يقوم هذا السؤال على فكرة معينة أن المحرر يكون في مواجهة خبير المتحدث- خلال المقابلة وعلى اعتبار أن المحرر يوجه الأسئلة- وهو لا يعرف إجاباتها- نحو من يعرف وهو لخبير- المتحدث- انطلاقاً من ثقة الجمهور بالمتحدثين والمحاورين وأهل المعرفة والخبرة العلم، فالجمهور ينتظر من هذا الخبير والمحرر وأهل المعرفة والعلم ليس فقط أن يقوم كل منهم بإعطاء التصريحات أو إطلاق الأخبار، أو إضافة التفصيلات، أو مزيد من الشرح أو وضع القضية في ميزان النقد والتحليل، بل يمتد بهم ذلك- خاصة في الأمور الهامة وغير الواضحة والقضايا المستمرة- أن يقول هؤلاء لهم أشياء عن تطورات هذه المسائل والقضايا ، وعن توقعاتهم لها وما الذي ستكون عليه، وكيف تبدو- في رأيهم- صورها المستقبلية، وبعبارة أخرى أن الجمهور ينتظر من المتحدثين الإجابة على أداة الاستفهام "وماذا بعد؟"

فسؤال التوقع أو التنبؤ يطالب المتحدث يهذه الأمور كلها ، ويحاول أن يستكشف رؤيته وأفكاره التي تتصل بالنتائج، وتطوراتها وانعكاساتها ، أو بالآثار الزمنية المستمرة للأحداث، وبمغزى الحدث ودلالته، وما يمكن أن يسفر عنه، أو ينبثق منه أو يقوم عليه من أحداث أخرى، قد لا تقل أهميتها عن الخبر الكبير نفسه، لذلك يجب أن لا نفسى أن هذه التوقعات والتنبؤات والنتائج المحتملة تجيء على ألسنة المتحدثين ومن تجرى معهم الأحاديث الصحفية، من الذين يحسن المحرر اختيارهم، لقدرتهم على إعطاء الإجابات بشفافية، ووضوح الأمور بالنسبة إليهم، وقدرتهم على الريط والتحليل والمقارنة، ثم التوقع والاستنتاج.