طرق النقل البحرية الامريكية: 

تمتلك القارة عددا كبيرا من البحيرات حيث تنتشر في مساحات واسعة منها، اذ تعد البحيرات العظمى الشريان الرئيسي للنقل المائي وذلك لموقعها الجغرافي المهم، إذ تربط الاقسام الوسطى والجنوبية من القارة (بعد اتصالها بالمسيسبي مع المنطقة الشرقية التي تتميز بانها (نواة الصناعة الأمريكية ووجود اكبر واشهر الموانئ التجارية في العالم) الخريطة (2) التي ترتبط حضاريا وتجاريا مع غرب و شمال غرب اوربا اذا يوجد خلالها اطول طريق مائي داخلي في العالم، حيث يمتد من الشرق الى الغرب ولمسافة تزيد عن (3000كم) ويمتد هذا الطريق من بحيرة (سوبريور) ومشيكان وعبر قناة ايري التي تربط منطقة البحيرات العظمى الصناعية مع ساحل المحيط الاطلسي عن طريق نهر هدسن. فضلا عن القنوات الاتية:

1- قناه سوا التي تربط بين بحيرتي هورن وسوبر يور.

2- قناة ويلاند التي تربط بين بحيرتي ايري وانتاريو.

3- قناة اوهايو_ايري.

4- قناة مشيكان الينوي او ما تسمى سابقا بقناة شيكاغو التي تستغل في النقل بين المناطق الصناعية حول مدينة مشجن والمناطق الجنوبية خلال روافد نهر المسيسبي.

5- قناة ميامي التي تربط بين مدينتي سنسناتي_تونيدو.

يتم من خلال هذه الطرق الداخلية في البحيرات عمليات الشحن والتفريغ في الموانئ الساحلية لمختلف أنواع البضائع والمنتجات الزراعية والصناعية لتصديرها الى الخارج، وذلك من خلال تطوير النقل البحري المكمل لهذا الطريق، اذ ينقل أكثر منها (200 مليون طن سنويا من الموانئ المقامة على ساحلي الهادي والاطلسي، وقد اسهم ذلك في ظهور نشاط تجاري عالمي ربط القارة مع قارات العالم بعد ان كانت معزولة ومن اهم الموانئ التجارية التي اسهمت في تطوير النقل المائي الداخلي والبحري الخارجي هي: ميناء نيويورك وبوسطن وسان فرانسيسكو ولوس أنجولوس ونيوايلنس فانكوفر ومونتريال.

2- كثرة الموانئ الأوربية وضخامة حجم حركة النقل البحري منها واليها والتي ترجع بداياتها الاستكشافات الجغرافية التي بدأت في القرن الخامس عشر الميلادي والتي أدت الى اتساع وتعدد المستعمرات الاوربية في أعالي البحار: وهو ما اسهم في رواج الأوضاع الاقتصادية والتجارية في الموانئ الأوربية وانتقال مراكز الثقل الاقتصادي من مواني اوربا المطلة على البحر المتوسط في الجنوب الى مواني غربي القارة، وهو عامل أدى بدوره الى ارتباط هذه الموانئ بقارات العالم المختلفة عن طريق خطوط الملاحة البحرية، فضلا عن ارتباطها بباقي أقاليم القارة بشبكات متنوعة من الطرق فوق اليابس، وبالتالي اسهم في سهولة الاتصال بين أقاليم اوربا المختلفة بعضها بعض وبينها وبين باقي جهات العالم.

3- اسهم اتجاه فرع من تيار الخليج الدافئ: الممتد بمحاذاة الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية باتجاه الشرق والشمال الشرقي عبر المحيط الأطلسي بتأثير الرياح العكسية الجنوبية الغربية ليصل الى السواحل الغربية والشمالية الغربية لأوربا في استمرار استقبال مواني غربي والشمال الغربي القارة للسفن المختلفة طول العام لعدم تجمد مياهها وخاصة خلال شهور الشتاء التي تشكل فصل انخفاض درجات الحرارة.

4- أدى سعي الدول الحبيسة مثل لوكسمبورج، سويسرا، النمسا، المجر، التشيك، سلوفاكيا، بيلاروسيا البوسنة والهرسك، أرمينيا الى إيجاد منافذ بحرية لتجارتها الدولية مما أدى الى ظهور مواني المرور (الموانئ الحرة) في الدول المجاورة او القريبة منها، كما في ميناء مرسيليا الفرنسي الذي يخدم التجارة الدولية لسويسرا، وميناء هامبورج الألماني الذي يخدم كل من التشيك وسلوفاكيا، وميناء تريستا الإيطالي الذي يخدم جزءا من تجارة الاتحاد اليوغسلافي، واسهم هذا الدور في كثافة حجم الحركة على الطرق المختلفة - المرصوفة والخطوط الحديدية والنهرية التي تربط بين الدول الأوربية الحبيسة ومنافذها البحرية في الدول المتاخمة لها او القريبة منها.

5- اسهم تعدد المجاري النهرية الصالحة للملاحة بالقارة في استغلالها منذ القدم في الربط والاتصال بين أقاليم اوربا المختلفة لاسيما انها تتمتع بخاصية نقارب مجاريها من بعضها البعض مما ساعد على سهولة الربط فيما بين احواضها عن طريق شق القنوات المائية وبالتالي تمتع أوربا بميزة تعدد خطوط النقل النهري رخيصة التكاليف واستخدامها في الربط بين اقاليمها المختفة لاسيما في نقل السلع والمنتجات التي تشغل حيزا كبيرا وتحتاج الى مرافق للنقل قليل التكاليف الى حد ما مثل الفحم والاخشاب والحيوانات الحية ومحاصيل الحبوب والخامات المعدنية. والدليل على ضخامة حمولة وحدات النقل النهري في اوربا نشير الى ان القاطرة النهرية العاملة في نهر الراين تجر حمولة من السلع والمنتجات توازي اكثر من أربعة أضعاف الحمولة التي تجرها قاطرة تعمل على الخطوط الحديدية في القارة مما يظهر مبرر انخفاض تكلفة النقل النهري في اوربا على وجه الخصوص. وجدير بالذكر ان الامتداد العرضي لمرتفعات الألب في جنوبي القارة لم يحول دون الاتصال والربط بين الجهات الجنوبية من القارة واقاليمها الوسطى والشمالية حيث استغلت الممرات التي تخترق هذه المرتفعات"، في شق العديد من الطرق المرصوفة والخطوط الحديدية لتتكامل المنظومة الفريدة والمتكاملة لشبكات الطرق المختلفة في اوربا والتي لا يوجد مثيل لها في أي قارة أخرى بالعالم، وقد ساعد على ذلك بطبيعة الحال العوامل السابقة المشار اليها، فضلا عن صغر مساحة القارة البالغة (105) مليون كم2، وتقدمها التكنولوجي والحضاري والاقتصادي، واختفاء عامل الحساسيات السياسية بين دولها لتغلب عامل المصالح المشتركة رغم تعدد الوحدات السياسية في القارة وتباين أنظمتها السياسية.