظ: رجال الشيخ الطوسي: الصفحة146، 178، 232، 249، 285، 294، 302.