المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
استراتيجيات مكافحة الآفات في الزراعة العضوية
2024-06-05
The mean free path
2024-06-05
Collisions between molecules
2024-06-05
الدورة العينية النقدية مع وجود المصارف والسلطة الحكومية
2024-06-05
المبيدات الحيوية واستخدامها في الزراعة العضوية Biopesticides
2024-06-05
Einstein’s laws of radiation
2024-06-05

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


معوقات الشخصية القوية / الأخلاق السيئة  
  
254   10:59 صباحاً   التاريخ: 2024-05-12
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تكسب قوة الشخصية؟
الجزء والصفحة : ص105ــ110
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

كل الصفات السيئة تحطم شخصية الإنسان، إلا أن هنالك مجموعة منها تترك أثراً مباشراً في ذلك، وبعضها الآخر يكون لها تأثير غير مباشر. بحيث نستطيع أن نصنفها في خانة المعوقات الرئيسية أمام اكتساب قوة الشخصية..

ومن ذلك الأمور التالية:

أولاً - الغرور.

ثانياً - الطمع.

ثالثاً - الشراهة.

رابعاً - الحسد.

خامساً - الكسل.

ولنمر على كل واحدة منها بشكل موجز وسريع ...

أولاً - الغرور.

على مر التاريخ البشري كان هنالك عاملان رئيسيان يقفان أمام نمو شخصية الإنسان: اليأس والغرور، وبمقدار ما يكون اليأس مدمراً، يكون الغرور كذلك، وهما طرفا الهوة السحيقة التي تكتنف قمة الجبل، المتمثلة بالثقة بالنفس، مشفوعة بالتواضع.

إن الغرور، يقود صاحبه إلى طريق مسدود، مثل اليأس تماماً. ولكن في اتجاه معاكس..

فالغرور كان من أسباب أكل آدم للشجرة المنهية، والذي انتهى به إلى الطرد من الجنة. يقول ربنا تعالى: {فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا} [الأعراف: 22].

ولهذا فقد حذرنا الله في آيات كثيرة من الانسياق وراء الغرور. مثل قوله تعالى: {فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [فاطر: 5]. يقول الإمام علي (عليه السلام) : (من جهل اغتر بنفسه، وكان يومه شراً من أمسه)(1).

ويقول : (من اغتر بنفسه أسلمته إلى المعاطب)(2).

إن الغرور قاتل، ولذلك ورد في الحديث: (طوبى لمن لم تقتله قاتلات الغرور)(3).

والمشكلة في الغرور أن صاحبه يعاني من الجهل المركب، فهو لا يشعر بأنه مصاب بداء لا بد من علاجه بل يرى نفسه في أحسن حالاتها.

يقول الإمام علي (عليه السلام): (سكر الغفلة والغرور، أبعد إفاقة من سكر الخمور)(4).

ثانياً - الطمع.

إن الطمع يجعل صاحبه تعيساً غير راض عما يملك دائماً.. ولذلك فإن الطمع (رق مؤبد)(5) . و(من أراد أن يعيش حراً أيام حياته فلا يسكن الطمع قلبه)(6).

وهكذا فإن (الطمع سجيّة سيئة)(7) لأنه (مورد غير مصدر وضامن غير وفيّ، وربما شرق شارب الماء قبل ريّه، فكلما عظم قدر الشيء المتنافس فيه عظمت الرزية لفقده، والأماني تعمي أعين البصائر)(8) .

ومن هنا كان لا بد أن نتعوذ بالله من ثلاث: (من طمع حيث لا مطمع، ومن طمع يردّ إلى طبع ومن طمع يردّ إلى مطمع)(9).

ولقد كان الطمع حجاباً دون العقل، حيث إن صاحبه لا يستطيع أن يقيم الأشياء بعين واقعية، ولذلك قال الإمام علي (عليه السلام) أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع)(10).

ويقول: (إياكم ودناءة الشره والطمع فإنه رأس كل شر، ومزرعة الذل، ومهين النفس، ومتعب الجسد)(11).

ثالثاً - الشراهة.

إن الولع الشديد بالشيء يولّد الشراهة القاتلة، ومن الشراهة تتولّد صفات سيئة كثيرة تعيق نمو الشخصية القوية مثل صفة العجلة، والتكالب على المتع والمصلحة وغير ذلك.

ومن هنا فإن الشراهة تحطم مضاءة التنافس جاهلة صاحبها يخسر أمام المنافس الذي يكبح نهمه. هذا بالإضافة إلى أن الشره لن يتمتع بحياته، لأنه لا يرتوي ولا يشبع.

يقول الإمام علي (عليه السلام): (الشره يشين النفس، ويفسد الدين، ويزري بالفتوة)(12).

ولا شك أن الشراهة قد تؤدي إلى الحرمان. يقول الإمام علي (عليه السلام): (احذر الشره فكم من أكلة منعت أكلات) ويقول: (ثمرة الشره التهجم على العيوب)..

رابعاً - الحسد.

بالإضافة إلى أن الحسد يكشف عن ضعف الشخصية في صاحبه ويدعه بلا حول، فإنه يؤدي به إلى التآكل..

فالحسود، يضر بنفسه أكثر مما يضر بالآخرين. ولذلك قال عنه الإمام علي (عليه السلام): (لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله)(13) وقال : (ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد: نفس دائم، وقلب هائم، وحزن لازم)(14).

وهكذا فإن (الحسد مطية التعب)(15) وهو (مرض لا يؤسى)(16) .

إن الحسود بدل أن يحاول إنجاز الأعمال، والتنافس مع من يحسده تراه يتوقف عن العمل تماماً متربصاً بمحسوده، ولذلك قيل «الحسود لا يسود)(17).

لقد كانت لي تجربة مع حاسد في بدايات دخولي معترك الحياة الاجتماعية، فقد بدأت العمل مع شخصين في محاولة دفعهما إلى التأليف. وكانا زميلين، إلا أن أحدهما كان أكثر تصميماً من صاحبه، واستطاع أن يؤلف باكورة أعماله الكتابية قبل صاحبه، وعندما طبع كتابه، وخرج إلى أيدي الناس ثارت ثائرة زميله.. فلقد حسده بشكل غريب، ونصب من نفسه شرطياً على قارعة الطريق يحاول دائماً صد الناس عن زميله وترك كل نشاط اجتماعي بنّاء، مكتفياً بالتشهير بالكتاب، باحثاً عن نقطة منسية هنا، وأخرى مزيدة هناك، واستمر في ذلك فترة طويلة.

وبالطبع فقد تركته أنا بعدما لم ينفع النصح فيه، ولم يستطع أن يؤلف هو ولا عشر صفحات بينما ظهر لصاحبه عشرات الكتب فيما بعد.

ولا يزال الحاسد على حاله باحثاً عن عيوب الآخرين، فسقط في أعين الناس، وتحطمت شخصيته ...

وتذكرت قول الإمام علي (عليه السلام): (الحسد حبس الروح)(18).

خامساً - الكسل.

إن أول ما نلاحظه في المقارنة بين الكسول والنشيط، هو أن الكسول يفشل حين ينجح النشيط، فالكسول يقع فريسة سهلة للمزاحمين.

وهو بالنتيجة لن يستطيع أن ينمي شخصيته بأي شكل من الأشكال. يقول الإمام علي (عليه السلام): (إن الأشياء لما ازدوجت، ازدوج الكسل والعجز فنتج منهما الفقر)(19).

إذن (إياك والكسل والضجر، فإنك إن كسلت لم تعمل، وإن ضجرت لم تعط الحق)(20).

وقد يشعر الإنسان بالكسل رغم أنفه، وفي هذه الحالة لا بد أن يقاوم كسله بأي شكل من الأشكال والوصفة التي يعلمها الإمام علي (عليه السلام) هنا هي: (عليك بإدمان العمل في النشاط والكسل)(21).

___________________________

(1) غرر الحكم ودرر الكلم.

(2) المصدر نفسه.

(3) المصدر نفسه.

(4) المصدر نفسه.

(5) نهج البلاغة، باب الحكم، ص180.

(6) تنبيه الخواطر، ص 40.

(7) البحار، ج 78، ص369.

(8) نهج البلاغة ، باب الحكم، ص 275.

(9) كنز العمال، خ 7583.

(10) نهج البلاغة، باب الحكم، ص219.

(11) غرر الحكم ودرر الكلم.

(12) غرر الحكم ودرر الكلم.

(13) شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 316.

(14) البحار، ج 73 ص250.

(15) البحار، ج 78، ص 12.

(16) غرر الحكم ودرر الكلم.

(17) المصدر نفسه.

(18) غرر الحكم ودرر الكلم.

(19) البحار، ج 78، ص59.

(20) الكافي، ج 5، ص 85.

(21) غرر الحكم ودرر الكلم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.