المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16371 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تواتر القرآن  
  
1789   07:11 مساءاً   التاريخ: 12-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج1 ، ص360-367 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تاريخ القرآن / نزول القرآن /

​ممّا يبعث على اعتزاز جانب هذه الأمّة هو : تحفّظهم على كتاب الله نصّاً واحداً كما أُنزل على النبي محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) طول التاريخ .

المسلمون ـ على اختلاف نزعاتهم وتباين آرائهم ومذاهبهم ـ اتّفقوا كلمة واحدة منذ الصدر الأوّل عهد الصحابة الأوّلين ، وهكذا عِبر الأجيال أمّة بعد أمّة حتى العصر الحاضر ، وسيبقى مع الدهر على نصّ القرآن الأصيل في جميع حروفه وكلماته ، ونَظْمه وترتيبه وقراءته ، تلقّوه من الرسول الأعظم ( صلّى الله عليه وآله ) ، وتوارثوه يداً بيد في حِيطةٍ كاملة وحذَرٍ فائق .

وما نقرأه اليوم هو الذي كان يقرأه المسلمون في العهد الأوّل ، وما نجده اليوم من النصّ المثبَت بين الدفّتين هو الّذي أثبته السلَف الصالح ، كما أخذوه من رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) بلا تحوير ولا تحريف قطّ .

حدّث محمّد بن سيرين ( ت 110 هـ) عن عبيدة السلماني ( ت 73 هـ) قال : القراءة الّتي عُرضت على النبي ( صلّى الله عليه وآله ) في العام الّذي قُبض فيه ، هي القراءة الّتي يقرأها الناس اليوم (1) .

وقال خلاّد بن يزيد الباهلي ( ت 220 هـ) : قلت ليحيى بن عبد الله بن أبي مليكة (ت 173 هـ ) : إنّ نافعاً حدّثني عن أبيك عن عائشة أنّها كانت تقرأ : ( إذ تلِقُونه ) ـ بكسر اللام وضمّ القاف (2) ـ وتقول : إنّها من وَلق الكذِب ! فقال يحيى : ما يضرّك أن لا تكون سمعته عن عائشة ، وما يسرّني أني قرأتها هكذا ، ولي كذا وكذا ! قلت : ولِمَ ؟ وأنت تزعم أنّها قد قرأت ! قال : لأنّه غير قراءة الناس ، ونحن لو وجدنا رجُلاً يقرأ بما ليس بين اللَوحَين ما كان بيننا وبينه إلاّ التوبة أو نضرب عُنقه ، نجيء به نحن عن الأمّة عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) عن جبرائيل عن الله عزّ وجل ، وتقولون أنتم : حدّثنا فلان الأعرج عن فلان الأعمى أنّ ابن مسعود يقرأ ما بين اللوحَين ، ما أدري ماذا ؟ إنّما هو والله ضرب العنُق أو التوبة (3) .

انظر إلى هذا الوصف الجميل عن تواتر النصّ وأصالته ، يرويه أمّة عن أمّة عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، لا فلان عن فلان ! .

ويجعل المعيار لمعرفة القراءة الصحيحة هي : ( قراءة الناس ) ، ويجعل غيرها شاذّة لا تجوز قراءته بتاتاً أو يضرب عنُق قاريها ، وليس سوى أنّه خارج عن قراءة الناس ! .

قال هارون بن موسى الأزدي صاحب القراءات ( ت ح 200 هـ) : ذكرتُ ذلك لأبي عمرو ابن العلاء ( ت 154 هـ) ـ أي القراءة المعزوّة إلى عائشة ـ فقال : قد سمعت هذا قبل أن تولَد ـ خطاباً إلى هارون ـ ولكنّا لا نأخذ به . وفي رواية أخرى قال أبو عمرو : إنّي أتّهم الواحد الشاذّ إذا كان على خلاف ما جاءت به العامّة (4) .

فقد جعل أبو عمرو من ( رواية العامّة ) مقياساً لمعرفة القراءة الصحيحة الجائزة ، وأمّا غيرها فمردود وغير جائز الأخذ إطلاقاً .

وقال محمّد بن صالح (ت 168 هـ) : سمعت رجلاً يقول لأبي عمرو ابن العلاء : كيف تقرأ { فَيَوْمَئِذٍ لاَ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ } [ الفجر : 25 و 26] ؟ فقال : ( لا يعذِّب ) بالكسر ، فقال له الرجل : كيف ؟ وقد جاء عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ( لا يعذَّب ) بالفتح ! فقال له أبو عمرو : لو سمعت الرجُل الّذي قال سمعت النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، ما أخذت عنه ، أو تدري ما ذاك ؟ لأنّي أتّهم الواحد الشاذّ إذا كان على خلاف ما جاءت به العامّة (5) .

هذه الرواية كسابقتها في جعْل ( ما جاءت به العامّة ) معياراً لمعرفة القراءة الصحيحة عن الشاذّة .

وقال ابن قتيبة (ت 276 هـ) : كلّ ما كان من القراءات موافقاً لمصحفنا غير خارج من رسم كتابه ، جاز لنا أن نقرأ به ، وليس لنا ذلك فيما خالفه ؛ لأنّ المتقدّمين من الصحابة والتابعين قرأوا بلُغاتهم وجرَوا على عادتهم وخلّوا أنفسهم وسوم طبائعهم ، فكان ذلك جائزاً لهم ، ولقومٍ من القرّاء بعدهم مأمونين على التنزيل عارفين بالتأويل ، فأمّا نحن معشر المتكلّفين فقد جمعَنا الله بحُسن اختيار السلَف لنا على مصحف هو آخر العَرْض ، وليس لنا أن نعْدُوه ، كما كان لهم أن يفسّروه وليس لنا أن نفسّره ، ولو جاز لنا أن نقرأه بخلاف ما ثبت في مصحفنا ؛ لجاز لنا أن نكتبه على الاختلاف والزيادة والنقصان والتقديم والتأخير ، وهناك يقع ما كرِهَه لنا الأئمّة الموفّقون (6) .

هذا كلام إمامٍ محقّق ، يجعل من ( مصحفنا ) ـ معشر المسلمين ـ مقياساً لمعرفة القراءة الصحيحة ، وينبّه على أنّ اختيار السلَف ( هو آخِر العَرْض ) الّذي لا يمكن تغييره بتاتاً ( وليس لنا أن نعدوه ) .

وقال الحجّة البلاغي : ومن أجْل تواتر القرآن الكريم بين عامّة المسلمين جيلاً بعد جيل ، استمرّت مادّته وصورته وقراءته المتداولة على نحوٍ واحد ، فلم يؤثّر شيئاً على مادّته وصورته ما يروى عن بعض الناس من الخلاف في قراءته من القرّاء السبعة المعروفين وغيرهم ، فلم تسيطر على صورته قراءة أحدهم اتّباعاً له ولو في بعض النُسَخ ، ولم يسيطر عليه أيضاً ما روي من كثرة القراءات المخالفة له ، ممّا انتشرت روايته في الكتُب : كجامع البخاري ، ومستدرك الحاكم .

وإنّ القراءات السبع ـ فضلاً عن العشر ـ إنّما هي في صورة بعض الكلمات لا بزيادة كلمة أو نقْصها ، ومع ذلك ما هي إلاّ روايات آحاد عن آحاد لا توجب اطمئناناً ولا وثوقاً ، فضلاً عن وهْنها بالتعارض ومخالفتها للرسم المتداول المتواتر بين عامّة المسلمين في السنين المتطاولة .

إذاً فلا يَحسُن أن يُعدَل في القراءة ـ عمّا هو المتداول في الرسم والمعمول عليه بين عامّة المسلمين في أجيالهم ـ إلى خصوصيّات هذه القراءات ، مضافاً إلى أنّا ـ معاشر الشيعة الإمامية ـ قد أُمِرنا بأن نقرأ كما يقرأ الناس ، أي نوع المسلمين وعامّتهم (7) ، وكلام شيخنا الإمام البلاغي هو الحَكَم الفصْل في هذا المضمار ، وسوف نبني عليه اختيارنا في هذا المجال ، قدّس الله نفسه الشريفة .

ويدلّك أيضاً على تواتر النصّ الموجود ـ من غير أن يؤثّر عليه شيء من اختلاف القراءات ـ تلك المخالفات في رسم الخطّ ، وربّما كُتبت وفْق قراءة العامّة وثبتت رغم تقلّبات الدهور ومرّ العصور ، فلم تغيّرها قراءة قارئ أو ريشة قلم كاتب .

من ذلك قوله تعالى : { لَمْ يَتَسَنَّهْ }[ البقرة : 259] الهاء زائدة للوقْف ، كُتبت وقُرئت هكذا

منذ العهد الأوّل وثبتت على مرّ الدهور ، قال عبد الله بن هانئ البربري ـ مولى عثمان ـ : كنت عند عثمان وهم يعرضون المصاحف ، فأرسلني بكتِف شاة إلى أبيّ ابن كعب فيها : ( لم يتسنّ ) ، وفيها : ( لا تبديل للخلق الله ) ، وفيها : ( فأمهل الكافرين ) ، فدعا بدَواة فمَحا اللامَين وكتَب ( لخلْق الله ) ، ومحا ( فأمهل ) وكتب ( فمهّل ) ، وكتب ( لم يتسنّه ) فألحَق فيها الهاء (8) .

ولولا أنّه السماع من رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) لم يكتبها أُبيّ بالهاء ، كما أنّ اختلاف القرّاء فيما بعد وتطوّر الكتابة والخطّ كِليهما لم يؤثّرا على تغيير الكلمة عمّا كتَبها الأوائل وقرأها السلَف ، ومن ورائهم عامّة المسلمين عِبر الأجيال .

وكذلك { بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ} [الفتح: 10] ، و {وَمَا أَنْسَانِيهُ} [الكهف: 63] بضمّ هاء الضمير في هذَين الموضعَين فحسِب دون ما سواهما من القرآن (9) لا لعلّة مفهومة لنا ، ولولا أنّه المأثور خَلَفاً عن سَلَف لم يكن ما يدعو إلى التزام المسلمين به طول التاريخ .

ومثله : {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} [العلق: 18] بإسقاط الواو في جميع المصاحف قديماً وحديثاً ، وقوله : { أَكْرَمَنِ } و{ أَهَانَنِ }[ الفجر : 15 و 16] بإسقاط ياء المتكلّم لفظاً وخطّاً في جميع المصاحف .

وقوله : ( إِنْ هَذَانِ ) هكذا ثبتت في المصاحف وقرأها المسلمون منذ الصدر الأوّل فإلى الآن ، لم يجرُؤ أحد على تغييرها وإن زعم الزاعمون أنّها لحْن ( 10) ، حتّى أنّ أبا عمرو قال : إنّي لأستحي أن أقرأ ( إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ) (11) . ولكن أنّى له بتغييرها استحيى أمْ لم يستحيِ ، وقد قرأها المسلمون هكذا في جميع الأعصار والأمصار ، الأمر الذي يدلّنا بوضوح أنّ للقرآن بذاته حقيقة ثابتة احتفظ عليها المسلمون بعيداً عن متناول القرّاء .

وهكذا قوله : {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186] بحذف الياء من ( الداع ) مع كونه معرّفاً باللام ، وكذلك حذف ياء المتكلّم من ( دعان ) ، قرأها المسلمون هكذا عِبر العصور ، وكذلك أثبتوها في مصاحفهم ، وهل يجرؤ أحد على تغييرها ، فليفعل فاعل إن استطاع !! .

وكذا قوله : { كِتَابِيهْ } و{ حِسَابِيهْ } و{ مَالِيهْ } و{ سُلْطَانِيهْ }[ الحاقّة : 19 و 20 و 25 و 26 و 28 و 29] بإثبات هاء السكت لفظاً وخطّاً ، وفتح ياء المتكلّم كذلك ، من غير أن تكون للقرّاء في ذلك يَد ، وإنّما هي متابعة محْضة لعامّة المسلمين ورِثوها كذلك من السلَف الأوّل ، فلا يمكن تغييرها أبداً ، وأمثال ذلك كثير في القرآن الكريم .

وأيضاً فإنّ قضية تشكيل المصحف على يد أبي الأسود وتنقيطه على يد تلميذَيه : نصر بن عاصم ، ويحيى بن يعمر (12) ؛ لدليلٌ حاسم على أنّ القرآن كان ذا حقيقة ثابتة في صدور المسلمين ، فجاء تقييدها في المصحف على يد زعماء الأمّة ، خشية تحريف مَن لا عهْد له بالقرآن .

وها تلك المصاحف المرسومة وفْق المصطلح الأوّل باقية ، لا تختلف في إعرابها وحرَكاتها ومرسوم كلماتها عمّا بأيدينا من المصاحف الحاضرة .

ويزيدك وضوحاً : وجود قُطَع قرآنية جاءت في كلمات السلَف ؛ لغرض الاستشهاد أو التفسير أو نحو ذلك ، لا تختلف عن النصّ الموجود ، الأمر الذي يدلّ على ذلك التعاهد العامّ على نصٍّ واحد للقرآن ، تعاهده المسلمون في جميع العصور .

كما أنّ مخالفات جرَت على ألسُن بعض السلَف ، وقعت موضع إنكار العامّة وعُرفت منذ العهد الأوّل أنّها غير نصّ الوحي ، وسجّلها التاريخ بعنوان الشذوذ أو الخطأ المحْض .

من ذلك قراءة أبي بكر لمّا احتضر : ( وجاءت سكرة الحقّ بالموت ) (13) قال أبو بكر الأنباري : لمّا احتضر أبو بكر أرسل إلى عائشة ، فلمّا دخلت عليه قالت : هذا كما قال الشاعر :

لعمرك ما يغني الثراء ولا الغنى        إذا حشرجَت يوماً وضاق بها الصدر

فقال أبو بكر : هلاّ قلتِ كما قال الله : ( وجاءت سكرة الحقّ بالموت ذلك ما كنت منه تحِيد ) (14) .

ومنذ ذلك العهْد هبّ أرباب التاريخ والمفسّرون والمحدّثون يرمون قراءته هذه بالشذوذ المخالف للرسم (15) ، فلولا أنّ للقرآن حقيقة ثابتة معهودة عند الجميع لَمَا كان لهذا الغوغاء سبب واضح ، وقرأ عُمَر بن الخطّاب {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} برفْع ( الأنصار ) ، وبإسقاط الواو من ( والذين اتّبعوهم ) [التوبة: 100] لزعمٍ زعَمه ، فهبّ زيد بن ثابت يجادله في قراءته هذه الخارجة عن متعاهد العامّة ، فلم يتنازل عُمَر لكلام زيد حتّى حاكمه إلى أُبيّ بن كعب ، فجعل أُبيّ يستشهد بآيات أخرى حتّى قَبِل (16) .

وهكذا قراءة أبي حنيفة : {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28] برفع اسم الجلالة ونصب العلماء (17) .

وأنت إذا لاحظت المصاحف الأثريّة القديمة وقارنتها مع المصاحف الحاضرة المخطوطة والمطبوعة ، فإنّك تجدها جميعاً متّحدة في الأسلوب والخطّ وثبْت الكلمات في بُنيتها وصورتها وما إلى ذلك ، أمّا اختلاف الحركات فسوف نتعرّض له .

كلّ ذلك دليل واضح على تلك الوحدة المتّفق عليها عند المسلمين جميعاً في جميع الأدوار ، الأمر الّذي يكشف عن حِرص هذه الأمّة الشديد على حراسة كتابها المجيد ؛ تحقيقاً لمعجزة هذا الكتاب السماوي الخالد {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] أي على يد هذه الأمّة على مرّ الدهور وكرّ العصور ، فلم يزل ولا يزال باقياً ومحفوظاً عن كلّ تغيير أو تبديل حتّى يوم النشور .

وإنّ اختلاف القرّاء طول التاريخ لم يستطع تغييراً لا في لفْظه ولا في خطّه ، فيا لها من معجزة خالدة ، تبعث على اعتزاز هذه الأمّة بكتابها المحتفِظ على نصّ الوحي الإلهي عِبر الأجيال .

وعليه : فالمعيار لتعيين القراءة هي موافقتها مع النصّ الأصل المحفوظ لدى عامّة المسلمين ، بشروط نعرضها في الفصل التالي ، وهناك نعالج مسألة تعارض الرواية أو اللغة مع القراءة المأثورة .

وهنا سؤال : إذا كانت القراءة الحاضرة هي ما تعاهده المسلمون أمّة عن أمّة فما وجه نسبتها إلى حفْص ؟ وسنتعرّض للإجابة على ذلك ، بأنّها نسبة مقلوبة ، وأنّ حفْص هو الّذي حاول موافقة قراءة العامّة ، ومن ثمّ قال أرباب التراجم : إنّ قراءة حفْص عن عاصم ترتفع إلى أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) (18) . ولا شكّ أنّ قراءته ( عليه السلام ) هي قراءة عامّة المسلمين المتواترة منذ العهد الأوّل.
___________________

(1) الإتقان : ج 1 ص 50 .

(2) والقراءة المشهورة :  ( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ ) بفتح اللام والقاف المشدّدة . ( النور : 15 ) .

(3) المرشد الوجيز : ص 180 .

(4) المرشد الوجيز : ص 181 .

(5) مناهل العرفان : ج 1 ص 452 نقلاً عن منجد المقرئين لابن الجزري .

(6) تأويل مشكل القرآن : ص 42 .

(7) آلاء الرحمان : ج 1 ص 30 الفصل الثالث من مقدّمة التفسير .

(8) الإتقان : ج 1 ص 183 . وراجع ص 172 .

(9) راجع الكشف : ج 2 ص 66 .

(10) تأويل مشكل القرآن : ص 25 .

(11) تفسير الرازي : ج 22 ص 74 . والآية 63 من سورة طه .

(12) راجع : ص 206 ـ 209 من هذا الجزء .

(13) والقراءة المأثورة : ( وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ) ق : 19 .

(14) تفسير القرطبي : ج 17 ص 12 ـ 13 ، في أشهر الروايتين .

(15) راجع البرهان : ج 1 ص 335 ، والنشر : ج 1 ص 26 ـ 28 .

(16) القرطبي : ج 8 ، ص 238 .

(17) وتُنسب إلى عمَر بن عبد العزيز أيضاً . ( راجع تفسير القرطبي : ج 14 ص 344 ) .

(18) معرفة القرّاء الكبار : ج1 ، ص 117 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .



بعد النجاح الذي حققه في نسخته الأولى .. اللجنة العلمية لمؤتمر التراث الدولي تعقد أول اجتماعاتها
بمناسبة عيدهم الوطني .. العتبة العلوية المقدسة تحتفي بشريحة العمال من محافظة النجف الأشرف
للتشرف بزيارة المولى أمير المؤمنين (عليه السلام) وبيان معالم العتبة العلوية المقدسة .. استقبال وفود من العتبات والمزارات المقدسة في العراق
موكب أهالي كربلاء يستذكر شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)