استفادت التقنية التلفزيونية من التقنيات السينمائية التي سبقتها ، وخاصة فيما يتعلق بعمليات الإخراج، واللغة السينمائية، والمؤثرات المختلفة، والحيل السينمائية وغيرها. ولكن فيما يتعلق بالأخبار فعملية بناء النشرات الإخبارية، وإخراجها ، وعملية بناء التقرير الإخباري التلفزيوني فقد أخذت مراحل متعددة منذ بداية خمسينيات  القرن الماضي وحتى الآن، ولم تعتمد كثيراً على اللغة السينمائية، لأن حقل الأخبار هو شيء واقعي، وملموس، لا يمكن أن يكون افتراضياً أو خيالياً ، ولا يمكن أن تدخل فيه المؤثرات الصوتية أو الصورية.

وقد تطورت هذه التقنيات مع ظهور الأقمار الاصطناعية والمعلوماتية. حتى بات العمل في صالات الأخبار يقتصر على الصحفيين ذوي المهارات العالية في المعلوماتية، وفي فهم الصورة ولفتها، وفي كتابة النص التلفزيوني، وقراءته، بل بات من المطلوب منهم إتقان عمليات تقطيع الصور (المونتاج). ولهذه الأسباب بات الصحافي التلفزيوني المتمرس مرغوباً كثير وتبحث عنه القنوات وتتلقفه بكل لهفة.

- العوامل الزمنية ؟

لا تختلف العوامل الزمنية الني أشرنا إليها في الصحافة المسموعة عنها في الصحافة المرئية.

فالنشرات الإخبارية هنا أيضاً محددة الزمن، وهناك دقة متناهية في المواعيد الإخبارية، لذا فإن عامل الزمن في العمل الإخباري من أهم العوامل التي تؤثر تأثيراً مباشراً في صناعة النشرات الإخبارية. فالسرعة في الإنجاز، وتلقي الأخبار والمراسلات من المراسلين في الوقت المناسب، وبناء النشرات في الوقت المحدد تعطي النشرات المتلفزة لهذه القناة أو تلك خصوصيتها ومصداقيتها.

- العوامل الحسية :

إن إضافة الصورة إلى الصوت في النشرة المتلفزة تضيف إلى حاسة السمع الحاسة البصرية، فرؤية وسماع الحدث صوتاً وصورة تجعل المستقبل يعيش الحدث، وكأنه في عين المكان. وهذا ما جعل هذه الوسيلة الإعلامية تسيطر على جميع الوسائل الأخرى.

حتى أن الصورة تسهل فهم الأحداث والقضايا والتي ربما تصعب على الكثير من المستقبلين الذين يعانون من الأمية. بل إن الصورة جعلت الناس تتعرف إلى الشخصيات السياسية والنافذة، وكذلك بالنسبة للفنانين والأدباء وغيرهم. كل هذه العوامل جعلت من التلفزيون وسيلة ذات تأثير كبير على الناس.