في أواخر القرن الثامن عشر بدأت الثورة الصناعية في أوروبا . وأخذت تنتقل الى شتى بقاع العالم ، كما انتشرت بذور الديمقراطية وما تضمنته من احلام للشعوب . واعترفت الدول بواجباتها الاجتماعية وحملت على عاتقها مهمة تثقيف الناس ، وتعليمهم والمحافظة على صحتهم ، والارتفاع بمستواهم ، وتحقيق أسباب الرفاهية لهم ، فكان لا بد للصحافة ان تتأثر بهذه التيارات الجديدة ، وتتوسع في وظيفتها وللطبقات الوسطى من قبل .

وهكذا ولدت الصحافة الشعبية لكي تساير العصر الجديد ، وتتوجه الى الكتل الشعبية التي تعد بالملايين ، واهتمت هذه الصحافة بالأخبار الخفيفة والحوادث الطريفة الى جائب عنايتها بالنواحي السياسية والتجارية والاقتصادية الجادة .

وكان لا بد للصحافة الشعبية الجديدة ان تغري القراء بوسيلة جديدة في الاخراج تتمشى مع مضمونها المتنوع ، وقد اكتشف الصحفيون في أواخر القرن التاسع عشر أن الاخراج الصحفي القديم الذي يتناسب مع الموضوعات الجادة وطبقة القراء من الخاصة لا يمكن ان يتألف مع المضمون الاخباري المتنوع والموضوعات الخفيفة .