ان كل احد، وفي اي مقام كان، يجب ان يكون خائفاً من المكر والقهر والعذاب الالهي، ذلك ان عدم الخوف من المكر والعذاب الالهي ينشأ اما من عدم الايمان بالله وبيوم الجزاء، كما هو حال الكفار، او لضعف الايمان وكثرة الغفلة، والغرور بآيات الرحمة، كما هو حال الفجار واهل المعاصي من المؤمنين.

او من الجهل بعظمة الله وغناه، والعجب في العمل، والاتكاء عليه، كما في اطمئنان بعض اهل الطاعة والعبادة، حيث اطمأنوا الى عملهم جهلاً منهم بعظمة الله وغناه، وعجزهم وحقارتهم، غافلين عن ان كثيرا من الاعمال هي عند صاحبها عظيمة، ولكن عند الله ليس لها مقدار وزن ذرة، لعدم توفر شرائط القبول فيها.

وحتى على فرض القبول يجب ان يخاف من ان يعامله الله تعالى على اساس عدله، لا بمقتضى فضله اللامتناهي.