منشأ الشعير

الشعير من المحاصيل التي عرفها الانسان منذ عصور ما قبل التاريخ وقد كان المصدر الاساسي لعمل الخبز في اقطار العالم القديم . ففي اوربا كان يستعمل حتى القرن السادس عشر بصورة تفوق الحبوب الاخرى وكذلك الحال في مناطق الشرق القديم حيث كان الغذاء الرئيسي لمعظم الطبقات وخاصة الفقيرة منها .

لا يمكن التكهن بأصل الشعير بسبب اتساع ملائمته النمو في بيئات مختلفة، لقد وجدت له آثار في المناطق المحيطة بالبحيرات في سويسرا كما وجدت له آثار في الحبشة ( اثيوبيا ) وفي الجنوب الغربي من قارة اسيا وفي مناطق من ارمينيا كما وجدت له انواع برية في منطقة التبيت التي يحتمل انها تمثل الاصل للشعير البري . أن أفضل نظرية مقبولة لحد الآن عن أصل الشعير قدمت من قبل (Harlan 1978) . وتشير هذه النظرية الى ان نباتات شعير بري منقرضة يعتقد انها الاصل الذي تطور عنها الشعير الحالي كانت نامية في نفس المناطق التي ينمو فيها الشعير البري نوع Hordeum spontaneum والتي تمتد من جبال زاكروس في غرب ايران المجاورة للعراق وتتجه نحو الشمال الغربي عبر شبه جزيرة الاناضول ثم تنحدر جنوباً نحو فلسطين . ونتيجة لانتقال بذور هذا النوع مع الانسان وحصول تغايرات وراثية فيه خلال السنوات الطويلة حصل تغيير في الجبلة ( الجرم بلازم ) ومن بين هذه النباتات تكون الشعير البري المذكور سابقاً، ومن هذا النوع تم انتخاب سلالات منه ذات محور سنبلة قاسي يشبه الشعير ذو الصفين H. disticum . ولأجل تكون الشعير ذو ستة صفوف فان ذلك لا يتطلب اكثر من طفرة طبيعية في بعض الجينات ومن المتوقع ان ذلك حصل عندما انتقلت زراعة هذا الشعير البري الى بلاد الرافدين ومصر حيث يزرع بالطرق الاروائية وهي ظروف تساعد على حصول مثل هذه الطفرات فنتج عن ذلك الشعير ذو ستة صفوف H. vulgare . بعد ذلك انتقلت بذور هذه الانواع الى افريقيا ( الحبشة ) كما انتقلت شرقاً في بلدان آسيا مع بذور الحنطة . ونتيجة للاختلاط مع الانواع الاخرى للشعير ازدادت التغايرات الوراثية في بذور الشعير.