1- ورد في نهج البلاغة من قول الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) لمالك الاشتر (عليه السلام) ما يلي : " فإنه ليس من فرائض الله شيء للناس أشد عليه اجتماعا – مع تفرق اهوائهم وتشتت آرائهم – من تعظيم الوفاء بالعهود ، وقد لزم ذلك المشركون فيما بينهم – دون المسلمين – لما استوبلوا من عواقب الغدر إياك ... ان تعدهم فتتبع موعدك بخلفك يوجب المقت عند الله والناس ، قال الله تعالى : {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } [الصف : 3] " (1).

عدة المؤمن أخاه نذر

2- ونقرأ في حديث عن الإمام الصادق انه (عليه السلام) قال : "عدة المؤمن اخاه نذر لا كفارة فيه ، فمن أخلف فبخلف الله بدأ ، ولمقته تعرض ، وذلك قوله : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2، 3] " (2).

3- ينقل عن الإمام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) انه قال : "إن الله لا يقبل إلا العمل الصالح ، ولا يقبل الله إلا الوفاء بالشروط والعهود"(3).

4- نقل عن النبي (صلى الله عليه واله) انه قال : "لا دين لمن لا عهد له"(4).

والتأكيدات الشديدة هذه كلها تدل على ان موضوع الوفاء بالعهد لا فرق في الالتزام به بين انسان وانسان اخر – سواء كان مسلما او غير مسلم – وهو – كما يصطلح عليه – يعتبر من حقوق الإنسان بصورة عامة ، وليس – فقط – من حقوق أنصار الدين الواحد.

5- في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال : "ثلاث لم يجعل الله عز وجل لأحد فيهن رخصة : أداء الأمانة إلى البر والفاجر ، والوفاء بالعهد للبر والفاجر ، وبر الوالدين برين كانا او فاجرين!"(5).

نقل عن الإمام علي (عليه السلام) بأن العهد حتى لو كان بالإشارة يجب الوفاء به ، وذلك في قوله : "إذا أومئ احد من المسلمين او أشار إلى أحد من المشركين ، فنزل على ذلك فهو في أمان"(6).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- نهج البلاغة الرسالة رقم 53 ص 444 صبحي الصالح.

2- أصول الكافي ، ج2 ، باب خلف الوعد .

3- سفينة البحار : 2 / 294 ، مادة (عهد).

4- بحار الانوار : 16 / 144 .

5- أصول الكافي : 2 / 162 .

6- مستدرك الوسائل : 2 / 250 .