هناك عدة معايير أو مقاييس أو شروط أخرى ينبغي توافرها، وتقف على نفس المستوى والقدر من الأهمية نوجزها في الآتي:

- ان يتوافر في اكثر افكار الاحاديث  الصحفية عنصر "القرب" أو المحلية أو ما يسميه البعض البعد المكاني ، أي أن تتناول هذه الأفكار الأحداث والوقائع والقضايا والأنشطة التي تقع في مكان صدور الصحيفة ، أو في ذلك الذي يوجد به أكثر قرائها، وكلما عكست الأفكار هذا القرب، كلما كانت أكثر قابلية للتنفيذ والتحول إلى أحاديث صحفية، ولابد من الإشارة هنا إلى نسبية هذا العنصر ومرونته، حيث أن من الممكن الاهتمام بعمل أحاديث مع أبناء الوطن المهاجرين أو المغتربين في بلد خارجي أو اعضاء البعثات الدبلوماسية، أو التعليمية أو أعضاء الفريق الرياضي المشترك في دورة ما, كذلك الأحداث التي تقع في الخارج ولكنها تصلح لأن تكون مجالاً للأحاديث لارتباطها المباشر بأوضاع مكان صدور الصحيفة، ولا ينبغي أن ننسى دور وخصائص الإذاعات الموجهة التي يبلغ اهتمامها بالخارج مبلغاً كبيراً وأساسياً تنطلق منه مادتها الإذاعية المتنوعة ومن بينها اللقاءات.

- يجب أن تحصل الفكرة كذلل على موافقة الأشخاص الذين يمثلون دور القيادة في الجهاز الإعلامي، والذين يخططون ما يعرف ب سياسة الصحيفة ويشرفون على تنفين هذه السياسة بما تمتد إليه من ميادين وأبعاد، وبالاتفاق مع الخط السياسي العام الذي حدد لها، ذللك لأن تعارض الفكرة مع سياسة الصحيفة- بشكل أو بآخر- يؤدي إلى استبعاد تنفيذها وربما عدم نشرها في حالة "تحريرها" أو حصول المحرر على موافقة مبدئية بتنفيذها.

- وكما أن الفكرة لا تنطلق من فراغ، ولا تعمل في فراغ أيضا، وكما أن اي عمل ينبغي أن يكون الدف من وراء القيام به محدداً والغاية من تنفيذه واضحة كل الوضوح، فإن من أبرز هذه المعايير أن يكون لاختيار الفكرة ذلك الدف الواضح والمحدد، والذي يكون في اختيارها ثم اختيار الحديث الصحفي كأسلوب نشر ما يعمل على تحقيق الغايات والوظائف المرجوة والتي تختلف باختلاف الأفكار والمجتمعات ووسائل النشر، والفنون الصحفية أيضاً ، وتمثل هذه الأهداف في مجموعها أهداف الإعلام العامة، وهي تتلخص في الشرح والتفسير والتثقيف والتعليم والتنمية والمساهمة في دعم المجتمع الإسلامي وإحلال السلام العالمي والتقريب بين الأفكار والنزعات والرد على دعايات الأعداء وحل المشكلات التي يعاني منها المواطن ووضعه موضع المعرفة بالنسبة لأمور دينه ووطنه ودنياه، والدفاع عن التراث والقيم والمبادئ السائدة والتقاليد الأصيلة والصحيحة، كل ذلك ينبغي أن يكون في مقدمة الأهداف الأساسية والنهائية التي تتجه إليها أفكار الأحاديث الصحفية في مجموعها وأن تختار لذلك الأفكار التي تعكس اهتماماً بهذه الأمور، والتي تنطق عن تحمل كامل لمسؤولية هذا الفن من فنون التحرير الصحفي، والا لم تكن الفكرة جديرة بما يبذل في سبيل تنفيذها من جهد وما يمكن أن تحتله من مساحة.. حتى وإن كانت صغيرة.