المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ترجمة أبي يحيى البلوي
2024-05-28
قصيدتان للبلوي
2024-05-28
بين ابن الجياب ولسان الدين
2024-05-28
أبو الحسن الشامي
2024-05-28
رسالة من الفشتالي
2024-05-28
مقطعات وقصائد تكتب على المباني
2024-05-28

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


فوائد الرضاعة الطبيعية  
  
1817   09:57 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : محمد بن محمود آل عبد الله
الكتاب أو المصدر : دليل الآباء في تربية الأبناء
الجزء والصفحة : ص130-133
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2021 1983
التاريخ: 25-12-2020 1598
التاريخ: 22-6-2018 1685
التاريخ: 17-6-2016 4046

إن حليب الأم أنسب حليب للطفل ويتناسب مع حاجاته اليومية , إضافة إلى نظافته وانضباط درجة حرارته ، كما أنه مفيد للأم نفسها (1) .

وله فوائده النفسية إذ يشبع عاطفة الأمومة ويبعث في الطفل الأمان والاستقرار , وهو علاج الفزع (2) ، ويجعل الطفل في المستقبل معطاء ذا ألفة ومودة , ولذا تنصح الأم التي ترضع الرضاعة الصناعية باتباع القواعد وحمل الطفل إلى صدرها وضمه بحنان (3) .

وللرضاعة فوائدها التربوية إذ تعود على الصبر لأن الرضاعة تتطلب جهدا يبذله الطفل وبعدها يدر الحليب قليلا ثم يتدفق .

وما أجمل كلمة عمرو بن عبد الله لامرأته:(لا يكونن رضاعه لولدك كرضاع البهيمة لولدها ، قد عطفت عليه من الرحمة بالرحم ، ولكن أرضعيه تتوخين ابتغاء ثواب الله ، وأن يحيي برضاعك خلق عسى أن يوحد الله ويعبده)(4) .

بعد ولادة الطفل يستحب أن يؤذن في أذنه اليمنى , اقتداء بالنبي (صلى الله عليه وآله) حين أذن في أذن الحسن (عليه السلام) (5) ، فيكون التوحيد أول شيء يقرع سمعه فيهرب الشيطان عنه منذ صغره , ويسن التهنئة فيقال : بورك في الموهوب وشكرت الواهب , وبلغ أشده ورزقت  بره (6) .

ويحسن أن يذبح عنه عقيقة يوم سابعه تفاؤلا ببقائه وطول عمره وهي مثل الأضحية في صفاتها إلا أنه لا يكسر عظمها ، وطبخها أفضل من توزيعها وهي نيئة , ولا يشترك فيها اثنان لعدم ورود ذلك (7) .

وهذه العقيقة عن الغلام شاتان متقاربتان وعن الجارية واحدة (8) ، ويجوز تأخيرها عن وقتها إذا لم يجد (9) ، فتكون في الرابع عشر أو الحادي والعشرين أو بعدها ؛ ولهذه السن فوائد منها : إن الشيطان يتعلق بالطفل من لحظة خروجه إلى الدنيا ليبعده عن الفطرة فتكون العقيقة سببا لفك رهانه من الشيطان ، وفداء له من حبسه (10) ، لقول الرسول (صلى الله عليه وآله):(كل غلام رهينة بعقيقة تذبح عنه يوم سابعه)(11) .

ويجب على المربي تسمية الطفل بالاسم المشروع , وتكون التسمية بعد الولادة مباشرة أو يوم سابعه (12) ، ويجب أن يختار من الأسماء أحسنها لأن الطفل إذا وعي وكان اسمه حسنا أحب أن يتوافق عمله وخلقه مع اسمه الحسن وكره أن يكون خلاف ذلك (13)، والتسمية حق الأب ولكن استشارة أمه وإخوانه تحقق الألفة (14).

وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن ثم كل اسم عُبِّد لله ، ثم التسمي بأسماء الأنبياء والرسل ، ثم بأسماء الصالحين ، ثم بكل اسم مباح لم يحرمه الشارع ، ويحرم كل اسم معبد لغير الله : كعبد النبي وعبد الكعبة وغيرهما ، والتسمي بأسماء الكفار ورؤوسهم : كالفراعنة والجبابرة ، وبما نهي عنه كالتسمي : بملك الأملاك وقاضي القضاة وحاكم الحكام , التسمي بأسماء الشياطين كخنزب والولهان والأعور والأجدع والحباب ، والأسماء المشتملة على تزكية : كبرة وأفلح ويسار ونجيح وبكرة ويعلى , ويلحق بها : إيمان وهدى وملاك وغيرها ، ومما نهي عنه الأسماء المشتملة على معنى مكروه : كحرب وحية ومرة وحزن وعاصية وغيرها , ويكره التسمي بأسماء الملائكة (15) .

ويحرم اسم : سيد ولد آدم أو سيد البشر لان هذا للرسول ( صلى الله عليه وآله) . وأما النهي عن الجمع بين كنيته واسمه فقد كان في حياته ، إذ بعد موته سمي أربعة من أبناء الصحابة بمحمد وكنوا بأبي القاسم (16) .

ويمكن القياس على ذلك في تسمية البنات فتسمى بأسماء الصالحات من الأمم السابقة أو من الصحابيات والصالحات بعدهن : آسية وهاجر وسارة ومريم وزوجات النبي (صلى الله عليه وآله) وبناته .

ويثبت للطفل نسبه بولادته ، لأنه يترتب على ذلك حقوق شرعية أخرى كالولاية والحضانة والرضاعة والإرث والوصية والوقف والهبة والنفقة وغيرها مما يعد حقا للطفل وحقا للأبوين والإخوة والأقارب (17) .

ويثبت النسب بولادة الطفل من أمه المتزوجة أو المعتدة بعد دخول الزوج بستة اشهر على الأقل  , و إذا كان الولد مجهول النسب وادعاه رجل فيثبت له النسب بشرط أن يكون من الممكن أن يولد له ولد ، وألا ينازعه فيه رجل آخر وهذه الأحكام مبسوطة في كتب الفقه (18) .

_____________________________________________________

1ـ انظر : كيف نربي أولادنا إسلاميا ، محي الدين عبد الحميد ، ص 66 – 79 .

2- نظر تحفة المودود ، ابن القيم ص 164 – 165 .

3- انظر : كيف نربي أولادنا إسلاميا ، محيي الدين عبد الحميد ص 66 – 79 .

4- انظر : نصيحة الملوك ، الماوردي ، ص 166 ، نقلا عن منهج التربية النبوية ، محمد نور سويد ص 7 2 .

5- انظر : تحفة المردود ، ابن القيم ص 21 – 22 .

6- انظر : الغني ، ابن قدامة ، 11 / 125 .

7- انظر : الشرح الممتع ، محمد بن صالح بن عثيمين / 7 / 539 .

8- انظر : المدة شرح العمدة , بهاء الدين المقدسي  ، ص 210 – 211 .

9- انظر : الشرح الممتع ، محمد بن صالح بن عثيمين ، 7 / 536 – 537 .

10- انظر : تحفة المودود ، ابن القيم ، ص 50 .

11- انظر : أخرجه أبو داود في سننه ، كتاب الأضاحي ، باب في العقيقة : 3 / 259 ، رقم الحديث 2837 .

12- انظر : الشرح الممتع ، محمد بن صالح بن عثيمين :، 7 / 540 .

13- انظر : زاد المعاد ، ابن اليم 3 / 17 .

14- انظر : الشرح الممتع ، محمد بن صالح بن عثيمين ، 7 / 545 .

15- انظر : تحفة المودود ، ابن القيم ص 93 – 99 ، والشرح الممتع , ابن عثيمين 7 / 543 – 545 .

16- انظر المرجع السابق .

17- انظر : الطفل في الشريعة الإسلامية ، محمد الصالح ، ص 76 .

18- انظر : العدة شرح العمدة ، بهاء الدين المقدسي ، ص 432 – 434 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.