الطاقة من القمامة والنفايات

ينتهي أمر مسألة القمامة بالنسبة للفرد العادي حين يطرح كيس القمامة خارج باب بيته، أما ما يحصل بعد ذلك فهو ليس من مسؤوليته بل يقع على عاتق السلطات المحلية التي تجند جيشا من عمال التنظيفات مهمتهم جمع هذه الأكياس ونقلها في سيارات الى اماكن التجميع حيث يجري التخلص منها بطريقة أو بأخرى. وتتزايد أكوام القمامة في المدن الكبيرة نظرا لكثرة عدد السكان وارتفاع الاستهلاك وتنوعه، وتواجه السلطات المحلية في هذه المدن مشكلة التخلص من اكوام القمامة القي اخذت تتل مساحات واسعة من الأراضي خارج المدن، ولا يخفى أن جمع النفايات وطرحها على أطراف المدن واحتلالها لمساحات واسعة من الاراضي يشكل عبئا ماليا على كاهل السلطات المسؤولة في أية مدينة، وبالإضافة الى ما تقدم، فان اكوام القمامة هي مصدر احتمالي لانتشار الأمراض لان اكوام القمامة تشكل بيئة ملائمة لتكاثر الفئران والصراصير والبكتريا.

تعرف القمامة باسم «الخام المدني» باعتبار أن مشكلة القمامة ظهرت مع توسع المدن وظهور الصناعات، وكان بالإمكان التخلص من كميات القمامة القليلة التي كانت تنتجها القرى في الأرياف وذلك بقذفها في العراء أو استعمالها كأسمدة للأرض، لكن الآن تتجمع كميات كبيرة من القمامة في الدول الصناعية وبخاصة تلك التي تتمتع بمعدلات استهلاك عالية يرافقه تبذير في طريقة استعمال المواد المختلفة، سواء كان ذلك في الصناعات أو في الاستهلاك البشري، ففي بلد مثل بريطانيا يبلغ وزن القمامة المتجمعة سنويا حوالي 20 مليون طن، أما في الولايات المتحدة الامريكية فان الرقم يرتفع ليعل الى حوالي ٢٠٠ مليون طن سنويا، علما بأن عدد سكان الولايات المتحدة الامريكية لا يزيد عن خسة أضعاف عدد سكان بريطانيا.

وتقول بعض التقديرات إن كمية الطاقة التي يمكن الحصول عليها من عشرين مليون الطن قامة في بريطانيا تعادل طاقة حوالي ستة ملايين طن من الفحم، وتشكل كمية الطاقة هذه حوالي 5% من استهلاك محطات توليد الطاقة الكهربائية في بريطانيا. أما بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية فان التقديرات المتوفرة تقول: إنه بالإمكان انتاج 10 من متطلبات محطات توليد الطاقة الكهربائية من الوقود فيما لو استعملت كمية القمامة المتجمعة في ذلك البلد لأغراض انتاج الطاقة.