من خلال استعراض التعاريف العديدة للرأي العام يتبين لنا ان بعض التعاريف تؤكد على ان الاغلبية سمة لازمة للرأي العام . أما بعضها الآخر فيجعل القوة والفعالية سمة لازمة، دون اشتراط توفر الأغلبية العددية. ولعل هذا الاختلاف ناتج عن الخلط بين الرأي العام في المستوى الشعبي الذي يصعب التحقق من أغلبيته والرأي العام في المستوى الرسمي الذي يستطاع التحقق من أغلبيته بالتصويت بل هو شرط لازم فيه. كما أن القوة قد تكون وهمية كما سبق بيانه ومع هذا فإن أثر هذا الرأي العام الوهمي قوي أحيانا.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه : هل جميع أفراد الجمهور العام إما مع الأغلبية أو مع الأقلية ؟  لقد أثبت الواقع أن الجمهور العام ينقسم إلى ثلاث فئات رئيسة. فئتان يعارض كل منهما الآخر (مؤيد أو معارض)، وفئة ثالثة مترددة أو محايدة أو غير عابئة أو لا تدري شيئا عن القضية. وقد تكون الفئة الأخيرة هي التي تمثل الأغلبية من الجمهور كله ولكن لأنها تمتنع عن التصويت فإنها تعتبر وكأنها غير موجودة. ويهمل بعض الناقلين لنتائج الاستفتاءات أو الانتخابات هذه الحقيقة فلا يدخلون في التقرير النهائي إلا الأصوات الني أدلت ب " نعم " أو " لا "  وفي بعض القضايا لا يمثل مجموع هاتين الفئتين سوى أقل من العشر، وبسبب النقل غير الأمين يستنتج القارئ غير المدقق أن النتيجة تفيد بأن الأغلبية من سكان الولايات المتحدة الأمريكية مثلا يحبون اليهود. وذلك بالرغم من كون مجموع نسبة الذين أجابوا بـ  " نعم " او " لا "  لا تتجاوز عشر الذين امتنعوا عن الإجابة أو أجابوا ب  " لا أدرى".