المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16450 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تفسير سورة التَّوبة  
  
2105   02:48 صباحاً   التاريخ: 2023-10-26
المؤلف : تحقيق : د. اقبال وافي نجم
الكتاب أو المصدر : تفسير ابن حجام
الجزء والصفحة : ص75- 76 ، 91-94 ، 104-110
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /

قوله : { يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ } ([2]) .

قال الصَّادق (عليه السلام)  : ( يَومُ النَّحرِ ، فَقِيلَ لَهُ : إنَّ ابن عبَّاس يقول : إنَّه يومُ عَرَفَة ، فقال : لَو كَانَ يَومُ عَرفَة ، كَانَ يَكُونَ أَربَعَةَ أَشهُرِ إلَّا يَومَاً) ([3]) .

قوله : { وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ}  ([4]) . 

قال زين العابدين (عليه السلام) : ( الأَذَانُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ (عليه السلام)   قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ (عليه السلام) : أَنَا الأَذَانُ فِي النَّاسِ ) ([5]).

وسئل عن الحجِّ الأَكبر ؟ فقال : (الحَجُّ الأَكبَر ؛ إنَّها سَنَةٌ حَجَّ فِيهَا المُسلِمُونَ وَالمُشرِكُونَ ، وَلَم يَحجَّ المُشرِكُونَ بَعدَ تِلكَ السَّنَةِ ) ([6]) .

قوله : {إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ }  ([7]) الآية .

يعني : صفوان بن أُميَّة ، وسُهيل بن عمرو .

قوله : { وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم } ([8]) الآية .

قال أميرُ المؤمنين (عليه السلام) : ( مَا قَاتَلتُ الفِئةَ المَارِقَة ، وَالبَاغِيَة ، وَالنَّاكِثَة إلَّا بِهذِه الآيَة ) ([9]) .

سأل رجلٌ أبا عبد الله (عليه السلام) عن حروب أميرِ المؤمنين (عليه السلام) فقال : [ 69 ] ( قَالَ أبي : إنَّ اللهَ بَعَثَ مُحَمَّدَاً بِخَمسَةِ أَسيَافٍ ؛ ثَلَاثَة مِنهَا شَاهِدَة لَا تُغمَد حتَّى تَضَعَ الحَربَ أَوزَارَهَا ، وَلَن تَضَع الحَرَب أَوزَارَهَا حتَّى تَطلُع الشَّمسُ مِن مَغرِبِهَا ، وَسَيفٌ مِنهَا مُغمَدٌ سَلَّه الى غَيرِنا وحُكمُه إلَينَا .

فأمَّا السِّيوفُ الثَّلَاثَةِ المَشهُورَة : فَسَيفٌ عَلَى مُشرِكي العَرَب ، وَالسَّيفُ الثَّانِي عَلَى أَهلِ الذِّمَةِ، وَالسَّيفُ الثَّالِث سَيفُ عَلى مُشرِكِي العَجَم ، يَعنِي التُّرك ، وَالدَّيلَم ، وَالخَزَر .

وَأمَّا السَّيفُ المَلفُوف ؛ فَسَيفٌ عَلَى أَهلِ البَغي وَالتَّأوِيل ) ([10]) .

قال اللهُ تعالى : { وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } الآيَة ([11]) فلمَّا نزَلت هذه الآية ، قال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم): ( إنَّ مِنكُم مَن يُقاتِلُ عَلَى التَّأوِيلِ بَعدِي، كَمَا قَاتَلتُ عَلَى التَّنزِيلِ .

فسُئلَ : مَن هو ؟ قال : خَاصِفُ النَّعلِ ) ([12]) .

وَكانَت السِّيرةُ فيهم مِن أميرِ المؤمنين (عليه السلام) ما كان مِن رسول اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)في أهلِ مكَّة يَومَ الفتحِ ؛ فإنَّه لم يَسبِ لهُم ذُريَّةً ، وقال : ( مَن أغلَقَ بَابَهُ فَهوَ آمِنٌ ، مَن أَلقَى سِلَاحَهُ فَهوَ آمِنٌ ) .

ولذلك قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( لَا تَسبُوا لهُم ذُريَّةً ، وَلَا تُتِمُّوا عَلَى جَريحٍ ، وَلَا تَتبعُوا مُدبِرَاً ، وَمَن أَغلَقَ بَابَهُ ، أو ألقَى سِلَاحَهُ فَهو آمِن ).

وأمَّا السَّيف المُغمَد ؛ فالسَّيفُ الَّذي يُقامُ به القِصاص ، فَسَلَّمَه الى أولياء القِصاص ، وَحُكمُه إلينَا .

فهَذِه [ 70 ] السِّيوف بَعَث اللهُ بها نَبيَّه (صلى الله عليه واله وسلم)فَمَن جَحَدهَا أو جَحَدَ وَاحِداً مِنهَا فَقَد كَفرَ بِما أنزَلَ اللهُ عَلَى رَسولَه ) .

قوله : { أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ } ([13]) الآية .

نزلت في عليٍّ (عليه السلام) وحمزة ، وجعفر ، والعاص ، وشيبة : فإنَّهم فَخَرو بالسِّقاية والحِجابة ، فأنزَل اللهُ الآية .

واختصَموا ، فقال شيبة لعليٍّ (عليه السلام) : أنا أفضلُ مِنك ؛ لأنَّ حِجابةَ البيتِ بيدي وعمارته ، وقال العبَّاس : أنا أفضلُ مِنك ؛ لأنَّ سِقايةَ الحاجِّ بيدي .

فقال عليٌّ (عليه السلام) : ( أنَا أفضَلُ مِنكُمَا ؛ لأنِّي آمَنتُ بِاللهِ قَبلَكُمَا ، وَهَاجَرتُ وَجَاهَدتُّ).

فقالوا : نرضى برسولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم).

فصاروا إليه ، وأخبروه ذلك ، فنزَلت الآية ([14]) .

ثُمَّ وصَفه ، فقال : { الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ } ([15])الآية.

نزَلت في عليٍ (عليه السلام) ولفظُها عام ، ومعناها خاص .

ومثله ، قوله :  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ } ([16]) نزلَت في حاطِب بن أبي بلتعة ([17]) .

ومثله : { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ } ([18]).

ومِثله في قصَّة أبي لُبابة : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ  } ([19]) الآية ([20]) .

قوله : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ } ([21]) الآية .

ورُوي عن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)قال : ( اشتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى اليَهودِ ؛ حَيثُ قَالوا : عُزَيرٌ ابنُ اللهِ ، وَاشتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى النَّصَارَى ؛ حَيثُ قَالوا : المَسيِحُ ابنُ اللهِ ، وَاشتَدَّ غَضَبُ اللهِ  [ 71 ] عَلَى مَن هَرَاقَ دَمِي أَو آذَانِي فِي عِترَتِي ) ([22]) .

قوله : { اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ } ([23])  .

قال : ( وَاللهِ ، مَا صَامُوا لَهُم ، وَلَا صَلُّوا ، وَلَكِن حَلُّوا ([24]) لَهُم حَرَامَاً ، وَحَرَّمُوا لَهُم حَلَالَاً ، فَدَانُوا بِهِ ، فَعَبَدُوهُم مِن حَيثُ لَا يَشعرُون ) ([25]) .

قوله : { وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ } ([26])  .

عنى بذلك : ( مَا جَاوَزَ أَلفَي دِرهَم ) ([27]) .

قوله : { مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ } ([28])  .

حرَّم اللهُ فيها القتال ، وكان النَّاس يُعظِّمونها ، ولا يقتلون فيها أحداً ، إلَّا قوماً مِن طي وخثعم ، فإنَّهم كانوا يُحلِّونها ، ويُغيِّرون فيها .

وكان الُمتلمِّس الكناني ، واسمه أُميَّة بن عوف ، يقف في الموسم ، فيقول : قد أحللتُ دِماء المُحلِّين طي وخثعم في شهر اللهِ الحرام وأنسأته، وحرَّمتُ بدله صَفرَاً ، فإذا آنَ العَامُ المُقبل تقول : قد أطلتُ صفر وأنسَأتَه وحرَّمتُ الحرام ، فأنزل الله سبحانه : { إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} ([29]) الى قوله : { إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ} ([30]) الآية .

رُوي : ( أنَّ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)لمَّا كان في الغار ، قال لأبي بكر : كَأنِّي أنظُرُ الَى سَفِينَةِ جَعفَر وَأصحَابِهِ كَيفَ تَعُومُ فِي البَحرِ ، وَأنظُرُ الى الأَنصَارِ مُجتَمِعِينَ فِي أَفنِيَتِهِم ) [ 72 ] ([31]) .

قال أبو بكر : فأرِنيهم ، فمَسحَ يده على عينه ، فنظرَ أبو بكر إليهم، فقال : الآن صدَّقتُ أنَّك تراهم ، وهو قوله : { وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا } ([32])  .

قوله : { انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً } ([33])  .

قال : شُبَّاناً وشُيوخَاً ([34]) .

قوله : { وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ } ([35]) .

يعني : حيثُ حَلفوا ألَّا يُكلِّمَ بعضهم بعضاً وتفَّرقوا .

 ( إِنَّمَا نَزَلَت : وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خَالَفُوا ، وَلَو خُلِّفُوا مَا كَانَ عَلَيهِم عَيبٌ ) ([36]) .

وكان مع رسُول اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)ثلاثون ألفاً ، والخيل عشرةُ ألآف فرس، وكان رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)دفعَ رايةَ بَنِي النَّجار الى عمارة بن حزم ([37]) ثُمَّ أخذها منه فدفعها الى زيد بن ثابت ، فقال عمارة : يا رسولَ اللهِ ،  لعلَّك وجدتَّ عليَّ ، قال : ( لَا ، وَلَكِن قُدِّمُوا بِالقُرآنِ ، وَزَيدٌ أَكثَرُ أَخذَاً لِلقُرآنِ مِنكَ  ، وَالقُرآنُ يُقَدِّمُ وَإنْ كَانَ عَبدَاً أسوَد مُجَدَّعَاً ) ([38]) .

وكان رهطٌ مِن المنافقين ، يسيرون مع رسول اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)منهم : وديع بن ثابت ، والحلَّاس بن سويد [ 82 ] وابن حمين ([39]) وثعلبة بن حاطب ([40]) .

فقال حاطب : يحسِّنون ماله بني الأصفر ، كمثال عزِّهم ، وكان عدى مقرس في الجبال ([41]) وقال وديعة : هُم أرعننا بُطوناً وأكذبنا ألسِنةً وأجبننا عِندَ اللِّقاء ، وقال الحلَّاس : واللهِ ، إن كان مُحمَّدٌ صادِقاً، لنحنُ شرٌّ مِن الحمير ، وقعدَ عن القوم بلا إذنٍ .

فنزلَ جبرئيل ، وأخبره بذلك ، فقال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)لعمَّار بن ياسر : ( أَدرِك القَومَ ، وسَلهُم عَمَّا قَالُوا ، فَإن أنكَرُوا ، فَأخبِرهُم بِمَا قَالُوا ) .

فذهبَ إليهم فأعلمهم ، فجاؤوا الى رسولِ اللهِ  (صلى الله عليه واله وسلم)يعتذرون إليه، فقال وديعة : يا رسولَ اللهِ ،  إنَّما كُنَّا نخوضُ ونلعب ، فلم يلتفت إليه ، وأنزلَ اللهُ فيما قال مخشي لأصحابه : { يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ} ([42]) الآيات ([43]) .

وجاء قومٌ مِن الأعراب يستأذنون رسولَ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)في الُمقام ، وقال مخشي ([44]) : واللهِ ، لو دريتُ أنِّي أُقاضى على أن يضرب كل واحدٍ منَّا مائة رطل ، وكنَّا نلعبُ ولا ينزِل فينا قرآن ، على حدِّ الاستهزاء .

فنزل : { وَجَاء الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ}  ([45]) الآية في سورة الأنفال ([46]) ونصفها في التَّوبة .         وقال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم): ( يَا أبَا لُبَابَة ، قَد تَابَ اللهُ عَلَيكَ تَوبَةً ، لَو وُلِدْتَّ مِن بَطنِ أُمِّكَ يَومَكَ [ 83 ] هَذَا لَكَفَاكَ ) قال : يا رسولَ اللهِ ، أنا أتصدَّقُ بمالي كُلِّه ، قال : ( لَا ) قال : بثُلثيه ، قال : ( لَا ) قال : بنصِفه ، قال : ( لَا ) قال : فبثلثه ، قال : ( نَعَم ) فأنزَلَ اللهُ :  { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ } ([47]) الآية ([48]) .

قوله : { وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ } ([49]) الآية .

جاء الأغنياءُ ، وظنُّوا أنَّ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)يُقسِّمُ الصَّدقات فيهم ، فلمَّا قسَّمها على الثَّمانية أقسام ، فتَغامَزوا على رسولِ الله (صلى الله عليه واله وسلم)ولمزوه ([50]) .

قوله : { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء } ([51]) الآية .

 أخرَج جميعَ النَّاسِ منها غيرَ هؤلاء الثَّمانية أصناف .

قال العالِم (عليه السلام) : ( الفُقرَاءُ الَّذِينَ لَا يَسأَلُونَ ، وَعَلَيهِم مَؤونَة عَن عِيَالَاتِهِم ) وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ ، قَولُه فِي سُورَةِ البَقَرَةِ : { لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ } ([52]) الى قوله  : { لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً } ([53]) .

وَالمَسَاكِين ؛ هُم أَهلُ الزَّمَانَاتِ مِن العُميَانِ ، والعُرجَانِ ، وَالَمجذُمِينَ ، وَالعَامِلِينَ ، وَهُم : السُّعَاة ، وَالُمؤلَّفَةِ قُلوبَهُم .

قال الباقر (عليه السلام) : ( هُم قَومٌ وَحَّدُوا اللهَ ، وَخَلَطُوا عِبَادَة مَن دُونِ اللهِ، وَلَم تَدخُل المَعرِفَة قُلُوبَهُم ، وَأَنَّ مُحمَّدَاً رَسولَ اللهِ ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ يَتَألَّفهُم وَيُعلّمهُم كَيمَا يُعرَفَوا ، وَجَعَلَ لَهُم نَصِيبَاً فِي الصَّدَقَاتِ لِلَّذِينَ رَغِبُوا ) ([54]) .

وَفِي الرِّقَابِ : قَومٌ لَزِمَهُم كَفَّارَاتٌ فِي قَتلِ الخَطَأ ، وَفِي الظِّهَارِ ، وَفِي الأَيمَانِ ، وَفِي قَتلِ الصَّيدِ فِي الحَرَمِ ، وَلَيسَ عِندَهُم مَا يُكَفِّرُونَ ،  وَهُم مُؤمِنِوَن [84] فَجَعَلَ اللهُ لَهُم سَهمَاً فِي الصَّدَقَاتِ لِيُكَفِّرَ عَنهُم ([55]).

أقولُ : إنَّ قوله : { وَفِي الرِّقَابِ} ([56])  إنَّهم العبيد الَّذين يُعطونَ مِن مالِ الزَّكاة لا يقبلون ، والغارمون ؛ قومٌ وقعَت عليهم دِيونٌ أنفقوها في طاعةِ اللهِ مِن غيرِ إسرافٍ ، فيجبُ على الإمام أن يقضي عنهم مِن مالِ الصَّدقات .

وفي سبيل اللهِ : قومٌ يَخرجُون في الجهاد ، وليسَ عِندَهُم ما يُنفقون بِرَّاً ، وقومٌ مِن المؤمنين لَيسَ عِندَهُم ما يَحجُّونَ به ، أو في جميع سُبلِ الخيرِ ، فعلى الإمام أن يُعطيهم مِن مالِ الصَّدقات .

وابنُ السَّبيل : أُمناءُ الطَّريق ؛ الَّذين يكونون في الأسفار في طاعة اللهِ ، فقُطِعَ عليهم ، وذهَبَ مالهُم ، فعَلى الإمام أن يردَّهم الى أوطانهم مِن مال الصَّدقات ، ونزلت هذه الآية قبل هذا الوقت .

 قوله : { وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ } ([57]) الآية .

نزلت في عبد الله بن نُفيل ([58]) كان ينقل حديثه (صلى الله عليه واله وسلم)الى المنافقين وينمُّ عليه ، فأخبره جبرئيل به ، فدعاه ، فاعتذر ، قال : ( قَبِلتُ عُذرَكَ ، فَلَا تَعُد ) فرَجِعَ الى أصحابه ، وقال إنَّما محمّد أُذن أسمعه قبله ([59]) .

قوله : { يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ } ([60])  .

نزَلت بعدَ [ 85 ] ما رَجعَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)مِن حجَّة الوداع في أصحاب العقبة ، الَّذين تحالفوا في الكعبة ، ألَّا يردُّوا الخِلافة في أهلِ بيته ، ثُمَّ قعدوا له في العقبة لِيقتلوه ، فعرَّفهُم رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)ذلك فجاؤوا إليه ،وحلفوا أنَّهم لم يقولوا مِن ذلك شيئاً ،ولم يُريدوا قتله([61]).

قوله : { وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً } ([62]) الآية .

قومٌ مِن المنافقين ، قالوا : يا رسولَ اللهِ ، ائذَن لنا أن نبني مسجداً في بني سالم ، وكان سببه أنَّهم يجتمعون بأبي عامر الرَّاهب وكان كافراً، وكان ابنه حنظلة بن أبي عامر ([63]) قد أسلم ، وقُتلَ يوم أُحد ، وكان يُدعى غسيل الملائكة ([64]) .

قوله : { وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ } ([65])  .

يعني : أبا عامر الرَّاهب ، فبعث رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)مالك بن الدَّخشم وعامر بن عدي ، وعرضا حلّ ؛ أن يهدموه ويحرقوه ، ففعلوا ذلك ([66]) .

ولمَّا رَجعَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)الى المدينة ، مرِضَ عبد الله بن أُبيّ ، وكان ابنه عبد الله مؤمناً ، فجاء الى رسولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)وقال : إن لم يأت أبي كان ذلك عاراً ([67]) علينا ، فدخل عليه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)والمنافقون حوله ، فقال له :

 ( قَد نَهَيتُكَ عَن صُحبَةِ هَؤلَاءِ ) فرفَع طرفه ، وقال : ليس هذا وقتُ عتابٍ ، صلِّ عليَّ ، واستغفر لي يا رسولَ اللهِ ، وتُوفِّي ، فصلَّى عليه، فقال له عمر : ألم ينهك [ 86 ] الله أن تُصلِّي على أحدهم ، أو تقُم على قبره ؟ فأعرض عنه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)فأعادها عليه ، فقال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم): ( وَيلَكَ ، أَتَدرِي مَا قُلتُ ، إنَّمَا قُلتُ : اللَّهُمَّ احشُ قَبرَهُ نَارَاً ، وَاصلِهِ نَارَاً ) فبدا مِن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)ما لم يكن يُحبَّه فدفنوه .

قال ابنه : يا رسولَ اللهِ ، استغفر له ، فاستغفرَ له ، فقال عمر : ألم ينهَك اللهُ أن تستغفِر للمنافقين ؟ فقال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم): ( إنِّي خُيِّرتُ فَاختَرتُ ) قَالَ اللهُ سُبحَانَهُ ، قَالَ : { اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ} ([68])  .

قال : لَقَى الزُّهرِي عَليَّ بِن الحُسَينِ (عليهما السلام) فِي طَرِيقِ الحَجِّ ، فَقَالَ : يَا عَليِّ ، تَرَكتَ الِجهَادَ وَصُعوبَتَهُ ، وَأقبَلتَ عَلَى الحَجِّ وَلِينِهِ ، فَقَالَ : إنَّ اللهَ يَقُولُ : { إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ  }([69]) الى قوله : { التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ} ([70]) الى آخر الآية .

فَقَالَ عَليُّ بِن الحُسَينِ (عليهما السلام) : ( إذَا رَأَينَا هَؤلَاءِ الَّذِينَ هَذِهِ صِفَتَهُم ، جَاهَدنَا مَعَهُم ، وَكَانَ الجِهَادُ أَفضَلُ مِن الَحجِّ ) ([71]) .

قوله  : { السَّائِحُونَ } ([72])  .

هم : الصَّائمون ([73]) .

قوله : { وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ } ([74]) الآية .

سُئلَ العالِم (عليه السلام) عنها ؟ فقال : ( مَا يَقُولُ النَاسُ فِيهَا ، وَالمَوعِدَةُ كَانَت مِمَن ؟ قَالُوا : يَقُولُونَ : إنَّ المَوعِدَة كَانَت مِن إِبرَاهِيمَ أن يَستَغفِرَ لِأَبِيهِ .

فقال : بَل كَانَت مِن أبي إبرَاهِيمَ ألَّا [ 87 ] يَعبُدَ الأصنَامَ ، فَقَالَ لَهُ إِبرَاهِيم : إن لَم تَعبُدِ الأَصنَام استَغفَرتُ لَكَ ، فَلَمَّا عَلِمَ أنَّه لَا يَدَعُ عِبَادَةَ الأصنَامِ تَبَرَأ مِنهُ ) ([75]) .

وقوله : { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ } ([76]) .

أي : دَعَّاءٌ حَليم ([77]) .

قوله : { أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ } ([78]) .

بمعنى : يَمرُضون ([79]) .

قوله : { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ}  ([80]) .

يعني : مُحمَّداً (صلى الله عليه واله وسلم)([81]) .

قوله : { عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ}  ([82]) .

أي : أنكرتُم ([83]) .

 


[1] ما بين المعقوفتين من المحقق اقتضاها السياق .

[2] التوبة : 3 .

[3] تفسير القمي : 2/282 .

[4] التوبة : 3 .

[5]  تفسير القمي : 1/231 .

[6]علل الشرائع ، الصدوق : 2/442 ح 1 ، عن الإمام الصَّادق (عليه السلام) .

[7] التوبة : 7 .

[8]التوبة : 12 .

[9] بحار الأنوار ، المجلسي : 32 /238 بتفاوت .

[10] الكافي ، الكليني : 5 /10 ح 2 ، تفسير القمي : 2/320 بتفاوت .

[11]  الحجرات : 9 .

[12]  تهذيب الأحكام ، الشيخ الطوسي : 4/115 ح 336 ، كنز العمال ، المتقي الهندي : 11/613 ح 32967 .

[13]  التوبة : 19 .

[14]  تفسير العياشي : 2/83 ح 35 بتفاوت .

[15] التوبة : 19 .

[16] تفسير القمي : 2/361 .

[17]الممتحنة : 1 .

[18] آل عمران : 173 .

[19]الأنفال : 27 .

[20]تفسير القمي : 1/11 .

[21]  التوبة : 30 .

[22]تفسير العياشي : 2/86 ح 43 .

[23]  التوبة : 31 .

[24]  هكذا في الأصل ، والصحيح : ( أحلّوا ) .

[25] الكافي ، الكليني : 1/53 ح 3 ، دعائم الاسلام ، النعماني : 1/2 ، عن الإمام الصادق j .

[26] التوبة : 31 .

[27]  تفسير العياشي : 2/87 ح 53 ، عن الإمام الباقر  j .

[28]  التوبة : 36 .

[29] التوبة : 37 .

[30]  التوبة : 40.

[31] بصائر الدرجات ، الصفار : 442 ح 14 ، تفسير القمي : 1/290 ، عن الإمام الصادق j .

[32] التوبة : 40.

[33]  التوبة : 41.

[34]  مجمع البيان في تفسير القرآن ، الطبرسي : 5/59 .

[35]  التوبة : 118 .

[36] تفسير القمي : 1/297 ، عن الإمام الكاظم j .

[37] ينظر ترجمته في : الطبقات الكبرى ، ابن سعد : 3/486 ، التاريخ الكبير ، البخاري : 6/494 ( 3091) .

[38] المستدرك على الصحيحين ، الحاكم النيسابوري : 3/421 ، تاريخ دمشق ، ابن عساكر : 2/36 .

والأجدع : مقطوع الأنف أو الأذن أو الشفة ، القاموس المحيط ، الفيروزآبادي ، مادة ( جدع ) 3/11 .

[39] وهو سماك بن مخرمة ، أنساب الأشراف ، البلاذري : 11/198 .

[40] ينظر ترجمته في : الرجال ، الطوسي : 31 ( 120 ) ، جامع الرواة ، الأردبيلي : 1/140 ، طرائف المقال ، البروجردي : 2/130 ( 7947 ) .

[41] هكذا في المخطوط ، وهي عبارة غير مفهومة ، وفي المغازي للواقدي : 2/1066 ، العبارة هكذا : ( فقال ثعلبة : أتحسبون قتال بني الأصفر كقتال غيرهم ؟ والله لكأنهم غداً مقرنين في الجبال ) .

[42] التوبة : 64 .

[43] تفسير القمي : 1/301 بتفاوت .

[44]  وهو مخشي بن الحمير الأشجعي ، التبيان في تفسير القرآن ، الشيخ الطوسي : 5/250 .

[45] التوبة : 90 .

[46]  ليس في سورة الأنفال من آية تشير لهذا المعنى .

[47]التوبة : 103 .

[48] تفسير القمي : 1/304 .

[49]التوبة : 103 .

[50]  تفسير القمي : 1/298 بتفاوت .

[51]  التوبة : 60 .

[52]  البقرة : 273 .

[53]  البقرة : 273 .

[54]  تفسير القمي : 1/300 .

[55]  تفسير القمي : 1/301 .

[56]البقرة : 177 .

[57]  التوبة : 61 .

[58]الكناني ، لا يعرف له صحبة ، وقيل : بل هو صحابي ، ينظر ترجمته في : الإصابة ، ابن حجر : 4/215 ( 5014 ) .

[59]تفسير القمي : 1/300 بتفاوت وتفصيل أكثر .

[60] التوبة : 74 .

[61]  تفسير القمي : 1/175 بتفاوت واختلاف .

[62]  التوبة : 107 .

[63] بن صيفي بن زيد ، يعرف بالراهب ، أنصاري ، أوسي ، ينظر ترجمته في : تقريب التهذيب ، ابن حجر : 1/488 ( 3296 ) .

[64]  تفسير القمي : 1/305 بتفاوت وزيادة .

[65]  التوبة : 107 .

[66]  تفسير القمي : 1/305 بتفاوت .

[67]  هكذا في الأصل ، والصحيح : ( عار ) .

[68]  التوبة : 107 ، تفسير القمي : 1/302 .

[69]  التوبة : 111 .

[70]  التوبة : 112 .

[71]الكافي ، الكليني : 5/22 ح 1 ، الاحتجاج ، الطبرسي : 2/44 .

[72]  التوبة : 112 .

[73]  تهذيب الأحكام ، الشيخ الطوسي : 6/130 ح 224 ، مجمع البيان ، الطبرسي : 5/130 .

[74]  التوبة : 114 .

[75]  تفسير العياشي : 2/114 ح 146 بتفاوت ، عن الإمام الصادق j .

[76]التوبة : 114 .

[77]  الكافي ، الكليني : 2/466 ح 1 ، عن الإمام الصادق j .

[78]  التوبة : 126 .

[79]  تفسير القمي : 1/308 .

[80] التوبة : 128 .

[81]تفسير القمي : 1/308 .

[82]  التوبة : 128 .

[83]  تفسير القمي : 1/308 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .



اختتام الأسبوع الثاني من الشهر الثالث للبرنامج المركزي لمنتسبي العتبة العباسية
راية قبة مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) تتوسط جناح العتبة العباسية في معرض طهران
جامعة العميد وقسم الشؤون الفكرية يعقدان شراكة علمية حول مجلة (تسليم)
قسم الشؤون الفكريّة يفتتح باب التسجيل في دورات المواهب