المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الإمام عليٌ (عليه السلام) بشّره رسول الله بالجنة
2024-05-04
معنى الـمُبطئ
2024-05-04
{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}
2024-05-04
معنى الصد
2024-05-04
معنى الظليل
2024-05-04
معنى النقير
2024-05-04

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الطفل الأعسر (تياسر الأطفال)  
  
1161   03:28 مساءً   التاريخ: 31-12-2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص91 ــ 106
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

كل عضو من أعضاء الجسم يستعمل في عمل ما، ونحن ننجز جزء من أعمالنا اليومية بالاستفادة من ذلك. بعض أعضاء الجسم لها دور أهم بالنسبة إلى بقية الأعضاء مثل:

- الأذن، التي تمثل السمع وبالنتيجة تعلّمنا للغة مرهون بها.

- العين، التي تمثّل الرؤية والنظر، ومعرفتنا للأشياء والموجودات مرهونة بها.

- اليد، التي هي العامل الأساسي لعملنا وجهدنا وبنائنا.

- القدم، التي هي وسيلة للنقل وانتقال الجسم.

منشأ الخلق(1)، استعمل في خلق كل عضو من أعضاء جسم الانسان دقة وظرافة تستحق أن نحمده ونستحسنه عليها إلى ما لا نهاية، ولكل عضو ولكل عمل تعمله الأعضاء نجد كل شيء له حساب وكتاب، وجميع المخلوقات جعلها الله في أحسن تقويم.

التيامن في اليد

يعتبر كل عضو من أعضاء الجسم قرينة للعمل الذي يؤديه، وفي هذا المجال نرى ان الانسان لا يستعمل اليد والرجل والعين والأذن وبقية الأعضاء استعمالاً واحداً، وأكثر الأشخاص يستعملون جانبهم الأيمن أكثر من الجانب الأيسر للجسم.

ان أكثر اعمالكم تتم بيدكم اليمنى. وحتى في السمع نستعمل اذننا اليمنى أكثر من الاخرى، وعند محاولة الدقة في المشاهدة كذلك. نستفيد من العين اليمنى أكثر من الأخرى....

وعلى هذا الأساس، البشر يمينيون بصورة لا أرادية، أو يفضلون جانبهم الأيمن من الجسم على الأيسر وهذا النظام متعارف إلى درجة لا تحتاج إلى توضيح. وليس من الضروري أن نستعمل لغة التيامن لأنها تكون غير مأنوسة في الأذن مع أن مصطلح التياسر موجود. كل أعمالنا وأمورنا تنجز بالجزء الأيمن من جسمنا فبالطبع نحن متيامنين في اليد والأذن والعين و... ولكن يوجد أفراد يستعملون أعضائهم اليسرى ويتياسرون في اليد والعين والأذن.

مسألة التياسر

موضوع بحثنا هنا هو تياسر الأطفال أو ما يسمى بـ (الطفل الأعسر)، نحن نعرف أطفالاً وأشبالاً وحتى كباراً يستعملون يدهم اليسرى أكثر من اليمنى في أعمالهم ووظائفهم اليومية. بهذه اليد يكتبون وبهذه اليد يعملون وفي الأخذ والرد يستعملون يدهم اليسرى.

هذه الحالة في الأطفال توجب بروز قلق عند الآباء والمربين وكذلك هي مسألة قابلة للبحث من جوانب مختلفة، علماء الأحياء لهم بحث حول الجانب الوراثي في هذه المسألة، وعلماء النفس لهم بحث حول الذكاء وعمل المخ، المعلّمون والمربّون لهم بحث حول التعليم وخصوصاً خط الأطفال، والأطباء لهم بحث حول المخ والصدمات الواردة عليه، وكلهم يذكرون بأنهم يسعون من خلال هذه البحوث التحقيق عن الأمور الدراسية والثقافية للتلاميذ فقط. ولنرى الآن ما هي الآراء حول هذا الموضوع، وما مدى قيمتها واعتبارها؟

الآراء الواردة حول هذه الظاهرة

كثير من الآباء المربّين ينظرون إلى مسألة التياسر نظرة سلبية، يتوهمون ان الأطفال الذين يستعملون يدهم اليسرى أفراد متخلفين من الناحية الذهنية. ولهم ظروف وأوضاع تجبرهم على سوء الخط وليس من الممكن أن يتحسن خطهم.

بعض هؤلاء الآباء والمربون يفكرون في أمر حياة الأطفال الحاضرة والمستقبلية. ويتوهّمون أنهم لا يستطيعون كسب النجاح في المستقبل خصوصاً في هذا العالم الذي تكون أغلب صناعاته وآلاته ووسائله مصنوعة للأشخاص الذين يستعملون يدهم اليمنى، حتى قلم الحبر الذي نكتب به و(البرغي) الذي نستعمله لشد الأشياء وفتحها صنع للأشخاص الذين يستعملون يدهم اليمنى. والبعض يتوهم أننا لا نستطيع أداء أي عمل باليد اليسرى، ولا نستطيع أن نصنع آثاراً بديعة أو لا نستطيع أن نتعلم فناً ومهارة بهذه اليد، ولا نستطيع أن نحصل على نجاح مرموق... وهذه المجموعة ستكون سبباً لقلق الوالدين والمربين من هذه الناحية.

المسألة من الناحية العلمية

من الناحية العلمية مسألة التياسر أو عسر الأطفال أمر عادي وطبيعي. وليست بالمسألة والمشكلة التي نقلق ونهتم لها، فبالتوجه إلى وضع المخ وعمله في الانسان وبالانتباه إلى ان كل شخص له طريقة خاصة في حياته نستطيع أن نتصور ذلك بأنه طبيعي جداً.

التياسر ليس أمراً مخالفاً للشرع حتى نقلق له، وليس نقصاً أخلاقياً حتى نتحسّس منه ومع الانتباه إلى وجود جمع غفير من الأذكياء والناجحين الذين يستعملون يدهم اليسرى نستطيع أن نحصل على الاطمئنان بأن هذا الأمر لا يسبب أي خسارة ولا تخلفاً في الشخص.

اتركوا التلاميذ أحراراً، لا تلوموهم ولا تضغطوا عليهم، سترون عدد كبير من الأشخاص الذين يستعملون يدهم اليسرى، ففي الدول الغربية التي جعلت التياسر حراً زاد عدد هؤلاء وكثر، وحسب الاحصائيات التي تمت في انجلترا فهناك 8,8% من الأطفال الذين لهم سبع سنين يستعملون يدهم اليسرى، في بعض الدول النسبة تزيد عن هذا الرقم بكثير، فلا توجد احصائية كاملة عن هذا المجال، وفي بلادنا - ولكن بالانتباه الى الضوابط العلمية الموجودة - تصدق هذه الأرقام على بلدنا ايران أيضاً، ولكن بسبب الضغوط والعراقيل التي يوجدها الآباء والمربّون أمام التلامين يوجد عدد أقل من العدد الذي ذكرناه قبل هذا.

السوابق والعلامات

على خلاف تصور العوام الذين يتصورون أن التياسر نقص ويعتقدون أن ذلك يسبب تخلفاً واشكالاً في العمل. نقول: على أساس السوابق والتجارب يوجد أفراد كثيرين في عين التياسر وصلوا الى نجاح مرموق عدد من الفنانين المشهورين أبرزوا مهارات جمّة وحتى بعض هؤلاء كانوا ماهرين في الرمي والقنص وكانوا يستطيعون التهديف بدقة.

يقال حول لونارد دافنشي راسم لوحة (الموناليزا) الشهيرة أنه كان يستعمل يده اليسرى، أنتم ترون في حياتكم اليومية رجال ونساء مسنّين كانوا يستعملون يدهم اليسرى في أعمالهم ودبّروا حياتهم وحتى نعرف أشخاصاً كانوا يستعملون يدهم اليسرى ومع ذلك دخلوا في سلك الخطاطين في البلاد. وعلى هذا الأساس فان استعمال اليد اليسرى (التياسر) لا يسبب خسارة ولا تخلفاً ذهنياً.

ويرى البعض ان الأطفال الذين يستخدمون اليد اليسرى يتأخرون في الكلام بالنسبة إلى الآخرين، وأيضاً على أساس التحقيقات والدراسات التي اجريت فان التياسر في المتخلفين ذهنياً موجود بكثرة، ولكن لا يوجد دليل واضح يدل بان هناك ارتباط بين التخلف الذهني و (التياسر).

ابتداء ظهور هذه الحالة

حتى الآن لم يعرف متى يبرز هذا الأمر وفي أيّ سن يظهر. يقول البعض أن هذا الأمر يتضح في أواخر السنة الأولى عند الأطفال، الطفل الذي يستعمل يده اليسرى وله سنة واحدة عندما يريد أن يحصل على شيء يقدّم أحدى اليدين على الأخرى، ويعتقد البعض الآخر أن الجزء الثاني من السنة الأولى هو تاريخ ظهورها لأن الطفل قادر على مسك الأشياء في هذا الزمان.

يعتقد البعض الآخر أن هذا الأمر يشاهد من السنة الثانية ويقولون ان الطفل في هذا العمر يُظهِرُ بيده اليسرى قوة كبيرة وهذا الأمر مشهود بالتدقيق في سلوك الطفل ولعبه.

ولكن الذي نستطيع أن نقوله بثقة تامة حول هذا الموضوع هو أننا يجب أن ننتظر حتى السنة الثالثة والرابعة لتشخيص هذه الحالة بصورة كاملة، فترجيح اليد اليسرى على اليمنى وبالعكس في السنين التي قبلها ليست محلاً للاعتماد، في هذا العمر نستطيع كذلك أن نلاحظ رجحان عين على عين أخرى واذن على أذن اخرى.

من الممكن ان تكون هذه الحالة مشهودة في سنين ما قبل المدرسة ولكنها بالتدريج ومع نمو الطفل ستتغير وضعيتها، وللتوضيح نقول: أن كثيراً من الأطفال بزيادة أعمارهم تتغير شرائطهم ويتحولون من استخدام اليد اليسرى على اليمنى، ولكن هذه الحالة ليست عامة.

مشاكل الكتابة

الذي يسبب قلق الوالدين في هذا المجال هو مشكلات الكتابة، حيث يرى المعلمون في الصف أن الأطفال الذين يكتبون بيدهم اليسرى خطهم مشوش ومضطرب، وأنهم عند كتابة الأملاء يتأخر الكثير منهم عن الآخرين في الكتابة.

فهم المعلمون بالتجربة أن التياسر مانع للتعلم والاستمرار في أداء اعماله الدراسية، لأن أغلبهم عند الجلوس على الرحلة أن جلسوا في وسط التلاميذ فسيزاحمون المجاورين لهم في الكتابة وهم أيضاً سيقعون في المشقة.

وكذلك هؤلاء لهم صعوبات أخرى من جملتها أنهم مجبورين على الكتابة بنفس العلم الذي صنع للأشخاص الذين يكتبون بيدهم اليمنى ويجب أن يطبقوا ظروف حياتهم المدرسية وغير المدرسية مع الشرائط التي وضعت للأشخاص الذين يستعملون يدهم اليمنى، ومن الطبيعي أن رعاية هذه الأمور في جميع الأوقات غير مقدور عليه.

أسباب هذه المشاكل

كما نرى، فان القضية بنفسها لا تخلق مشكلة، المشكلة في كيفية هداية الفرد وأسلوب عمله. أن تأخر هؤلاء في الكتابة سببه عدم وجود مساعدة للذين يكتبون بيدهم اليسرى، هؤلاء لا يرون إرشاداً في هذا المجال لترتفع مشكلتهم.

في أكثر الأحيان هؤلاء لا يلتزمون بالارشادات اللازمة التي يوجهها لهم المعلم. ونفس المعلم أيضاً لا يعرف اسلوب العمل والأساليب التعليمية والنظام الخاص بهؤلاء الأطفال، ومن الممكن أن يكون لهم مشكلة من ناحية القلم لأن بري (تقليم) رأس القلم لم يصنع لهم وهذا كاف لسوء خطهم.

المعلمون بسبب عدم معرفتهم بهؤلاء الأطفال لا يعلّمونهم الكتابة، وهذا هو أحد أسباب الضعف والتخلف في التعلم وكسب المهارة لهم، بعض هؤلاء لا يقدم لهم أي عون. بل يسمعون اللوم والشماتة ويتوجه إليهم غضب المربّي وسبّه. وعلى هذا الأساس، فالقياس هنا يكون صحيح عندما تتساوى فيه الظروف المهيّأة لأطفال من هذه الناحية. وفي تلك الحالة سنرى أنه لا توجد مشكلة حتى في الكتابة السريعة.

ظاهر هؤلاء

الذي نقوله أن الأطفال الذين يستعملون يدهم اليسرى ومن أي مجموعة كانوا ليس لدينا جواب واضح عنه. فهؤلاء من الأفراد العاديين في المجتمع وليست لديهم علامة يتميزون بها، وكما رأينا لو أنهم كانوا أحراراً في إستعمال يدهم لوجدنا أن منهم يستخدمون يدهم اليسرى.

التحقيقات أظهرت أن بين هؤلاء الأفراد مجموعة من الأولاد والأكثر من البنات.

وعلى أساس تحقيق أجري في أمريكا فهناك نسبة تشكل حوالي 11,1%! من الأولاد و9,7% من البنات يستخدمون اليد اليسرى في الكتابة، وأما في إيران فلا توجد احصائية محددة لذلك.

وكذلك أظهرت البحوث أن التياسر في الأطفال الذين ولدوا قبل الموعد المحدد للولادة (وهو تسعة أشهر) أكثر من الأطفال الذين ولدوا بصورة طبيعية. وفي الأفراد الذين لهم تخلف ذهني أكثر من الأطفال العاديين.

يمكن أن يكون السبب هو أن الضغوط على الأطفال الكاملين العاديين، من البنين على استخدام اليد اليمنى كانت أكثر.

من الناحية الأخلاقية والطبيعة الذاتية لا يشاهد تفاوت بينهم ولكن من الطبيعي أن الطفل الذي يتعرض للاحتقار واللوم، خصوصاً بالنسبة الى الأمر الذي لا يكون مقصراً فيه فانه سيغير أخلاقه وطبيعته، وفي نفس الوقت كثيراً من هؤلاء قد تحملوا المصاعب وسمعوا الشماتة، ومن الممكن أن يكونوا يعانون من الخجل في أنفسهم.

الجذور والعلل

توجد أراء كثيرة حول جذور وعلل هذا الوضع، ولكن ليس لدنيا دليل قاطع وواضح حول أي منها، الأراء مبتنية على أقسام من البحوث التي إذا عممت ففيها الكثير من البحث، نحن نشير فيما يلي إلى نماذج منها:

1ـ الوراثة: سعى بعض العلماء أن يجدوا علة وراثية، هؤلاء يعتقدون أنه كان يوجد عند آبائهم - وبعض الأحيان -عند أجدادهم نماذج من التياسر، ولكننا لم نصل حتى الآن ألى دليل قاطع وواضح.

2ـ الأسباب الذاتية: قال بعض الأفراد أن هذا الأمر له جذور طبيعية في بعض الأفراد، وقالوا: أن هذه الحالة أمر ذاتي، فالله سبحانه وتعالى خلق فرداً يستعمل يده اليسرى وفرداً يستخدم يده اليمنى، في هذا المجال أيضاً حتى الآن لم يتضح لنا أي دليل طبيعي أو تكويني وحتى الآن لا يوجد لدينا دليل واضح.

3-الأسباب الدماغية: الأراء في هذا المجال أوسع، والدلائل تشير إلى أن هؤلاء أقوى من الآخرين، هؤلاء يقولون: أن علة التياسر أو التيامن هو أن نصف من الدائرة الدماغية أقوى من الأخرى المضادة لها، وبعبارة اخرى: أن نصف الدائرة اليسرى إن كانت هي الأقوى فالفرد يستعمل يده اليمنى، وإن كانت نصف الدائرة اليمنى هي الأقوى فالعكس هو الصحيح.

اجريت إختبارات حول الحيوانات وتوصلوا الى هذه النتيجة، وهي: أننا لو تصرفنا في نصف الدائرة اليمنى للحيوان فسيستعمل يده اليسرى، وعلة هذا الأمر هو أن نصف الدائرة اليمنى حاكمة على اليسرى، ونصف الدائرة اليسرى حاكمة على اليمنى. وكذلك قالوا: أن الصدمات الدماغية مؤثرة في هذا المجال.

4ـ الأسباب الاجتماعية: وأخيراً، لا نستطيع أن نتغافل عن الأسباب الاجتماعية وخصوصاً التقليد والمحاكاة في هذا المجال، بعض الأطفال استخدموا اليد اليسرى لآنهم قلدوا ذلك عن الأخرين، ومن المؤكد أن هذا أمر ممكن.

وكذلك ذكروا عامل المزاج في هذا الأمر ولكنه لا يستطيع أن يكون دليلاً قوياً وواضحاً.

طلب التغيير

كثير من الأباء والمربين يطلبون تغيير تياسر الأطفال، لأنهم يعتقدون أن العمل الذي تعمله اليد اليسرى لا تعادل العمل الذي تعمله اليد اليمنى، أو يقولون: أن الاختراعات والابداعات صنعت للذين يستفيدون من يدهم اليمنى، بل حتى برغي السيارة أو البطارية أو جهاز العدّاد في التليفون صنع لهذه الغاية. وأساساً فان اليد اليمنى تستعمل أكثر في المجتمع، ويتحسس الوالدان والمربّون حولها أكثر.

والآن يجب أن نرى هل يمكن هذا الشي أولاً؟ وأيضاً ما هو طلب الأطفال في هذا المجال؟

نستطيع أن نقول نعم يوجد هذا الأمكان ولكن هذا العمل لا يتم لجميع الأفراد بسهولة ويسر. وفي بعض الموارد يجب أن ندفع ثمناً غالياً بسببه وهذا الأقدام يوجب بروز نقائص للأطفال.

أما حول طلب الأطفال يجب أن نقول إنهم غير راضين عن هذا الوضع. وكم من اولئك مستعدين أن يتحملوا الخجل واللوم. ومع ذلك لا يكتبوا باليد اليسرى، وقد يصل هذا الأمر في بعض الحالات الى ترك الدراسة وتحصيل العلم بدون أن تحل مسألة استخدامه لليد اليسرى.

في حالة التغيير

إن كان ولابد للوالدين والمربين أن يغيروا تياسر الأطفال أو إصلاحه فيجب الانتباه إلى الموارد التالية:

1ـ يجب أولاً عمل عدة إختبارات ليتضح هل الطفل أعسر في الحقيقة أم لا، وهذا الأمر يتضح بمراجعة أي طبيب نفساني واجراء الاختبار اللازم.

هؤلاء يدققون في أعمال الطفل ويشخصون هذه المسألة، وأنتم أيضاً تستطيعون أن تفعلوا ذلك، فمن الممكن أن يمسك الطفل شيئاً بيده اليسرى فلا تحكموا عليه فى نفس الوقت بأنه أعسر، بل يجب أن ندقق في جميع أعضائه ومعرفة هل هي يسارية وتعمل أكثر على نحو محسوس أو لا؟

2ـ أن كان ولا بد من التغيير فابدأوا هذا العمل في السنة الثانية وبالتدريج ليتعود الطفل على يده اليمنى، فكلما زاد سن الطفل وعمره فمن الصعوبة تغيير الشيء الذي تعود عليه، وسيكون الرجوع في هذه الحالة صعبا. ولا ننسى ان ترك التعود للأطفال وحتى الكبار أمر صعب جداً.

3ـ ليكن سعيكم في هذا الطريق أن تشجّعوا الأطفال على هذا الأمر، ويجب أن يكون تعاملكم معهم بود وصداقة، فالتعامل الشديد يوجد عراقيل كثيرة. بمقدار ما نتقدم بودً وهدو تقل اللكنة أو العوارض الأخرى.

4ـ الأطفال على أثر التمرين والممارسة يتركون عاداتهم بسرعة. وهم مثل الخشب الطري الذي تستطيع بسهولة أن تحنيه أو تقوّمه، ولكن إن كانت هذه التمارين والممارسات وايجاد التعود على شيء ما من خلال ممارسة الضغط، فمن الممكن أن يقاوم الطفل ذلك ويتّخذ موقف مضاد لهذه العملية.

المضاعفات الناتجة من الضغط والاجبار

قلنا إنه يجب الحذر من الاجبار والتهديد والشماتة والالحاح في هذا الطريق. البحوث التي اجريت حول الأطفال وصلت إلى هذه المرحلة حيث تقول: أن الطفل إن اجبر على استخدام يده اليمنى سيسبب ذلك في بروز مضاعفات عديدة وكما يلي:

- التأثير في تعامل الأطفال ولجاجتهم.

- بروز الاضطراب في السلوك والتعامل، كالرجوع إلى الطفولة ومن جملتها التبول في الفراش.

- بروز التلكؤ في الكلام عند الأطفال. وهذا دليل واضح على المقاومة. ولكن هذا الأمر ليس عاماً.

- ظهور مضاعفات عاطفية والتي تسبب صعوبات عديدة في الكتابة.

- الضغوط المفروضة على الاطفال تمهّد الطريق للإحساس بالحقارة والذنب في بعض الأحيان

ـ بروز الاختلالات العصبية مثل الاضطراب والقلق والتلكؤ في اتخاذ القرار و...

ـ شدة بروز حالة التلكؤ في الاطفال المبتلين باستخدام اليد اليسرى (فلقد أثبتت التحقيقات أن دولة مثل السويد والتي يمنع فيها التياسر في الكتابة عند الاطفال نجد أن حالة التلكؤ كثيرة فيها).

ـ حتى الأشخاص الذين يجبرون على استعمال اليد اليمنى لا يتوفّقون في هذا المجال.

الموقف المطلوب

نذكر قبل كل شيء أن بعض الأفراد العسر سيصلحون انفسهم بالتدريج وبتذكير الآخرين لهم، فمثلاً أظهرت التحقيقات أن من مجموع 15%، من التلاميذ الذين يكتبون بيدهم اليسرى قد تحسنوا في سنين المدرسة والثانوية ووصل مجموعهم إلى 5%، هذا الرقم بقي ثابتاً إلى آخر العمر وطبعا بعض الأفراد الأذكياء يستطيعون الاستفادة من يدهم اليمنى واليسرى، وإصطلاحاً يعبر عنهم بـ (ذو اليمينين) لكن الذي نستطيع أن نذكره بعنوان موقف مطلوب في هذا المجال هو أن لا يكون عندنا موقف إلحاح وضغط على تغيير وضع الطفل، أن نقبل ذلك باعتباره أمر طبيعي، نمهد المجال لاستفادة الطفل من يده اليسرى بصورة صحيحة.

والخبراء يوصون بأن الطفل إذا أظهر في السنة الثانية استخدام يده اليسرى. فمن الأفضل أن يستمر على ذلك. لا نجبره أبداً على ترك ذلك لأن هذا الاجبار سيكون سبباً لبروز مضاعفات اخرى.

الآباء والمربون يعرفون أن كل فرد له وضعه الخاص وظروفه الخاصة، نحن لا نستطيع ولا يجب علينا أن نبدل هذا الاسلوب ونتدخل في أعماله أو نفرض ضوابطاً جديدة عليه. يجب أن يعرف المربون أن ذلك أمر طبيعي وعادي بالنسبة إلى الطفل. والممانعة الجدية عن ذلك ليس فيها صالح ومنفعة. ولأجل معرفة الصعوبات الناتجة تستطيعون أنتم الذين تعملوا بيدكم اليمنى العمل باليد اليسرى.

ضرورة الإرشاد

قصدنا هنا أن نقدم له عملاً يستطيع أن يستفيد فيه من يده اليسرى على وجه حسن. أما النقاط التي يجب الانتباه اليها في هذا المجال فهي:

1ـ يجب أن نلقن الطفل طرق تعلم الخط ونعلمه الفنون اللازمة في هذا المجال، ولا شك أن كثيراً من المعلمين ليس لديهم المعرفة عن هذا المجال، ومن الطبيعي أن لا يستطيعون ارشاد الطفل وهدايته اللازمة. هذا التعليم ضروري بالنسبة إلى الأشخاص الذين يمتهنون مهنة التعليم.

2ـ يجب أن نعمل بدقة من أجل أمساك الورقة، أما في حالة الكتابة فيجب أن نعلمه كيف يضع الورقة أمامه وأين يضع مرفقه عند الكتابة وكيف يحرك يده اليسرى، يجب أن تكون الورقة أمامه ولا تكون منحنية ومنثنية.

3ـ عند استعمال القلم إن كان قلم رصاص فيجب أن يكون طويلاً وممحاته متمايلة إلى طرف الكتف الأيسر ومن الضروري أن يكون بري القلم العريض لهم يتم بصورة أخرى. فمثلاً يتم بيدهم اليسرى. ويجب أن يكتبوا بقلم أعرض. ويجب أن لا يكون رأس القلم حاداً جداً، لأنه في تلك الحالة سينفذ في الورقة ويمزقها.

4ـ لا نقلق لأجل كتابتهم السريعة. لأن أولئك أيضاً يستطيعون بالتمرين أن يكتبوا بسرعة. إمساك القلم بقوة في هذا المجال مهم جدا وأيضاً التمرين على اللوحة وفي بعض الأحيان على الأرض حتى يكون حراً في حركة يده واستعمالها وتنشأ عنده الجرأة على الكتابة السريعة.

5ـ في مجال التمرين يجب أن يبدأ من الحروف السهلة أو الحروف التي يجب هو أن يكتبها. عندما تنمو قدرته في هذا المجال ويسيطر على الكتابة ينتقل إلى حرف آخر.

6ـ في الجلوس على الرحلة من الأفضل أن يجلسوا في منتهى الطرف الأيسر حتى لا يزاحمهم أحد عند الكتابة ولا يزاحمون هم أحداً أيضاً.

7ـ في مجال النور اللازم للكتابة يجب أن يضيء المصباح من وراء كتفهم الأيمن على الورقة حتى لا يقع ظل اليد والقلم على الكتابة ولا يؤثر عليهم عندها.

8ـ وأخيراً، نراقب الطفل منذ الأيام الأولى للتمرين بأن يمسك القلم بحالة عمودية على الورقة للخط وبتسلط، وكذلك يجب أن يكون وجهه مسلط على الورقة بنحو لا يتعود على حالة غير مرضية كالنظر إلى الورقة بطرف العين.

امكانية النجاح

السؤال هو أن في حالة مراقبة الطفل فهل ستكون هناك امكانية للموفقية والنجاح في الكتابة؟ وبأي مدى وحدود؟

والجواب: نعم، فهناك إمكانية للموفقية وتعلم الكتابة الصحيحة والسريعة. إن أعطى الوالدان والمربون الفرصة اللازمة للأطفال، يستطيعون تعلم الكتابة الصحيحة والجميلة. التجارب أوضحت أن هؤلاء الأطفال إن كان لهم معلم يكتب بيده اليسرى فسيكون إمكان النجاح أكثر وكذلك يحتاج هؤلاء في الأيام الأولى من التمرين الوقت والفرصة الكافية. ومثلاً لا يقلقهم المعلم في وقت الاملاء. وكذلك التنبيهات المستمرة تعطيهم الأمل لأجل أن يكتبوا بسرعة.

بعض هؤلاء يستطيعون أن يكتبوا باليدين إن وضعوا تحت المراقبة والتمرينات المستمرة، ونحن لدينا أفراد قليلين هم كذلك. يكتبون على السبورة في وقت واحد بكلتا اليدين ويتعجب منهم المشاهدين.

الوقاية المطلوبة

كما قلنا سابقاً ان إستعمال اليد اليسرى (التياسر) ليس أمراً عادياً ولا مخالفاً للشرع حتى يقف الوالدان والمربون أمامه ويقطعونه من الجذور أو ليس عيباً حتى يريد بعض الوالدان والمربّون أن يخفوه عن الآخرين.

وعلى هذا الأساس لا يجب أن نستشكل على الطفل لأنه أعسر ولا يجب لومه والشماتة به، ان اسلوب السخرية وإضحاك الآخرين لأجل الضغط على الطفل حتى يمتنع عن هذا العمل نوع من الجهالة ويجب أن نجتنب ذلك بصورة جدية.

وكذلك ليس لنا الحق على إجبار الطفل لأن يكتب بيده اليمنى وأن يعمل بها لأننا عرفنا أن هذا العمل يسبب خسارة ومضاعفات كثيرة. وفي بعض الأحيان تكون موجباً لوجود حالة تنفر في الطفل وانزجار بالنسبة إلى يده اليسرى.

التياسر ليس من العلامات والمعضلات العصبية. لذلك لا يجب أن نتعامل معه بحالة الشفقة والرأفة كما نتعامل مع بعض المرضى. هو ليس بحاجة إلى المداراة مثل بقية الأطفال الآخرين، نعلمه عملاً ودرساً ونطلب منه واجباً.

جرح الشعور وعدم الكلام مع التلميذ بعلة استخدامه اليد اليسرى. فتقطيب الوجه والسخرية والاستهزاء لا يصلح من وضع الطفل. استخدام فرض الارادة والتهديد تزيد من آلام الطفل وتسبب في عدم استطاعته بالاستفادة من الظروف المهيأة له.

المراقبة

يجب أن نراقب هؤلاء الأطفال، ولكن هذه المراقبة لا تكفي، بل يجب أن نرتب الأوضاع على نحو يكون تعامل الآخرين وارتباطهم أيضاً مناسباً وحسناً. يجب أجتناب السخرية والمزاح في الصف وخارجه، ويجب أن نضع مكاناً مناسبا له في البيت والمدرسة. يجب أن نراعي اصول الكتابة وضوابطها. ويجب تعليم الطفل على وضع الورقة أمامه ومراعاة الشروط الأخرى.

وكذلك يجب تلقينه بأنه ليس لديه شيء أقل عن الآخرين. يجب أن لا تكون له جرأة وروحية قوية لكي يتقدم إلى الأمام باطمئنان، وإن كان قصدنا إرجاعه عن هذه الطريقة يجب أن نضع ما يحتاج اليه في حياته، مثل القلم، الملعقة، اللعبة و... ورعاية الأمور التي ذكرناها سابقاً.

مصادر للمراجعة

لا توجد للأسف كتباً كثيرة في هذا المجال باللغة الفارسية. الكاتب(2)، استفاد في هذا المجال من بعض الكتب الاجنبية، بعض الكتب المؤلّفة في علم النفس والتربية باللغة الفارسية تحتوي على مطالب قليلة عن هذا الموضوع ومن جملة تلك الكتب:

ـ التعليم وسلوك الطفل                   للدكتور هادي سليمي الاشكوري.

ـ التياسر (استعمال اليد اليسرى)       على أصغر فياض

ـ العجز عن التعلم                       ترجمة فرياد وحشان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ هذا التعبير كناية عن الم جل شأنه. (المترجم).

2ـ اي الاستاذ المؤلف. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






موكب أهالي كربلاء يستذكر شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
العتبة العباسية تستذكر شهادة الإمام الصادق (عليه السلام) بإقامة مجلس عزاء
أهالي كربلاء يحيون ذكرى شهادة الإمام الصادق (عليه السلام) في مدينة الكاظمية
شعبة مدارس الكفيل النسوية تعقد اجتماعًا تحضيريًّا لوضع الأسئلة الامتحانية